«أهواك»
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
مرة أخرى بعد تجربة المخرج الشاب خالد الحلفاوي في «زنقة ستات»، ينجح المخرج محمد سامي في الاقتراب من المعادلة الصعبة، ويجمع بين تقديم فيلم متماسك، رغم بعض الهنات، والوصول إلى قمة شباك التذاكر، بعد تحقيق أعلى الإيرادات، التي يرجع الفضل في حصدها إلى المطرب تامر حسني بجماهيريته الكبيرة التي لا يمكن إنكارها، ثم تأتي من بعده غادة عادل التي قدمت أفضل أداء لها، وبدت فاهمة لأبعاد الشخصية المعقدة للشابة، التي تزوجت «حمزة» (محمود حميدة) الأكبر منها سناً، لأنه غني، وعقب إنجاب ابنتهما المراهقة، وطلاقها منه، بسبب خيانته لها مع صديقتها «رودي» (بسنت السبكي)، تعيش مشاعر متضاربة بين الكراهية والأمل في العودة إليه، ورفض الطبيب «شريف»، الذي تظنه يتلاعب بقلب ابنتها، ويسعى للجمع بينهما! عانى الفيلم من التطويل، وتكرار المواقف (مونتاج أحمد حافظ) والجمود الدرامي، ما أصاب المشاهد بالملل، خصوصاً أن الأحداث تكاد تكون محصورة في ثلاثة أماكن أو أربعة على أكثر تقدير هي: فيلا البطلة «رنا» في الجونة، كلية الفنون الجميلة حيث يدرس «حمد» و{بسنت»، محل بيع الطيور والحيوانات التي تملكه «رنا» وصديقتها المطلقة «بهيرة» (انتصار) وعلى استحياء ظهرت عيادة طبيب التجميل والشقة التي تعيش فيها شقيقته وابنها، ومن ثم لم يبرح الفيلم مكانه، واعتمد السيناريو، ثم الفيلم، على «الإفيهات» المعتادة من تامر حسني، و»الاستظراف» إذا لزم الأمر، والحيل الساذجة التي طالما أتحفنا بها في أفلامه السابقة، وكأنها من بنات أفكاره، فضلاً عن السباب المستمر من جانب غادة عادل لابنتها، وأحمد مالك لعائلته «القذرة»، حسب وصفه، والجرأة التي تصل إلى حد الوقاحة في حوار «بهيرة»، التي تعاني شبقاً مفرطاً نتيجة تعطشها لوجود رجل في حياتها، والسطحية التي اتسمت بها شخصيتها ما اضطر كاتب السيناريو إلى إخفائها بأكثر مما عمد إلى إظهارها! يُحسب للمخرج محمد سامي جرأته في الاعتماد على تامر حسني كممثل، ولم يستثمر جماهيريته كمطرب، بدليل الاكتفاء بأغنيتي «كل حاجه بينا» و{هقولك كلمة»، كما يُحسب له التوظيف الجديد للممثلين، ونجاحه في مهمته مع غادة عادل والوجوه الشابة: أحمد مالك وإلهام عبد البديع وسعاد القاضي، التي جسدت دور الطبيبة «شويكار» المساعدة في عيادة التجميل، وإخفاقه في توظيف محمود حميدة، رغم امتلاكه الكثير من المقومات التي تؤهله لتقديم الكوميديا بشكل أفضل مما فعل في هذا الفيلم!احتل «أهواك» صدارة شباك التذاكر في موسم عيد الأضحى المبارك، ووصلت إيراداته إلى ما يقرب من 12 مليون ونصف المليون جنيه خلال الأيام الأربعة الأولى للعيد، بفضل اكتمال عناصره الفنية كالتصوير (جلال الزكي)، الديكور (إسلام البنا) الموسيقى (عادل حقي) والستايلست (عبير الأنصاري) لكن المفارقة المثيرة للدهشة أن الفيلم، الذي تدور حوادثه بالكامل تقريباً في «فيلا» يعيش فيها رجل وامرأة لا تربطهما علاقة شرعية من أي نوع، شهد إقبالا كبيراً من جمهور قيل إنه متدين بالفطرة، وأنتجته شركة صدعتنا بالحديث عن «السينما النظيفة»!