تترقب الساحة اللبنانية ما سترسو عليه الأمور خلال الساعات المقبلة، خصوصا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم.

Ad

ويبدو للمراقبين أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون نجح منذ البداية في قطف ثمار أولية لتحركه قبل أن يبدأ، فهو رفع سقف التحدي وأجبر الخصوم والحلفاء على حد سواء على أن يصيروا أسرى مواقفه، واستقطب الإعلام وصار محور الحركة السياسية في البلاد.

وقالت مصادر مقربة من "التيار" إن "عون حتى الآن بلغ حدا مقبولا من الالتفاف المسيحي حول حركته الاحتجاجية المتوقعة في الساعات القليلة المقبلة"، لافتة إلى أنه "بعد فتور العاطفة المسيحية تجاهه، بدا تحركه يتمتع بتأييد شعبي لا بأس به".

وتتضارب المعلومات حول ماهية الخطوات التي من الممكن أن يصل اليها التيار، وأشارت مصادر متابعة الى أن "خطة التحرك التي ينوي التيار القيام ستكون تصاعدية، وسوف تصل لاحقا الى الدعوة للعصيان المدني، وعدم دفع الضرائب، وستصل في شقها السياسي الى الدعوة للخروج عن اتفاق الطائف"، لافتة الى أن "الحركة الاعتراضية لن تشمل تحركات تزعج المواطنين مثل قطع طرقات حيوية".

إلى ذلك، أسف رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أن "تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من تهديدات بالنزول إلى الشارع على أبواب الموسم السياحي الذي يفترض أن ينعكس إيجابا على اللبنانيين، في حين تصب هذه "التهويلات" في الخانة السلبية، وتنعكس ضرراً على الاقتصاد اللبناني الذي يعول بدوره على الموسم السياحي".

وسأل سليمان خلال اجتماعه بكتلته الوزارية أمس: "لمصلحة من هذا الإمعان في ضرب صورة لبنان"؟" مؤكداً أن "الأسباب تعددت والمطلوب واحد، وهو الاحتكام إلى الديمقراطية تحت قبة البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية، لا إلى لغة التعويل على التعبئة الجماهرية، التي ساهمت منذ اعتمادها في تهجير خيرة الشباب اللبناني هربا من المغامرات المدمرة".

كما أعلنت الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، أمس، أن "لبنان ينعم باستقرار نسبي، نظرا لما يحدث من حولنا، والمناطق التي يدعي تمثيلها العماد عون تنعم بحظ وافر من الاستقرار والفرح والحياة، فحذار من التلاعب بهذه النعمة من خلال جر الناس إلى تحركات شعبوية لا أفق لها إلا الذهاب إلأى الفوضى واحتمالات الصدامات غير المحسوبة النتائج".

وقال الأمين العام النائب السابق فارس سعيد: "إذا تضامنت سرايا المقاومة مع العماد عون في التحركات الشعبية سيكون هناك كلام آخر. نحن نعلم المناطق التي يوجد فيها العماد عون ونقدر تياره ونحترم شبابه، ونحترم أيضا أي تحرك سلمي وديمقراطي، إنما لن نرضى بأن يكون هناك انجرار أو أي انزلاق إلى الشارع بالتكافل والتضامن مع سرايا المقاومة التابعة لـ"حزب الله"، وبالتالي لا أحد يفكر في أنه إذا لبس لونا معينا ونزل إلى الطريق في أي منطقة من لبنان فإننا لن نعرف من هو. ونحن نعرف شباب التيار كما نعرف أيضا شباب سرايا المقاومة، وبالتالي أي انزلاق في هذا الاتجاه وأي دعم من قبل "حزب الله" للتحركات الشعبية في مناطق معينة سيكون له مواجهة شعبية، وطبعا ستكون مواجهة سلمية، وأول مواجهة ستكون مطالبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية بألا تكون هناك أي عرقلة لمصالح اللبنانيين. أن يتظاهر التيار الوطني الحر بشكل سلمي أمام سرايا حكومية أو أمام وزارة ما نحن لا مشكل لدينا فيها، ولكن نحذر من قطع الطرقات، لأننا سنكون ضد قطعها، والوحيد الذي يحق له وضع الحواجز هي القوى الشرعية اللبنانية، لأنها تحفظ أمن المواطنين".

من جهة أخرى أجرى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط اتصالا بعون أمس أوضح فيه أن "الكلام الذي صدر في إحدى الصحف اللبنانية عن أنه غدر به غير دقيق وغير صحيح"، مذكرا بأنه "كان سبق أن قدم مبادرة تتعلق بملف التعيينات الأمنية، إلا أن هذه المبادرة لم يكتب لها النجاح لظروف متعددة ليس المجال لشرحها في هذا الوقت".

وأكد جنبلاط لعون حرصه على "استمرار العلاقة الإيجابية بينهما وعلى إبقاء التواصل والتشاور الثنائي قائما، والذي أثبت في المراحل السابقة فاعليته على العديد من المستويات بما يتماشى مع المصلحة الوطنية اللبنانية".