كشف د. علاء الدين أن العيادات الخارجية في "دار الشفاء" تستقبل سنوياً نحو 10 آلاف مريض قلب، كما يتم إجراء نحو 4 آلاف سونار قلب سنوياً، و500 قسطرة للقلب، تشخيصية وعلاجية، إضافة إلى الخدمات الأخرى.
قال رئيس قسم القلب والقسطرة العلاجية في مستشفى دار الشفاء د. أحمد علاء الدين إن معدل عمر المرضى الذين يصابون بأمراض القلب والشرايين في الكويت أقل بعشرة أعوام عن المعدلات العالمية، وهذا ما يدعو دائما الى تطوير برامج توعوية وتثقيفية وتعاون القطاع الطبي عموما بكل اختصاصاته للكشف عن هذه الحالات وعلاجها والعناية بها ونصحها على مراجعة الأطباء المتخصصين ومن بينهم أطباء القلب.وأوضح د. علاء الدين، في تصريح خاص لـ"الجريدة"، أن الكويت تأتي على رأس الدول التي يعاني سكانها أمراضا مثل السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم، مشددا على أهمية التوعية والتثقيف للكشف المبكر عن أمراض القلب.مراكز متطورةوأضاف علاء الدين أن الكويت تفتقر الى مراكز متطورة ومتكاملة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، لافتا إلى أن هذه المراكز لا بد أن تجمع بين اختصاصات القلب والغدد الصماء والكلى والباطنية، إضافة إلى الخدمات المساندة كالمختبر والأشعة، مشددا على أهمية دور القطاع الخاص في تطوير هذه المراكز. وقال إن قسم القلب والقسطرة العلاجية في مستشفى دار الشفاء تأسس عام 2007 وتم إيجاد وحدة للعناية المشددة للقلب وقسم للقسطرة في عام 2008، ثم تم إنشاء مركز لجراحة القلب وبدأنا في إجراء القسطرة التداخلية التشخيصية والعلاجية منذ سنوات.وأكد أن "دار الشفاء" كانت سباقة كأول مركز في القطاع الخاص يقوم بإنشاء وحدة للقسطرة التداخلية التشخيصية والعلاجية.وأوضح أن القسم يضم نخبة من الأطباء والاستشاريين الأكفاء، كما يضم أجهزة متطورة مثل سونار متطور لأمراض القلب والشرايين للكشف عن مشاكل عضلة القلب والصمامات، وأجهزة تخطيط المجهود والتصوير المقطعي لشرايين القلب عالي الدقة والسرعة، ينوب عن القسطرة التشخيصية إذ يساعد في الكشف عن وجود تضيقات في الشرايين خاصة لدى المرضى كبار السن والذين يعانون أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وغير القادرين على إجراء تخطيط المجهود، كما يضم القسم جهازا متطورا جدا في الرنين المغناطيسي متخصصا في القلب للكشف عن مشاكل عضلة القلب ومشاكل الصمامات وعيوب القلب الخلقية عند الولادة وهو الوحيد من نوعه في القطاع الخاص لهذا الغرض.علاج الجلطاتوأكد علاء الدين أن "دار الشفاء" هي المستشفى الخاص الوحيد في الكويت الذي يغطي علاج الجلطات القلبية بواسطة القسطرة الفورية التشخيصية والعلاجية إذ يتوافر فيه طاقم طبي يعمل على مدار اليوم وفي جميع أيام الأسبوع، مبينا ان المستشفى يتطلع إلى تطوير العلاقة مع وزارة الصحة في تخصص القلب نظرا لتوافر التقنية الحديثة والخبرة والطاقم اللازم لهذه المشاركة.وأعلن أن العيادات الخارجية تستقبل سنويا نحو 10 آلاف مريض قلب، كما يتم إجراء نحو 4 آلاف سونار قلب سنويا و500 قسطرة للقب ما بين تشخيصي وعلاجي إضافة إلى الخدمات الأخرى، مشيرا الى أن المستشفى يتطلع إلى إعادة تفعيل قسم جراحة القلب والتنسيق مع بعض المراكز الأوروبية لتبادل الزيارات والخبرات.التوعيةوشدد د. علاء الدين على الدور المهم الذي تؤديه التوعية، بهدف الكشف المبكر عن أمراض القلب وتعريف المريض بأهمية الوقاية من مسببات أمراض القلب والشرايين، مؤكدا أن قسم القلب والقسطرة العلاجية يهتم بالدور التوعوي والتثقيفي.وأشار إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل أكثر من 50 في المئة من أسباب الموت والإعاقة في جميع الفئات العمرية ما يعتبر رقماً كبيراً جدا، لافتا إلى أن تقدما كبيرا حصل في السنوات الأخيرة في الجانبين التشخيصي والعلاجي لأمراض القلب والشرايين حيث ان الأدوية والإجراءات والعمليات الجديدة باتت تساعد على التقليل من الأعراض وإطالة أمد الحياة لدى المرضى المصابين بأمراض قلبية.وحول وسائل علاج الجلطة، قال إنها تتمثل في وسيلتين، الأولى إعطاء المريض إبرة سيولة تقوم بتمييع الدم لكل الجسم فتحاول أن تذوّب الجلطة الموجودة داخل شريان القلب، موضحاً أن من عيوب هذه الطريقة أن سيولة الدم تكون قد تناولت كل أجزاء الجسم مما تزيد من احتمالات النزف في أعضاء أخرى، خصوصاً إذا كان لدى المريض جرح جديد أو رض حديث، كما قد تزيد من احتمالات النزف الدماغي والمعدة وشبكية العين عند بعض المرضى، وبالتالي تعرضهم لمشاكل جديدة وتطيل أمد إقامتهم في المستشفى.وأضاف أن الوسيلة الثانية التي أثبتت فعاليتها وأنها الأفضل عالمياً وتتميز بها مستشفى دار الشفاء دون سواها على مستوى الكويت، هي ان المريض بمجرد وصوله إلى قسم الطوارئ وبعد التشخيص والتأكد سريعاً من أعراض الجلطة نقوم مباشرة بإجراء العلاج الفوري حيث يتم التدخل لفتح الشريان المسدود من خلال القسطرة بواسطة النفخ بالبالون ومن ثم زرع الدعامة له وذلك خلال فترة زمنية قصيرة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة.وبيّن د. علاء الدين أن هذه الطريقة العلاجية توفّر على المريض الوقت والعناء البدني حيث لا يحتاج للإقامة في المستشفى لأكثر من يومين أو ثلاثة يعود بعدها إلى منزله ليمارس حياته بشكل طبيعي.ولفت إلى أن تطبيق هذا العلاج بصورة سريعة ومجدية للمريض يتطلب أداء متجانساً وتكاملاً بين أقسام المستشفى من حيث جهوزية قسم الطوارئ لاستقبال وتشخيص الحالة، إضافة إلى توافر الأجهزة المتطورة والمعدات اللازمة، إلى جانب تواجد الطاقم الطبي المتخصص في أي وقت، وهو ما تنفرد به مستشفى دار الشفاء دون سواها من المستشفيات الأخرى في تدبير حالات القلب.وقال إن قسم القلب والقسطرة العلاجية في مستشفى دار الشفاء بات يضم نخبة من استشاريي القلب في الكويت ذوي الخبرة والكفاءة العالية في مضمار طب القلب التداخلي القادرين على تقديم هذه الخدمة لكل مرضى جلطات القلب.وأشار إلى أن المستشفى سجل أخيرا انجازاً طبياً جديداً هو الأول من نوعه على مستوى القطاع الطبي الكويتي بإجراء عملية توسيع وتدعيم الشريانين السباتي (في الدماغ) والتاجي (في القلب) في وقت واحد عند مريضة مصابة بتصلب شراييني معمم إذ تعتبر حالة قلبية حرجة جداً، وقد تكللت العملية بالنجاح التام رغم خطورتها، لافتا إلى أن هذا النوع من العلاج غالباً ما يتم تجزيئه فينقل المريض من مستشفى الى آخر لإتمامه، وذلك لعدم توفر الاختصاصيين والمعدات في نفس المكان وهذا ما يتمتع به مستشفى دار الشفاء وحده ضمن مختلف مستشفيات القطاع الخاص في الكويت.إضاعة الوقتوحذر علاء الدين من إضاعة الوقت في تكهنات واستشارات عقيمة، مشيرا إلى مقولة طبية مفادها ان "الوقت يساوي العضلة"، مؤكدا أن 60 في المئة من الوفيات بالنوبة القلبية يموتون في غضون الساعة الأولى من بدء الأعراض نتيجة التلكؤ والتأخير في اللجوء إلى المساعدة الطبية.وحول علامات الذبحة الصدرية أو القلبية، قال ان "هناك بعض الأعراض التقليدية ومنها الشعور بثقل أو الامتلاء أو الضغط أو الضيق أو عدم الراحة في الصدر، وانتشار الألم إلى الرقبة أو الفكين أو الظهر أو أعلى البطن أو الذراع اليسرى أكثر من الذراع اليمنى، والشعور بالغثيان والترجيع والتعرّق، وضيق في التنفس والشعور بالإغماء والدوخة".واوضح أن أمراض القلب بالتحديد قد تفاجئ المريض بشكل خطير ويفقد حياته خلال لحظات قبل أن يصل إلى المستشفى، لذلك على المريض متى ما ظهرت عليه أعراض جلطة قلبية التوجه فوراً إلى المستشفى حتى تتم المعالجة السريعة وبالتالي إنقاذ حياته من موت مفاجئ.وأكد اهمية التوعية الصحية والجانب الوقائي من أمراض القلب والشرايين واتباع أسلوب حياة صحي بدءاً بممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، وتناول غذاء صحي متوازن، والمحافظة على الوزن بحدود معقولة، والقيام بالفحص الدوري بصورة عامة لضبط السكري وارتفاع الضغط، وبذلك يمكن لكل إنسان الحصول على قلب سليم ومعافى.
آخر الأخبار
علاء الدين: معدل أعمار مرضى القلب بالكويت أقل من المعدلات العالمية بـ 10 أعوام
04-08-2015