قُتِلَ 90 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في تفجير سيارة ملغومة في سوق مزدحمة بمنطقة خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية يوم الجمعة في واحد من أعنف الهجمات منذ سيطر متشددو تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من البلاد.

Ad

وأتى الهجوم عشية أحياء شيعة العراق أول أيام عيد الفطر، حيث تكون الاسواق عادة مكتظة بالمتسوقين الذين يتجهزون بمستلزمات أحياء العيد.

وقال محمد جواد الحمداني، عضو مجلس محافظة ديالى التي تقع فيها خان بني سعد، "لدينا أكثر من 90 شهيداً و70 جريحاً".

وقال النائب عن محافظة ديالى رعد فارس الماس أن "الانفجار كان كبيراً وخلف أضراراً مادية وبشرية".

وأشار المسؤولون إلى أن العديد من النساء والأطفال كانوا بين الضحايا.

ووقع الانفجار في سوق شعبية في خان بني سعد (20 كلم شمال بغداد)، والتي عادة ما تكون مكتظة بالمتسوقين عشية عيد الفطر الذي يحييه شيعة العراق السبت، في حين أن سنة البلاد أحيوا الجمعة أول أيام العيد.

وخرجت حشود غاضبة بعد الانفجار وحطمت زجاج نوافذ السيارات الواقفة في الشارع تعبيراً عن الحزن والغضب.

وقال الرائد بالشرطة العراقية أحمد التميمي من موقع الانفجار "بعض الناس يستخدمون أقفاص الخضروات لجمع أشلاء جثث الأطفال"، واصفاً الأضرار التي لحقت بالسوق بأنها مدمرة.

وأظهرت لقطات عرضتها قنوات تلفزيونية محلية أضراراً هائلة في السوق ومحالاً تحترق، بينما عمل بعض الأشخاص على رفع جثث من الشارع.

كما أظهرت اللقطات حرائق إضافية مندلعة في السيارات، وضرراً كبيراً في عدد من المحال والمباني القريبة من موقع التفجير، كما عمل بعض الأشخاص على اسعاف مصابين في موقع التفجير.

ويمكن في اللقطات سماع صوت صفارات سيارات الاسعاف، ورؤية سيارة اطفاء تعمل على اخماد حرائق مندلعة في بعض السيارات ضمن موقع التفجير، لكن على مسافة من موقع الكاميرا.

وبعد مرور أكثر من ست ساعات على التفجير الذي وقع قبيل غروب الشمس وموعد الافطار، أفادت مصادر أمنية أن انتشال الجثث من تحت الأنقاض مستمر، ما يرجح احتمال ارتفاع الحصيلة.

وسارع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال العراق وغربه منذ هجوم كاسح شنه في يونيو 2014، إلى تبني الهجوم، قائلاً أنه كان انتحارياً.

وجاء في بيان للتنظيم تداولته حسابات مؤيدة على مواقع التواصل الاجتماعي "تقدم الأخ المقدام أبو رقية الأنصاري بسياراته المفخخة بـ 3 طن تقريباً من المتفجرات وسط تجمع لميليشيات الرافضة"، وهو تعبير يستخدمه التنظيم للإشارة إلى الشيعة.

وكانت السلطات العراقية أعلنت في يناير "تحرير" محافظة ديالى الحدودية مع ايران، من وجود تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الأخير عاود في الأسابيع الماضية استهداف مناطق فيها بتفجيرات انتحارية وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة.

وتبنى التنظيم تفجير سيارة مفخخة مساء الثلاثاء في قضاء الخالص (30 كلم شمال شرق بغداد)، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وإثر تفجير منطقة بني سعد، أعلن محافظ ديالى مثنى التميمي الحداد ثلاثة أيام، والغاء مراسيم عيد الفطر في ديالى "ترحماً على شهداء ناحية بني سعد ومواساة لذوي الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء هذا العمل الإرهابي الجبان"، بحسب بيان على صفحة مكتبه على "فيسبوك".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أن النزاع في العراق منذ مطلع العام 2014 أدى إلى مقتل قرابة 15 ألف مدني، مشيرة إلى أن هذا العدد هو للضحايا الذين استطاعت توثيقهم، وأن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.