نعيمة عاكف... التمر حنة (24) ... «عزيزة»

نشر في 11-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
لم تحزن نعيمة عاكف على ضياع الجنين الذي فقدته، من دون علم أو انتظار منها لوجوده، بقدر حزن حسين فوزي من أجلها، وعلى حقها في أن تحقق حلم كل أنثى في أن تعيش الأمومة غير أنها استطاعت أن تكتم آلام ضياع حلمها القديم، وتجتاز هذه الأزمة سريعاً...
أو هكذا تعمدت أن تظهر أمام حسين:
 = أنا كنت هاموت من الخوف والقلق عليك.

* بعد الشر عنك... صحيح أنا زعلت... بس لازم تعرف أنك أهم عندي من أي شيء، وطول ما أنت جنبي.. أنا مش محتاجة أي حاجة في الدنيا.

= وأنا علشانك ممكن أعمل أي حاجة تسعدك.

* لو عايز تسعدني صحيح... قولي هانبدأ تصوير الفيلم الجديد أمتى.

= الفيلم جاهز وأبو السعود الإبياري خلص كتابة الحوار... وممكن نبدأ تصوير أول ما تقومي بالسلامة وتقدري تشتغلي.

* إن كان عليا أنا جاهزة من دلوقت... هو بس لو فيه استعراضات ورقص... ممكن نأجل تصويرها للآخر.

= لا يا ستي اطمني لا فيه استعراضات ولا عفرتة ولا شقاوة.

* إيه؟! معناه أيه الكلام ده يا سي حسين.. أنت فاكر علشان حاجة بسيطة زي دي يبقى خلاص راحت عليا.

= مين يقدر يقول كدا على ست الكل.. كل الحكاية يا ستي أننا نفذنا اللي أنت طلبتيه بالظبط.

* اللي أنا طلبته! هو أيه اللي أنا طلبته؟

ميلودراما متأخرة.

بعد نجاحها في تقديم الكوميديا الاستعراضية القائمة على قصص إنسانية، تمنَّت نعيمة أن تخوض تحدياً جديداً مع نفسها في الميلودراما، خصوصاً بعد نجاح نجمات بعينهن في تقديمها، فاشتهرت بهن، واشتهرن بها على الساحة الفنية، وهو ما لمسه حسين فوزي في كلامها، فكتب لها قصة حياة فتاة ليل، تدفعها ظروفها القاسية إلى أن تعيش هذه الحياة التي لم تكن راضية عنها، لكنها تضطر إلى قبولها، بل والتضحية بنفسها وإنكار الذات من أجل أقرب الناس إليها، فكتب حسين فوزي القصة والسيناريو، بما يتناسب مع شخصية نعيمة عاكف، فهو يعرف شروطها، ترفض القبلات أو المشاهد الساخنة دون فصال. ولم يكن هذا بسبب الزواج، بل كان شرطها منذ بدايتها في السينما، فاجتهد بشكل كبير لكتابة أحداث بعيدة من هذه المشاهد. رغم أن  القصة لفتاة ليل، فإنه لم يجعلها فتاة ليل بالمعنى المعروف، بل قدمها كراقصة في أحد «الكباريهات الشعبية»، حيث تعمل «عزيزة» من أجل أن تعيش شقيقتها حياة كريمة بعيداً عن تلك الحياة التي فرضتها عليها الظروف، في حين أنها توفر لشقيقتها التي تشبهها إلى درجة التطابق، رغم أنها أصغر منها (تجسد نعيمة الشخصيتين) كل سبل الحياة الكريمة، فألحقتها بمدرسة داخلية، بعدما أوهمتها هي وكل من حولها في المدرسة، بمن فيهن مديرة المدرسة، أنها تعمل طبيبة في أحد المستشفيات، فيكن لها الجميع الحب والاحترام، في الوقت الذي تعيش فيه «عزيزة» متاعب عدة بسبب البلطجي «خليل البونو» الذي يخرج من السجن ليستولى على نقودها، ويطاردها ويهددها. تلجأ نعيمة إلى «الجاويش حسن» المكلف بحراسة الحارة، بعد أن تقع في حبه، الذي يكتشف نبل أخلاقها بعد أن يعرف ما تقوم به مع شقيقتها، في الوقت الذي يهددها خليل البونو بفضح سرها، خصوصاً بعد أن طلبت مديرة المدرسة يد شقيقتها لابنها الوحيد، فيجن جنون نعيمة بسبب تهديدات البونو، وتتصدى له وتبلغ عنه الشرطة، لكنه يهرب ويقتلها قبل أن تصيبه رصاصات الشرطة ويلقى مصرعه، ويتولى حسن إتمام ما كانت تتمناه من زفاف شقيقتها إلى ابن مديرة المدرسة.

لأول مرة تجد نعيمة عاكف نفسها في تحد كبير، لتثبت لنفسها أولاً، ثم الآخرين، أنها ليست تلك النجمة التي تعتمد على سرعة حركتها، وخفة ظلها، والرقص والغناء، إلى جانب تمثيل نمط يكاد يكون متشابهاً إلى حد كبير، فأرادت أن تقدم الميلودراما كما لم يقدمنها من برعن فيها، من خلال دور عزيزة الذي اعتمد في المقام الأول على التمثيل، وهو ما جعل حسين فوزي يركز، وربما لأول مرة، على عيني نعيمة خلال أداء بعض المشاهد، فضلا عن تخليها عن الرقص الاستعراض، واللجوء إلى بعض تابلوهات «الرقص الشرقي». وأهدى الموسيقار محمد عبد الوهاب موسيقى رقصة «عزيزة» لها. ورغم وجود غناء في بعض مشاهد الفيلم، فإن حسين فوزي أسنده إلى غيرها، ليجمع المشهد الأول بين «عزيزة والشاويش حسن» ويلخص حالتها من خلال الحوار الذي دار بينهما، والأغنية التي تغنى في خلفية المشهد:

* مساء الخير يا شاويش حسن.

= مساء الخير يا عزيزة.. قوليلي يا عزيزة.. أنا شايفك طير غريب في الحتة.. عصفور عايش وسط غربان.. أيه اللي جابك هنا؟

* قسمتي.

= وبتضيعي صحتك بالسهر والشرب ليه؟

* شغلتي.

= وإيه اللي رماكِ في الشغلة دي؟

* حوجتي.

تترك عزيزة الشاويش حسن.. وتتجه إلى الكباريه، فيما يأتي صوت في الخلفية بالغناء معبراً عن حالتها:

اتكتب لي واروح لمين

اتكتب لي واروح فين يا عين

ومنين أجيب اللي يرحم

دمع العين

اشكي لربك

اشكي لربك وقول

الصبر يا رب

دا اللي انكتب ع الجبين

لازم.. لازم تشوفه العين

ليلي ليلي يا عين

«ست البيت»

لم تمنع نجومية نعيمة عاكف، وحجم الشهرة الذي يزيد بشكل كبير، من قيامها بواجباتها المنزلية، فرغم توافر عدد من الذين يعملون في منزل الزوجية، في النظافة وإعداد الطعام، ورغم محاولة حسين توفير كل سبل الراحة لها، حتى إنه ينزعج بشكل كبير كلما رأها تشارك في أعمال المنزل، إذ تحرص نعيمة على متابعة نظافة المنزل بنفسها، بل وطهو أشهى المأكولات من دون مساعدة الطاهي. حتى إنها اشتهرت بقدرتها الفريدة على تحضير عدد كبير من الأطعمة التي وقع حسين فوزي في هواها، ولم يعد يأكلها إلا من يدها، ربما أهمها «الكِشك بالفراخ»، الذي لديه استعداد لتناوله بشكل يومي، من دون ملل، وكان أيضاً يمثل أحد نقاط ضعف شقيقه المخرج عباس كامل، فما إن علم ببراعة نعيمة في صنعه، حتى لم يدع مناسبة تمر، من دون أن يطلب منها أن تدعوه إلى وليمة «الكِشك بالفراخ» لتناوله معها وحسين، خصوصاً أن زوجته الفنانة سعاد مكاوي لا تجيد طهوه، فانتهز عباس فرصة نجاح فيلم «عزيزة» وراح يهنئ نعيمة على هذا النجاح الكبير:

= أبدا والله مش مجاملة.. بالعكس.. كنت أكتر من هايلة.. ورأيي دا من أول يوم شفتك فيه.. كان عندي إحساس كبير بأنك هاتوصلي لأكتر من كدا.

* بتضرب الودع حضرتك.. ولا بتشوف الطالع؟

= هاهاها.. تقدري تقولي بقرأ دماغ اللي قدامي

* ودماغي قالتلك إيه؟

= قالتلي إنها ناشفة زي الحديد.. وعندها إصرار تحقق كل اللي بتحلم بيه

* علشان تعرفوا بس المواهب المدفونة.. ولسه.

= ده صحيح.. لكن مش لأنك موهوبة وبس.. لا الموهبة مش كل حاجة.. ياما ناس موهوبة لكن ناقصهم الذكاء والطموح.. ودول أهم حاجتين عندك  

* طب رأيك إيه.. شايف أكمل في السكة دي.. ولا أرجع لسكة لهاليبو

= رأيي أنك تعملي كل حاجة وخسارة تخلي موهبتك في سكة واحدة.. لأنك شاطرة جدا في كل حاجة.. وإن كنت شايف أن أحسن حاجة أنت شاطرة وموهوبة فيها «الكشك بالفراخ»

* بقى أحسن حاجة موهوبة فيها «الكشك بالفراخ».. ماشي.. وعموما أنت حرقت المفاجأة لأني كنت ناوية أعزمك عليه.. بس أنت بقى اللي.

= بس أيه.. دي مافيهاش بسبسه.. فلتحيا نعيمة عاكف أعظم ممثلة في الدنيا.. وليحيا الكشك بالفراخ.. أمتى بقى يا نونو ها تبعتيه

* ابعته؟ لا يا أستاذ دا لازم أنت والست سعاد تشرفوا منزلنا العامر وتشاركونا وليمة الكشك بالفراخ والاحتفال بنجاح «عزيزة».

= يا ستي كل التهاني لعزيزة وأخواتها السابقات.. بس أنا مش بتاع حفلات واحتفالات.. أنا هاستنى تبعتيلي نصيبي من الكشك.

* لا لا دا الاحتقال خاص بينا.. أنا وحسين وأنت وسعاد.. ومعانا أبو السعود الإبياري وبس.

= سامحني مش هاقدر آجي.. ابعتيلي منابي.

هنا قررت نعيمة الانتقام منه، وتدبير «مقلب» يجعله يندم على رفض الدعوة، فظلت تتصل به تليفونيا كل نصف ساعة تقريبا تحثه على عدم تناول طعام حتى ينضج «الكشك بالفراخ» لأنه سيأكل «كشك» لم يأكل مثله من قبل، وأنها كما وعدته سيقوم الخادم بتوصيله.

ظل يتضور جوعا حتى السادسة مساء، عندما انقطعت اتصالات نعيمة منذ الساعة الرابعة عصرا، فلم يجد عباس كامل بدا من الاتصال ليطمئن لمعرفة أسباب التأخير، وهنا لم ترد نعيمة على تليفونه، بل جاء صوت الخادمة «عزيزة»:

- لا يا سيدي أنا عزيزة

= عزيزة!! عزيزة مين.. اللي في الفيلم

- فيلم أيه ياسيدي سلامتك أنا عزيزة الخدامة

= طب ما أنا عارف يابت.. فين الست نعيمة

- الست نعيمة نايمة

= نايمة! ليه نامت من غير غدا ولا أيه هو الكشك باظ؟

- لا يا سيدي كشك أيه اللي باظ.. دا بسم الله ماشاء الله طلع من إيد الست نعيمة زي الألماظ.. والست اتغدت مع الضيوف وطلعت تنام شوية

= وماقالتش لحد يوصللي حاجة

- أبدا يا سيدي والنعمة الشريفة

= والنعمة الشريفة.. طب ماشي يا نعيمة

جُن جنون عباس كامل بسبب المقلب الساخن من نعيمة، وقرر أن يرده إليها أكثر قوة وعنفا، فتركها واتصل في اليوم التالي يعاتبها بلطف، وضحكا، وتعمد أن ينهي الموضوع سريعا حتى لا يبدو أنه تأثر به بشكل كبير، وتركها لمدة أسبوعين وهو يخطط ويدبر لمقلب كبير لها، حتى اهتدى لحيلة سعد بها جدا مثل الأطفال، فهو يعرف مدى حب نعيمة عاكف للمأكولات البحرية، فاتصل بها ليقوم بتنفيذ المخطط:

* إيه هو فيلم جملي.. كل ده لسه ماخلصتش تصوير.

= لا خلاص هانت فاضل يومين داخلي وخلاص على كدا.. علشان كدا انتهزتها فرصة وخدت يومين إجازة على بال ما يبنوا الديكور وخطفت رجلي إمبارح لحد السويس.. جبت شوية سمك وجمبري سويسي وشوية كابوريا.. بس إيه بمية البحر.. حاجة ماحصلتش.

* أخس عليك يا عباس.. من غير ما تقوللي.. أنت عارف أني باموت في السمك والكابوريا.

= وأنا برضه يخلصني.. أنت أول حد أفكر فيه.. علشان كدا عملت حسابك.. بصي بقى ياستي أنا واقف في المطبخ بنفسي من الصبح.. شوي وقلي وصينية.. حاجة بقى ماحصلتش.. شامة الريحة.

* الله.. جريت ريقي.. طب آجي دلوقت ولا لما تخلص تكلمني.

= لا تيجي فين.. أنت تقعدي مكانك.. كل اللي عليك تحضري السلطة والطحينة والليمون علشان نسيت أجيب ليمون.. وساعة بالكتير يخرج بسلامته من الفرن ويكون عندك.. جهزي نفسك بقى بس خللي بالك من صوابعك أنا مش مسؤول لو كلتيها ورا السمك.

غرام نعيمة بالسمك لم يجعلها تفطن إلى «المقلب»، فقامت من فورها ونفّذت تعليمات عباس حرفياً، وأرسلت الخادم لشراء الخضراوات الطازجة والليمون، وأعدَّت «السلطة طحينة وخضراوات» وجلست في انتظار «وليمة المأكولات البحرية» لكن من دون جدوى، حتى السادسة مساء، وهي على أمل أن تصل الوليمة في أي وقت. ثم أدركت المقلب عندما اتصلت ببيت عباس كامل، وأخبرها الخادم أنه في الأستوديو منذ الصباح ولم يأت إلى البيت... فجلست تتناول غداءها في صمت «سلطة خضراء وطحينة بالليمون».

نضج فني

كان هذا هو «المقلب» الأول الذي تتلقاه نعيمة، ردا على العديد من «المقالب» التي تقوم بها تجاه الأصدقاء والمقربين منها، فهي في الحياة، قريبة جدا من تلك الشخصيات التي تقدمها على الشاشة، مرحة ضحوك، تعشق الحياة، تحب كل الناس، وكما هي أمام الشاشة فنانة موهوبة، تعشق التمثيل، تعيش في بيتها «ست بيت» تعشق كل ركن فيه، تشرف على ترتيبه بنفسها، وفي أوقات الفراغ، تقوم بالعديد من الأعمال اليدوية التي يحتاجها البيت، كما تفرغ ما تبقى لديها من طاقة وموهبة زائدة، في عمل مشغولات يدوية من تحف، أو رسم على القماش، ورسم على الزجاج والأطباق الصيني، فهي إلى جانب شغفها باقتناء التحف الأصيلة، شغوفة أيضا بصناعتها بنفسها، حتى أنها حولت بيتها إلى متحف صغير.

وصلت نعيمة عاكف إلى مرحلة من النضج الفني مكنتها، ليس فحسب من الحكم على ما تراه من أعمال تعرض حولها، وتبدي فيها رأيها أمام حسين فوزي، وبعض المقربين منها، بل الأهم الحكم على أعمالها وانتقادها بشدة، وإبداء ملاحظات غاية في الدقة والأهمية، ما جعلها تفكر كثيراً في كل ما يعرضه عليها حسين فوزي من أفكار، وتجلس معه جلسات طويلة، لإبداء ملاحظات، أو القيام بالتعديل، أو حتى رفض الفكرة تماماً. حتى إنها رفضت ثلاث أفكار كانت مشروعات أفلام جديدة ينوي حسين فوزي كتابتها، ذلك للتشابه الكبير بينها وبين أعمال سبق أن قدماها معاً. غير أن حسين لم يغضب لذلك، بل شعر بمدى نضج تلميذته، التي أصبحت تقوم بالتعديل لأستاذها، وترفض أن تكرر نفسها، بل وترفض أن يكرر هو نفسه أيضاً:

= وإيه بس اللي مش عاجبك في الموضوع؟

* المسألة مش أنها عاجباني ولا لأ.. لكن مش عايزة الناس تقول إننا بنكرر نفسنا.. لازم يكون في اختلاف.. خصوصا أنك عندك جديد دايما وأنا عارفة ده.. حتى لو مافيش جديد ندور عليه.

= تعرفي أني فعلا بتعلم منك حاجات كتير.

* وأنا أروح فين جنب الأستاذ.

= لا بجد.. شايف قدامي البنت الصغيرة اللي ماكملتش عشرين سنة.. كبرت وتفكيرها كبر.. أنت ناقص تخرجي الأفلام مكاني.

* العفو يا أستاذ التلميذة عارفة حجمها كويس قدام الأستاذ... أنا بس نفسي نعمل شيء مختلف خصوصاً بعد عزيزة.. مش عايزة نرجع لورا تاني.

= وأنا معاكِ.. وهانسيب الموضوع اللي جايبه أبو السعود شوية.. ونشوف حاجة تانية.

* أيوا بس إحنا اشتغلنا كتير على الموضوع بتاع أبو السعود.

= مش مهم.. حتى لو مش هانعمله خالص.. لازم نشوف حاجة مختلفة.

البقية في الحلقة المقبلة

عماد حمدي

قام بدور «الشاويش حسن» أمام نعيمة الفنان عماد حمدي، ابن مدينة سوهاج في صعيد مصر، الذي تعلم فن الإلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر، ليكون عمله في أستوديو مصر «ككاتب حسابات» بوابة دخوله إلى عالم السينما، ليأتي ظهوره للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم {عايدة} إلى جوار كوكب الشرق أم كلثوم في عام 1942.لكن الجمهور عرفه على نطاق واسع من خلال فيلم {السوق السوداء} عام 1945. غير أنه ومع مطلع الخمسينيات يقدم الكثير من الأفلام الرومانسية والميلودرامية، ما وضعه في مرتبة فتى الشاشة الأول، مثل «الظلم حرام، آثار في الرمال، أقوى من الحب، شرف البنت، ظلموني الحبايب، حب في الظلام، قطار الليل، مكتوب على الجبين، وموعد مع السعادة»، والفيلم الأخير أدى بطولته أمام الفنانة فاتن حمامة، والتي نالت بسببه لقب «سيدة الشاشة العربية» بعد أن أطلقه عليها الصحافي فوميل لبيب، عام 1954، وهو العام نفسه الذي اختاره فيه حسين فوزي ليقف أمام نعيمة عاكف في «عزيزة»، وشاركهما فريد شوقي، في دور «خليل البونو» والذي نال أيضا لقب «ملك الترسو» بعد النجاح المدوي لفيلمه «الأسطى حسن»، وزينات صدقي، في دور «المعلمة توحيدة صاحبة الكباريه»، والفنانة زينب صدقي في دور مديرة المدرسة، وشكري سرحان في دور ابن مديرة المدرسة، وسعيد أبو بكر في دور «جرسون الكباريه»، والمطرب محمد قنديل للغناء... ليعرض الفيلم في أول نوفمبر 1954، ويحقق نجاحاً كبيراً، وتحقق نعيمة عاكف من خلاله نقلة نوعية في مشوارها الفني، أضيفت إلى قفزات سابقة حققتها في مشوارها القصير الذي لم يتجاوز خمس سنوات منذ أن بدأت عام 1949 بفيلم «العيش والملح»، استطاعت خلالها أن تقف جنباً إلى جنب مع كبار نجمات السينما المصرية، سواء من سبقنها، أو من بدأن معها، وإن كانت نجوميتها تفوقهن، حيث لم تمر بمرحلة الأدوار الثالثة والثانية، بل بدأت بطلة منذ أول أفلامها.

back to top