أذكر في سنة 1990م أنني ذهبت إلى بنك التسليف والادخار لاستلام شيك قرض الزواج، فأخبرني الموظف بالموقف التالي: تزوج شاب يحمل الشهادة المتوسطة من فتاة تحمل الشهادة الجامعية، وفي بداية حياتهما الزوجية طلبت منه أن يشتري لها سيارة ألمانية فخمة مثل سيارة أختها التي اشتراها لها زوجها، وألحّت عليه كذلك بالسفر إلى أوروبا في فصل الصيف أسوة بأخواتها.

Ad

تضايق الزوج منها لأنها لا تقدّر حالته المادية، ولا ترضى بما قسمه الله لها، فكانت تقارن نفسها بأخواتها المتزوجات من رجال أغنياء، ففكر الزوج ملياً في موضوع الطلاق، وقال لزوجته:

يا بنت روحي في طريقك وأنا أروح... كل عسى الله يسعده في طريقه، فطلّقها وهما في الشهر الأول من زواجهما.

نستخلص من هذا الموقف أن المقارنة الظالمة سبب من أسباب الطلاق، فهذه الزوجة لم تراع ظروف زوجها وحالته المادية البسيطة، وأخذت تلحّ عليه بطلباتها حتى لو اضطر للاقتراض من البنك!

يذكر المحامي محمد الخالدي أن نسبة الطلاق في دولة الكويت في ازدياد، ففي كل سنة تزداد حالات الطلاق، وبالطبع هناك أسباب أخرى للطلاق لكن المشاكل المادية أحد الأسباب الرئيسة، فأين نحن من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم عندما ـ قال: "اُنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ دُونُكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجَدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ". فهل تعتبرن أيتها النسوة بهذا الحديث الشريف؟ آمل ذلك.

• آخر المقال:

قالوا في الأمثال: "القناعة كنز لا يفنى".