كوريا الشمالية تتحدى العالم بتجربة لـ «قنبلة هيدروجينية»

نشر في 06-01-2016 | 11:46
آخر تحديث 06-01-2016 | 11:46
أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح اليوم الأربعاء اجتماعاً في نيويورك بعد إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة نووية رابعة.

وقالت الناطقة باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة هاجر شمالي أن الاجتماع "سيعقد بطلب من الولايات المتحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول الـ 15 الأعضاء" في المجلس.

وأضافت أن الولايات المتحدة "لا تستطيع التأكيد حالياً أن تجربة أجريت فعلاً"، لكنها أكدت أن واشنطن "تدين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وتدعو كوريا الشمالية إلى احترام واجباتها الدولية وتعهداتها".

ولم تحدد شمالي موعد جلسة المجلس الذي يبدأ أعماله عادة اعتبارا من الساعة العاشرة (14,00 تغ).

وأعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب ثلاث تجارب نووية سابقة.

وأثار هذا الإعلان غضب الأسرة الدولية بما فيها الصين الحليفة الرئيسية لبيونيغ يانغ، والتي قالت إنها "تعترض بقوة" على التجربة، بينما لا تفوت واشنطن فرصة لانتقاد النظام الكوري الشمالي.

ودخلت اليابان في الأول من يناير إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم لولاية تستمر سنتين.

أما روسيا، فقد تبدي تحفظات على التجربة مع أنها رأت أن قرارات تبنتها الجمعية العام للأمم المتحدة في 2014 و2015 بدفع من واشنطن لإدانة وضع حقوق الإنسان، غير مجدية.

أول تجربة

أكدت كوريا الشمالية الأربعاء أنها أجرت أول تجربة لها لقنبلة هيدروجينية في خطوة تشكل تقدماً مهما في برنامجها النووي في حال تأكدت.

ودان مجلس الأمن القومي لكوريا الجنوبية المجاورة "بقوة" هذه التجربة بينما تحدث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن "تحد خطير" للجهود العالمية للحد من الانتشار النووي و"تهديد جدي" لليابان.

وشكل الإعلان عن التجربة مفاجأة، وتؤكد بيونغ يانغ أن التجربة أجريت بأمر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون قبل يومين من عيد ميلاده.

وقال التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي أن "أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح عند الساعة 10,00 (1,30 تغ) من السادس من يناير 2016 على أساس التصميم الاستراتيجي لحزب العمال" الحاكم.

وأوضح أن القنبلة "صغيرة الحجم"، مؤكداً أنه "بالنجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة".

ويستخدم في القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة النووية الحرارية الانصهار النووي. وهي تسبب انفجاراً أقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط.

وأجرت بيونغ يانغ ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في 2006 و2009 و2013، وأدت هذه التجارب إلى فرض عقوبات دولية عليها.

وكان كيم جونغ-اون المح خلال جولة تفقدية لموقع عسكري أن بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية لكن واشنطن شككت في صحة تصريحاته.

وقال التلفزيون الأربعاء أن "هذه التجربة الأخيرة التي جاءت ثمرة لتقنيتنا ويدنا العاملة تؤكد أن الوسائل التكنولوجية التي قمنا بتطويرها جيدة وتدل علمياً على تأثير قنبلتنا الهيدروجينية المصغرة".

والتشكيك في صحة التجربة ما زال قائماً، وقال بروس بينيت المحلل الخبير في الدفاع في مؤسسة راند كوربوريشن أن "هذا السلاح كان على الأرجح بحجم القنبلة الأميركية في هيروشيما لكنها لم تكن قنبلة هيدروجينية، ما حدث هو انشطار"، وأضاف أن "الافجار الذ حصل كان يُفترض أن يكون أقوى بعشر مرات".

وكانت أولى الشكوك في حدوث تجربة نووية كورية شمالية أطلقت من قبل خبراء الزلازل الذين رصدوا هزة أرضية بقوة 5,1 درجات بالقرب من موقع الاختبارات النووية الرئيسي لكوريا الشمالية.

انقسام

ويرى معظم الخبراء أن بيونغ يانغ ما زالت بعيدة جداً عن إمكانية انتاج قنبلة نووية حرارية لكنهم منقسمون بشأن قدرتها على صنع أسلحة ذرية صغيرة وهي مرحلة أساسية في انتاج الرؤوس النووية.

وساء كانت تجربة لقنبلة هيدروجينية أو غير ذلك، يشكل هذا الاختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية تحدياً صارخاً لأعداء كوريا الشمالية ولحلفائها على حد سواء، وقد حذرخا حلفاؤها من انم ثمن مواصلتها لبرنامجها النووي سيكون باهظاً جداً.

وفي الواقع لم تمنع العقوبات الدولية بيونغ يانغ من القيام بتجربة نووية رابعة ستثير ردود فعل أقسى هذه المرة على الأرجح.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما وصف في 2014 كوريا الشمالية بأنها "دولة مارقة" ووعد بفرض عقوبات أقسى عليها إذا أجرت أي تجربة نووية جديدة.

وبعد الإعلان عن تجربة اليوم حملت الولايات المتحدة بعنف على "الاستفزازات" الكورية الشمالية لكنها أكدت في الوقت نفسها أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.

وستتم متابعة رد فعل الصين بدقة، فقد مارست بكين في الماضي ضغوطاً على كوريا الشمالية في الماضي لكنها بدا مؤخراً أن صبرها بدأ ينفد بسبب رفض بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي.

ويقول خبراء أن قدرة الصين على التأثير على حليفتها تحدها مخاوفها من قيام كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولايات المتحدة.

وفي طوكيو دان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التجربة معتبراً أنها تشكل "تحدياً خطيراً" لجهود العالم للحد من الانتشار النووي و"تهديداً جدياً" لليابان.

كما دانت سيول بشدة التجربة النووية معتبرة أنها "تحد خطير" للسلام العالمي، وأكدت أنها ستتخذ كل "الإجراءات الضرورية" لمعاقبة بيونغ يانغ، وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.

back to top