بلغت التظاهرات المطلبية في العاصمة العراقية بغداد وبعض المدن الأخرى ذروتها أمس، حيث نظم عشرات الآلاف من المواطنين، تظاهرات عديدة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وساحات أخرى، مجددين مطالبهم بتحسين الخدمات، في حين أغلقت القوات الأمنية مداخل ومخارج المنطقة الخضراء التي بها رئاسة الوزراء والوزراء، كما قطعت جسر الجمهورية.

Ad

وأعلن نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، أن بعض التظاهرات سميت بـ»ارحلوا»، مبينين أن المتظاهرين حددوا أطرا رئيسية لتحقيق مطالبهم وهي إلغاء المحاصصة الطائفية واعتماد التغيير في جميع الإدارات التنفيذية وحل مجالس بعض المحافظات.

وأوضح شاهد عيان، أن قوة من مكافحة الشغب قطعت جسر الجمهورية المقابل لساحة التحرير، في حين فرضت الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة على مخارج ومداخل المنطقة.

وأفاد مصدر في الشرطة العراقية أمس، بأن القوات الأمنية أغلقت جميع مداخل ومخارج المنطقة الخضراء، التي تضم المقار الحكومية ومكاتب المسؤولين، من جهة الحارثية، الجسر المعلق، جسر الجمهورية، والمدخل العسكري، مشيرا إلى منع الدخول والخروج من المنطقة الخضراء على خلفية التظاهرات.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الإغلاق جاء نتيجة لمحاولة بعض المتظاهرين، الذين خرجوا بتظاهراتهم صباحا، العبور إلى المنطقة عبر جسر الجمهورية».

ودعا المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني في وقت سابق، أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الضرب «بيد من حديد» كل من يشارك في الفساد ليضيف صوته الى المحتجين ضد مسؤولين يلقي عليهم الكثير من العراقيين مسؤولية انقطاع الكهرباء.

في المقابل، قال العبادي في بيان: «أعلن التزامي الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته»، مضيفا: «اتعهد بإعلان خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها، وأدعو القوى السياسية الى التعاون معي في تنفيذ برنامج الإصلاح».

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس، أن الولايات المتحدة سلمت السلطات الكردية العراقية أمس الأول، أرملة القيادي الكبير في تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أبوسياف وزير نفط التنظيم وتدعى نسرين أسعد إبراهيم الملقبة «بأم سياف» كانت تعتقلها القوات الأميركية منذ مايو الماضي.

وقالت الوزارة، تم تسليمها إلى وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، مضيفة أن «قرار تسليم أم سياف الى الحكومة العراقية جاء بناء على تصميم الحكومة الأميركية على تسليم المعتقلة بما يتناسب مع الاعتبارات القانونية والدبلوماسية والمخابراتية والأمنية وفي مجال تطبيق القانون».

وكان أبوسياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط والغاز لحساب التنظيم  قتل في 15 مايو الماضي، في عملية نادرة قامت بها وحدة من القوات الأميركية الخاصة في الأراضي السورية.

في السياق، أعدم عناصر من تنظيم «داعش» 19 امرأة في مدينة الموصل لرفضهن تلبية رغباتهم الجنسية من خلال ما يسمى بـ»جهاد النكاح».

وقال مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني سعيد مموزيني في تصريح لصحيفة «الإندبندنت» أمس، إن الفترة الماضية شهدت حصول انشقاقات وصراعات داخلية في صفوف التنظيم بسبب الأموال والنساء، مشيرا إلى أن عمليات الإعدام التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، وقعت خلال يومي 1 و2 أغسطس الجاري.

إلى ذلك، تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي وأبناء العشائر من تحرير جسر «البو عيثة» الاستراتيجي الذي يربط مناطق شمالي الرمادي بمناطق الثرثار شرقي الفلوجة في عملية عسكرية نوعية أسفرت أيضا عن مقتل 9 من عناصر «داعش».  

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، كونا)