وجه النظام السوري أمس ضربة جديدة لجهود المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا باستبعاده الاشتراك في مباحثات «جنيف 3» التي يسعى منذ أشهر إلى إحيائها، معطياً الأولوية لمخرجات «حوار موسكو».

Ad

بعد يوم واحد من محادثاته في دمشق مع المبعوث الأممي للازمة السورية ستيفان ديميستورا، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الذهاب إلى مؤتمر «جنيف 3» الذي يجري الحديث عنه في المحافل الاقليمية والدولية منذ عدة أشهر «سابق لأوانه»، معتبراً ان أولوية نظام الرئيس بشار الأسد هي مقررات حوار موسكو.

وقال المعلم، في كلمة خلال افتتاح «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري» الذي نظمته السلطات أمس: «نؤكد أننا ملتزمون بتنفيذ مخرجات الحوار الذي بدأ في موسكو، ونعتقد أن الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون إلى معالجة قضاياهم وعلى هذا الاساس رحبنا بإقامة موسكو3».

وأكد المعلم أن «إيران لن تغير موقفها تجاه الأزمة في سورية بعد الاتفاق النووي، وأكبر دليل على ذلك مواقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في خطبة عيد الفطر وتصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين التي أكدوا فيها استمرار دعمهم محور المقاومة»، واصفاً الاتفاق النووي بـ»التاريخي لأنه أدخل إيران المسرح الدولي من أوسع أبوابه وحقق للشعب الإيراني مصالحه الحيوية، وكلما كان حليفنا قويا نكون نحن أقوياء».

واكد المعلم أن «الحاجة الضرورية لإقامة تحالف إقليمي ضد الارهاب باتت كبيرة وخاصة في ظل فشل التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة تنظيم داعش»، مبينا أن «دول الجوار لم تنفذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب لذلك فإن أي جهد لمكافحة هذه الظاهرة سيبقى غير فاعل في حال عدم تنفيذ تلك الدول للقرارات الدولية».

حل عسكري

بدوره، استبعد وزير الثقافة الإيراني علي جنتي، الذي يشارك في المؤتمر على رأس وفد ثقافي وإعلامي أي حل عسكري للازمة في سورية، مشيراً إلى أن بلاده تقف في الخط الإمامي للمقاومة بوجه العدو «الصهيوني» والتكفيريين.

ولفت إلى أن الكثير من الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة أدركت اليوم ضرورة مكافحة الارهاب وكذلك فإن عدداً من دول المنطقة التي قدمت الدعم للإرهابيين في البداية توصلت اليوم إلى أن هؤلاء أكبر خطر يتهددها.

وفي مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية، قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان أمس الأول إن الاتفاق النووي سيجبر الغرب على تخفيف موقفه من دمشق والتعامل مع حكومتها للبحث عن حل تفاوضي للحرب الأهلية، بعد أن «وصلت السياسة الغربية في المنطقة إلى طريق مسدود».

واضافت شعبان ان هناك مؤشرات على تقارب بين روسيا والولايات المتحدة بعد الاتفاق الإيراني الذي يؤذن بعملية إعادة اصطفاف لدول المنطقة «يراجع الكل فيها نفسه»، متوقعة أن تصبح واشنطن أكثر تكيفاً مع رؤية موسكو للأزمة السورية. وقالت: «أعتقد أن التحالف الذي أسمته الولايات المتحدة من أجل محاربة داعش وانطلق منذ فترة لم ينجز أي شيء».

قنصل تونس

في غضون ذلك، كشفت مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية أمس ان تونس تعتزم تعيين قنصل عام لها في دمشق بعد سنوات من القطيعة بين البلدين.

وأضافت المصادر أن «المرشح لمنصب القنصل العام في دمشق هو الدبلوماسي التونسي إبراهيم الفواري الذي قد يصل مع طاقم دبلوماسي إلى العاصمة السورية خلال أيام كي يعاد العمل في السفارة المغلقة بدمشق».

وكانت العلاقات قطعت بين العاصمتين على خلفية «أحداث الربيع العربي» واستضافت تونس مؤتمرات بارزة للمعارضة السورية و«أصدقاء الشعب السوري» من المجتمع الدولي، الداعمين لتغيير نظام الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه عام 2000، ولاتزال عائلته تحكم سورية منذ حوالي نصف قرن.

تحرير درعا

وعلى الأرض، تجددت المعارك العنيفة أمس في مدينة درعا بين قوات النظام وكتائب المعارضة، التي بدأت هجوماً واسعاً في المنطقة أمس الأول بقيادة جبهة النصرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي وقت سابق، أعلنت فصائل الجبهة الجنوبية المؤلفة من مجموعات مقاتلة عدة على حسابها على موقع «تويتر» استئناف «معركة تحرير درعا» بعد حوالي شهر من هجوم مماثل شنته على المدينة لم يحقق هدفه.

وأصدرت القيادة العسكرية في الجبهة الجنوبية بيانا اعلنت فيه «البدء بمعركة عاصفة الحق» الهادفة الى «تطهير محافظة درعا من رجس عصابات الاسد بمشاركة عدد من الألوية التابعة لها في درعا»، التي اعتبرتها «منطقة عسكرية الى حين تحقيق كامل اهداف المعركة».

(دمشق، تونس- أ ف ب، رويترز، د ب أ)