الكويت ترسم معالم الطريق للعالم

نشر في 22-07-2015
آخر تحديث 22-07-2015 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي  إنها دروس للعالم منذ قدم التاريخ عندما سطر أهل الكويت قبل أكثر من أربعة قرون صورة ديمقراطية رائعة، وذلك حين اختاروا أسرة الصباح لحكم البلاد، وتمسك الشعب بنظامه في مواجهة عدوان غاشم، فاستطاع بتكاتفه بكل أطيافه طرد المحتل من أرضه، وهذا ما نراه الآن في صور رائعة.

 نعم إنها الكويت بقيادتها وشعبها، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، إنها الكويت التي تتسامى على الجراح مهما كانت قاسية، وهل هناك أقسى من كارثة الغزو عندما قامت قوات طاغية تقارب المليون باجتياحها وتدمير أركانها تحت جنح الظلام، فلم تخضع ولم تلن لها قناة، فهبت بكل أطيافها لتكون سداً تكسرت على صخوره الآلات العسكرية على الرغم من جبروتها وكثافة أعدادها.

 ها هي الكويت اليوم كما عهدناها تهبّ بكل أطيافها لتصد عاديات الغدر والخيانة التي تسللت مع خيوط الفجر لتنال من الكويت وأهلها، فقامت جنود الشيطان بتفجير جبان حصد أرواحاً بريئة وهي ساجدة لربها، ولم يرفّ لهم جفن ولم تخشع لهم قلوب، وصدق عليهم قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، حتى إبليس عندما تراءت له الفئتان نكص على عقبيه ولسان حاله يقول: "إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"، أما جنوده فتجاوزوه في غيه واستكباره، ولكن الكويت بقيادتها وأهلها كانت عصية عليهم.

 كم هي رائعة هذه الصور التي تمثلت بمراسم العزاء التي أقيمت في مسجد الدولة، إنه درس لدول العالم، فليس هناك مكان للكراهية والأحقاد والفتن، بل مجتمع يحترم فيه الجميع آراء الآخرين وأفكارهم ومذاهبهم، فمن يحاسب الناس رب الناس أجمعين، فالعزة لله الذي خلق الإنسان ليكون خليفة في الأرض لتعميرها لا لنشر الرعب والإرهاب والأحقاد والأفكار السوداء، كم هي رائعة تلك الصور عندما تنادت بعض المساجد للوقوف صفاً واحداً متجهين لقبلة واحدة وقراءة قرآن واحد في تحدٍّ قوي وصاعق لمن امتهن القتل والإرهاب تحت اسم الإسلام وهو منهم براء.

 إنها دروس للعالم منذ قدم التاريخ عندما سطر أهل الكويت قبل أكثر من أربعة قرون صورة ديمقراطية رائعة، وذلك حين اختاروا أسرة الصباح لحكم البلاد، وتمسك الشعب بنظامه في مواجهة عدوان غاشم، فاستطاع بتكاتفه بكل أطيافه طرد المحتل من أرضه، وهذا ما نراه الآن في صور رائعة.

 وكم هو رائع الشاعر الباكستاني محمد إقبال بقصيدته "حديث الروح" بقوله:

إذا الإيــمان ضاع فلا أمان

 ولا دنيا لــمن لم يحيِ دينا

ومن رضي الحياة بغير دين

 فقد جعــــل الفناء لها قرينـا

وفـــي التـوحيد للـهم اتحاد  

ولن تــــبنـوا العلا متفرقينا

ألم يبعث لأمتكم نبي

يوحدكم على نهج الوئام

ومصحفكم وقبلتكم جميعاً

منار للأخوة والسلام

وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ

إله واحد رب الأنام

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top