وصلت قوافل حجاج بيت الله الحرام التي يزيد عددها على مليوني حاج أمس، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، أول أيام مناسك الحج، استعداداً للصعود إلى جبل عرفات.

Ad

بدأ مئات الآلاف من الحجاج أمس، مع انطلاق شعائر الحج بالتوجه من مكة المكرمة الى وادي منى لقضاء ما يعرف بيوم التروية استعدادا للصعود إلى جبل عرفات.

ومن المتوقع أن يؤدي أكثر من مليوني شخص الحج هذه السنة، بعد أن شهد الحرم المكي في وقت سابق هذا الشهر حادثا مأساويا أسفر عن مقتل 108 أشخاص وإصابة 400 آخرين بجروح بسبب انهيار رافعة عملاقة.

وخصصت المملكة أكثر من مئة ألف رجل أمن لحماية الحج الذي يجري هذه السنة في ظل استمرار العنف والنزاعات في الشرق الأوسط، وفي ظل تعاظم خطر التنظيمات المتطرفة وانتشار فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وادي منى

وبدأت الجموع منذ ساعات الصباح الأولى بالتوجه سيرا على الأقدام، أو على متن مترو المشاعر المقدسة والحافلات، الى وادي منى الذي يبعد كيلومترات قليلة الى الشرق من مكة.

ويحتضن الوادي مدينة من الخيام البيض التي تؤوي الحجيج في الليل قبل توجههم فجر التاسع من ذي الحجة، أي اليوم الأربعاء، للوقوف في جبل عرفات، وهو اليوم الذي يبلغ فيها الحج أوجه.

ويطلق مسمى "يوم التروية" على اليوم الذي يسبق الوقوف في جبل عرفات، لأن الحجيج كانوا تاريخيا يتوقفون في منى للتزود بالمياه ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها، قبل التوجه الى جبل عرفات الذي يبعد حوالي عشرة كيلومترات.

في اليوم الثامن من ذي الحجة كان تفكير الحجاج يذهب لإيجاد المياه في منى قبيل توجههم لصعيد عرفات، حيث لا ماء ولا شجر في تلك المنطقة الجبلية الصعبة.

وحينما يجتمع الحجاج في منى، وهم يستعدون لأول مناسك الحج والوقوف بعرفات في مشهد إيماني يتكرر منذ بزوغ شمس الإسلام ويصبح الحج الركن الخامس من أركانه.

يوم التروية يجتمع الحجاج في منى وهي سنة مؤكدة لا يعاقب تاركها ولا يأثم من لم يذهب لمنى في اليوم الثامن، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليعبوا القرب بالماء.

في العصر الحالي لم يعد الماء هم الحجاج الأول، فقد وفرت الجهات المسؤولة المياه في جميع المشاعر المقدسة بكميات كبيرة.

وفي العموم، يؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل أن يتوجهوا الى منى في يوم التروية، ومنها الى عرفات.

وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج الى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات.

وفي اليوم الأول من عيد الأضحى، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش، ويبدأون شعيرة رمي الجمرات في منى.

احتياطات أمنية

وتؤكد السلطات السعودية أنها اتخذت كل الاحتياطات ضد أي هجمات قد تسعى مجموعات متطرفة لتنفيذها خلال موسم الحج، خاصة أن تنظيم "داعش" سبق أن نفذ عدة هجمات في المملكة خلال الأشهر الأخيرة، لاسيما ضد الشيعة.

وقال المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية منصور التركي: "لقد تم اتخاذ كل التدابير لمنع المجموعات الإرهابية من استغلال موسم الحج للقيام بأعمال تخريب"، مؤكدا في نفس الوقت ان السلطات "لا تستبعد أي احتمال".

صحة الحجاج

أما على الصعيد الصحي، فإن المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ما زالت قائمة. والسعودية هي البؤرة الأولى لهذا المرض المميت.

وسجلت الرياض خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا جديدا في الحالات الجديدة، لاسيما في المدينة المنورة التي غالبا ما يزورها المشاركون في الحج.

وأكد وزير الصحة خالد الفالح أمس، أنه لم يتم تسجيل أي حالة بين الحجاج هذه السنة.

وقامت السلطات الصحية السعودية بتخصيص 25 ألف كادر صحي إضافي لإحاطة موسم الحج بالعناية الصحية.

(مكة المكرمة - أ ف ب، العربية. نت)

أرقام عن الحج

• أكثر من مليوني حاج يشاركون في الشعائر كل سنة.

• أكثر من 1.4 مليون شخص وصلوا من خارج السعودية من أجل الحج هذا العام.

• أندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم، أرسلت أكبر وفد من الحجاج اذ يضم الوفد 168 ألف شخص.

• 80% من الحجاج القادمين من الخارج ينتمون الى الحملات الرسمية لبلادهم.

• نشرت السعودية 100 ألف رجل أمن لضمان حماية الشعائر والحجاج.

• جندت وزارة الصحة 25 ألف عامل صحي إضافي وجهزت 5 الاف سرير بينها 500 سرير للعناية المكثفة، كما تم نشر 8 مستشفيات ميدانية.

• تحظى منطقة مكة والمشاعر المقدسة بمئة كيلومتر من الإمدادات المائية والمئات من فوهات الحرائق، من أجل مواجهة أي حريق قد يندلع في منى التي تحتضن مدينة عملاقة من الخيام البيض ويمكن أن تستقبل حتى 2.6 مليون حاج.

• تم تركيب 12 شاشة عملاقة جديدة خارج الحرم المكي لبث التوجيهات بعدة لغات للحجاج.

• تشهد مكة مشروع توسعة سيزيد 400 ألف متر مربع من المساحات للحرم، ما يعادل 50 ملعبا لكرة القدم.

• ترفع التوسعة القدرة الاستيعابية للحرم الى 2.2 مليون شخص.

• ينفق كل حاج بين 4600 وخمسة الاف دولار كمعدل وسطي خلال فترة الحج.

• أدى 24.8 مليون شخص فريضة الحج خلال العقد الماضي.

• شهد عام 2012 أعلى إقبال مع تسجيل مشاركة 3.6 ملايين شخص في الشعائر.

(مكة المكرمة ــــــ أ ف ب)