الأسد وطهران يتصلبان والعاهل السعودي إلى موسكو قريباً

نشر في 28-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-10-2015 | 00:01
No Image Caption
● باريس تجمع حلفاءها واتصالات لعقد «فيينا 2»
● «داعش» يتقدم بحلب وأنقرة تقر بضرب الأكراد
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد أمس مزيداً من التصلب رافضاً الحديث عن تسوية قبل «القضاء على الإرهاب»، الأمر الذي يعني في قاموسه القضاء عسكرياً على المعارضة السورية، وهو موقف مشابه للموقف الإيراني المتشدد حيال تصاعد الحديث عن مساعٍ جدية لتحقيق اختراق سياسي للصراع السوري. 

قبل ساعات على بدء مشاورات في العاصمة الفرنسية لبحث الأزمة السورية، وغداة لقاء جمع وزير الخارجية العماني والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق تم خلاله بحث "الحل السوري"، واصل الأسد إبداء مواقف متصلبة تظهر عدم استعداده لتقديم أي تنازل، بينما تسير الرياح الدولية والإقليمية باتجاه تحقيق اختراق سياسي سريع وواضح في جدار هذا الصراع الذي شغل العالم.

وأصدرت الرئاسة السورية بياناً أمس أكدت فيه أنها سترحب بأي "حل سياسي يقره الشعب السوري ويحترم وحدة أراضيه"، ولكنها شددت على أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة قبل "القضاء على الإرهاب".

وقال بيان الرئاسة: "لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن".

إيران

بدوره، شدد نائب القائد العام للحرس الثوري الايراني العميد حسين سلامي مساء أمس الأول على أن "سورية هي ساحة مواجهة بين نظام الهيمنة والثورة الإسلامية"، مضيفاً أن "ما نشهده في سورية ليس صراع القوى الكبرى مع الدولة السورية بل هو صراع بين جبهتي الاستكبار والمقاومة".

وأوضح سلامي أن "هناك 4 مستويات لدور إيران من الناحية العسكرية في سورية"، مضيفاً أن سبب "ارتفاع عدد الشهداء الايرانيين في الدفاع عن حرم أهل البيت (ع) في سورية خلال الأيام الأخيرة هو زيادة عدد المستشارين الإيرانيين هناك".

 وأشار الى أن "أجزاء كثيرة من العالم الاسلامي وسورية مرتبطة بأمننا القومي، لذا فإن وجودنا في سورية يحظى بجوانب استراتيجية فضلا عن العقائدية".

موسكو

إلى ذلك، وغداة اتصال هاتفي هو الثاني خلال أيام بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن الكرملين لا يستبعد أن يزور العاهل السعودي روسيا قبل نهاية العام الجاري.

وقال بيسكوف رداً على سؤال فيما إذا كانت زيارة الملك السعودي لروسيا ممكنة قبل نهاية العام الحالي: "دُرست هذه الإمكانية عبر قنوات دبلوماسية. وفي النهاية تمت الموافقة على جميع الشروط اللازمة والمراحل الزمنية، وسندلي نحن، إلى جانب شركائنا السعوديين، ببيان يتعلق بهذا الأمر".

اجتماع باريس

جاء ذلك، قبل ساعات من اجتماع دعت إليه باريس ضم "الحلفاء الغربيين والعرب لفرنسا"، واستثنى روسيا وإيران، وخصص لبحث الأزمة السورية.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن "عشاء عمل" جمع مساء أمس في باريس "الشركاء الرئيسيين الملتزمين مع فرنسا تسوية الأزمة السورية وهم: السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا".

وجاء هذا الاجتماع، بعد أيام على لقاء فيينا الرباعي الذي ضم الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

«فيينا 2»

وفي وقت سابق، أعلنت واشنطن أنها تناقش مع نفس هؤلاء الشركاء تنظيم اجتماع آخر بعد اجتماع باريس من المتوقع أن يعقد بعد غد في فيينا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن الولايات المتحدة تبحث مع روسيا ودول أخرى في إمكانية تنظيم هذه المباحثات، مشيراً إلى أن وزير الخارجية جون كيري اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الثالثة خلال 3 ايام، و"تباحثا بشأن جولة محادثات مقبلة وبشأن ما ينتظره كل طرف من هذا الاجتماع وما سيليه". وشدد كيري ولافروف على ضرورة اشراك طهران في الحل.

وفي موسكو، أعلن الكرملين أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستقبل اليوم رؤساء أجهزة الأمن في كومنولث الدول المستقلة لمناقشة الجماعات المتشددة التي تلقت التدريب في سورية وأفغانستان.

«الجيش الحر»

إلى ذلك، نفى ممثلو 4 فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر أمس إرسال وفود إلى موسكو للتشاور. وقال أحمد السعود المتحدث باسم "الفرقة 13" الناشطة غرب سورية وتتعرض لقصف مستمر من طائرات روسية، إن هذه التقارير عارية من الصحة. كما أكد أبوغياث الشامي المتحدث باسم "ألوية سيف الشام" والناشطة جنوب سورية أن ذلك لم يحدث ويستحيل أن تقبله جماعته، مؤكداً أن أفراداً من جماعته اتصلوا بأصدقائهم في المنطقة وعلموا أنه لم يذهب أحد.

واعتبر ائتلاف المعارضة ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن زيارة ممثلين عن "الجيش الحر" موسكو وعقد اجتماعات مع مسؤولين روس"، "تضليلاً وتغطية على إخفاق العدوان الروسي على الشعب السوري في أسبوعه الرابع"، إلا أن مصادر اخرى اكدت حصول زيارات لبعض المسؤولين العسكريين السوريين المعارضين الى موسكو.

«داعش»

على الأرض، أعلن "داعش" فجر أمس إطلاق عملية بهدف السيطرة على مدينة السفيرة، أهم معاقل النظام في ريف حلب الجنوبي، مؤكداً أنه سيطر على عدة أحياء فيها. وتكمن أهمية السفيرة في كونها حلقة وصل أساسية في الطريق إلى حلب، ويتخذها النظام قاعدة انطلاق لقواته المتجهة شرقاً لفك الحصار عن مطار كويرس، والمتجهة غرباً باتجاه مناطق المعارضة في ريف حلب الجنوبي.

إعدامات «داعش»

وبينما أكد المرصد مقتل لواء في قوات الأسد في محيط مدينة دير الزور وإصابة ضابط آخر كان برفقته قرب منطقة اللواء 137 المحاذي لمطار دير الزور العسكري، قام جهاديو "داعش" بإعدام ثلاثة أشخاص في المدينة الأثرية بتدمر عبر تقييدهم بثلاثة أعمدة وتفجيرها بهم مساء أمس الأول.

تركيا

في السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو مساء أمس الأول أن الجيش "ضرب مرتين" في الآونة الاخيرة مواقع لمقاتلين أكراد في سورية، مشيراً إلى أن أنقرة حذرت مقاتلي حزب "الاتحاد الديمقراطي" من العبور الى غرب نهر الفرات.

(دمشق، باريس، واشنطن، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا، فارس، روسيا اليوم)

back to top