لليوم الثاتي على التوالي، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن «واجب الكتل السياسية والنيابية مقاربة المبادرة الجديدة والفعلية الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور والممارسة الديمقراطية، فتلتقي هذه الكتل حول المبادرة الجدية المدعومة دوليا، لتدارسها والوصول إلى قرار وطني بشأنها، وإهداء البلاد رئيسها. فلا يمكن بعد اليوم قبول هذا الإهمال الذي لا يشرف أحدا. بل هو آخذ في هدم الدولة ومؤسساتها وقدراتها، وفي إفقار الشعب والتسبب بتهجيره، وفي وضع لبنان على هامش الحياة في الأسرة الدولية».

Ad

 وشدد خلال ترؤسه قداس الميلاد المجيد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، أمس، على أن «واجب السلطة السياسية، هو تأمين كل الظروف والأوضاع التشريعية والإجرائية والاقتصادية والإدارية والأمنية، لكي يتأمن الخير العام لجميع المواطنين، وفرص العمل للقوى الحية، وتتعزز محبة الوطن لدى الأجيال الطالعة».

إلى ذلك، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، أمس، أن «الآراء متفاوتة حول ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وهي فكرة لم تأخذ طريقها للتنفيذ، ولم ترتق بعد إلى المبادرة، لذلك لا تزال تراوح مكانها، والاتصالات مستمرة حولها، وبداية السنة المقبلة ستكون مناسبة لإعادة تفعيل قنوات الاتصال التي فتحت على أكثر من جهة».

ولفت إلى أن «الحصرية الكاملة للترشيح إلى رئاسة الجمهورية بين الأقطاب الأربعة فرض نفسه على جميع المعنيين بالرئاسة، وبالتالي، فإن إمكانية طرح اسم من خارجهم بحاجة إلى توافق، خصوصاً إذا استمر الشغور الرئاسي». وشدد هاشم على «رفض طريقة معالجة النفايات، لكن الأزمة، وما وصلت إليه من تعقيد في ظل المزايدات والتطييف، فرضت هذا الحل».

في موازاة ذلك، استمر التعليق من قبل السياسيين على خبر وفاة المطران غريغوار حداد، فقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري: «ربما ليست مصادفة أن يغادرنا المطران غريغوار حداد في موسم تزامن عيدي المولد النبوي الشريف والميلاد المجيد».

وقال في سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر»، أمس: «كأن المطران حداد أراد رحيله أن يتزامن مع ما كرَّس كل حياته له: الانفتاح والاعتدال ورفض زج الإيمان في أي صدام واستخدام الأديان لأغراض السياسة».

وأضاف: «نترحَّم اليوم على المطران حداد، ونذكر نضاله لوقف الحرب الأهلية ومنع تكرارها، وهو الإرث الذي سيتمسك به كل المخلصين للبنان، مسلمين ومسيحيين».

كما اعتبر رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أمس، أن «لبنان خسر برحيل المطران غريغوار حداد قيمة وقامة كبيرة وإنساناً مميزاً بتجربته وفكره وتطلعه إلى لبنان، باعتباره وطناً يحضن مواطنين، وليس جماعات طائفية ومذهبية».

وقال في بيان: «تثبت التجربة التي يعيشها لبنان والعالم من حولنا، أن الإصلاح، وعلى وجه الخصوص على مستوى المؤسسات الدينية والاجتماعية، بات ضرورة ملحة، لمحاصرة بدع التطرف والدعوات الطائفية والمذهبية والارهابية، ما يطرح ضرورة تنقية هذه المؤسسات من الشوائب والثغرات، وقد كان مطران الفقراء، غريغوار حداد، في مقدمة الإصلاحيين الشجعان في لبنان والمنطقة».