طالب المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني بالافراج عن 18 عاملا تركيا خطفوا في بغداد مطلع الشهر الجاري، وتبنت خطفهم مجموعة مسلحة غير معروفة، بحسب تصريح لمصدر مسؤول في مكتبه السبت.

وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "فرق الموت"، نشرت شريطا مصورا يظهر المخطوفين، مرفقا بمطالب للافراج عنهم. وبدت في الشريط لافتة كتب فيها "لبيك يا حسين"، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة.

Ad

ونشر الموقع الالكتروني للسيستاني تصريحا منسوبا لمصدر مسؤول في مكتب المرجع جاء فيه "نشر في وسائل الاعلام ان مجموعة مسلحة تدعي اتباع الامام الحسين والانتماء الى نهجه، قامت باختطاف عدد من العمال الاجانب واخذتهم رهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينة".

اضاف "نطالب بإطلاق سراح المختطفين والكفّ عن هذه الممارسات التي تسيء الى صورة الدين الاسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت عليهم السلام، وتؤدي الى اسقاط هيبة الدولة واضعاف الحكومة المنتخبة".

واعتبر المصدر ان عملية الخطف "عمل غير اخلاقي وعلى خلاف الضوابط الشرعية والقانونية وهو مدان ومستنكر جدا".

وظهر العمال الذين خطفوا في الثاني من ايلول/سبتمبر من مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد، في شريط على موقع "يوتيوب". وبدا خلفهم خمسة ملثمين يرتدون زيا اسود ويضعون نظارتين سوداوين، امام لافتة زرقاء كتب عليها "لبيك يا حسين" و"فرق الموت".

وحمل اربعة من الملثمين رشاشات صغيرة، في حين بدا المخطوفون متعبين لكن دون آثار تعنيف ظاهرة. وارتدوا "تي شيرت" رماديا او كحليا.

وتضمنت لائحة المطالب "ايقاف تدفق المسلحين من تركيا الى العراق"، وهو ما تتهم اطراف عراقية، بينها فصائل شيعية مسلحة تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، انقرة بتسهيله.

وطالب الخاطفون بـ "ايقاف مرور النفط المسروق من كردستان عبر الاراضي التركية"، في ما يعتقد انه اشارة الى قيام اقليم كردستان بتصدير النفط عبر تركيا بشكل مستقل، ما يشكل موضع تجاذب بين بغداد واربيل.

ودعا الخاطفون اردوغان الى "توجيه الامر لميليشياتكم (جيش الفتح) برفع الحصار عن الفوعة وكفريا ونبل والزهراء"، في اشارة الى بلدات ذات غالبية شيعية في شمال سوريا، محاصرة منذ اشهر من قبل مجوعات مقاتلة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وحذر الخاطفون من انه في حال عدم استجابة تركيا للمطالب "سنسحق المصالح التركية وعملاءهم في العراق باعنف الوسائل".

وتعرض عشرات الاتراك للخطف في العراق خلال الاشهر الـ 18 الماضية على يد تنظيم الدولة الاسلامية، اثر سيطرته على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه في حزيران/يونيو 2014. واطلق سراحهم بعد اشهر.

الا انها المرة الاولى يخطف فيها اتراك على يد مسلحين مجهولين في منطقة تتمتع فيها الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية بنفوذ واسع.

وغداة الخطف، اعلنت قيادة عمليات بغداد عن مقتل جندي في مواجهات مع مسلحين اثناء مداهمة بحثا عن احد المشتبه بتورطهم في العملية.

ولم يحدد البيان هوية المسلحين الذين جرى الاشتباك معهم في شارع فلسطين بشرق بغداد، الا ان كتائب حزب الله، احد ابرز الفصائل الشيعية المسلحة، قالت ان مقرا لها في الشارع نفسه تعرض للمداهمة.

وتنتشر على نطاق عريض عمليات الخطف في بغداد ومناطق عراقية اخرى، وقد تكون لطلب المال والفدية، او لخلفيات سياسية او طائفية.

واثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات من البلاد العام الماضي، اطلق السيستاني الذي يقلده ملايين الشيعة، فتوى الجهاد الكفائي لحمل السلاح ضد الجهاديين، والتي استجاب لها عشرات الآلاف.

ولجأت بغداد بشكل مكثف الى الفصائل المسلحة لدعم قواتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بعد انهيار العديد من قطعات الجيش والشرطة في وجه هجوم العام الماضي. الا ان تزايد نفوذ الفصائل يثير حفيظة اطراف عدة منها واشنطن ومنظمات حقوقية دولية تتهم بعض هذه الفصائل بالتورط في عمليات خطف وسرقة، واخرى ذات طبيعة مذهبية، والبقاء دون محاسبة.