قرر المحتجون ضد الحكومة اللبنانية على خلفية أزمة النفايات ارجاء تظاهرتهم التي كانت مقررة مساء الأثنين بعد مواجهات عنيفة ليلاً مع القوى الأمنية في وسط بيروت، مع تأكيد المنظمين على أن القرار لا يعني انتهاء تحركاتهم.

Ad

وأعلنت حملة "طلعت ريحتكم" المنظمة للتحرك وتضم ناشطين في المجتمع المدني على صفحتها على موقع فيسبوك "تم تأجيل تظاهرة اليوم المقررة عند الساعة السادسة".

وأضافت "الحراك لم ولن يتوقف، تأجيل تحرك اليوم إلى موعد آخر في الأسبوع ذاته ليس تراجعاً انما نحتاج إلى إعادة تقييم وترتيب المطالب، لم ولن نتخلى عن أحد ولا عن المطالب المحقة".

ومن المقرر أن يعقد منظمو التحرك مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم "لشرح كل ما حدث في الساعات الماضية".

وياتي قرار تأجيل التحرك بعد يومين من التظاهر في وسط بيروت بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" احتجاجاً على عجز الحكومة عن ايجاد حل جذري لأزمة النفايات المنزلية في بيروت ومحافظة جبل لبنان.

لكن الاحتجاجات تحولت إلى مساحة للتعبير عن الاحباط من ملفات أخرى مع مطالبة المعتصمين بوضع حد للفساد المستشري والأزمة السياسية وإصلاح البنى التحتية في البلاد، في ظل شغور موقع الرئاسة المستمر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو 2014.

وتخلل التظاهرات في اليومين السابقين مواجهات بين عدد من المحتجين والقوى الأمنية تسببت باصابة العشرات بجروح من الجانبين.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه نقل 59 جريحاً على الأقل إلى المستشفيات ليل الأحد وعالج 343 شخصاً ميدانياً جراء إصابات طفيفة.

واندلعت الاشتباكات بعد انضمام مجموعة من نحو مئتي شخص ليل الأحد إلى المتظاهرين السلميين في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت ومبادرتهم إلى القاء الحجارة وعبوات المياه على القوى الأمنية التي ردت بإطلاق خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

ودعا رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ظهر الأحد المتظاهرين الى التهدئة، مبدياً استعداده للقاء وفد منهم والاستماع إلى مطالبهم.

وقال في مؤتمر صحافي "الخميس أمامنا جلسة منتجة، فإذا لم تكن كذلك لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها"، موضحاً أن جدول الأعمال يقتصر على قضايا "حياتية" و"ملحة".

واعتبر سلام أن استمرار القوى السياسية في تعطيل عمل مجلس الوزراء سيوصل البلاد إلى "الانهيار"، مشيراً إلى أن تلويحه في وقت سابق بتقديم استقالته لا يزال خياراً مطروحاً على الطاولة.

وغرقت بيروت ومدن وبلدات جبل لبنان، وهي من المناطق السكنية الأكثر كثافة، في القمامة بعدما أقفل مواطنون في 17 يوليو الماضي بالقوة المطمر الأكبر في البلاد في منطقة الناعمة على بعد حوالي عشرين كلم جنوب بيروت والذي كانت تنقل إليه نفايات هذه المناطق على مدى السنوات الماضية.

وفي 26 يوليو، استؤنفت عملية جمع النفايات من الشوارع لكنها باتت تنقل إلى أماكن غير شرعية وغير مؤهلة ما يثير نقمة متزايدة تجاه الحكومة والأجهزة المعنية.