لبنان يحبس الأنفاس بانتظار عون والفوضى تفيد «حزب الله»
• باسيل: مستعدون لفرط النظام• جعجع: وضع المسيحيين جيد والبعض يهوّل
مرحلة حبس أنفاس يعيشها اللبنانيون مع ازدياد منسوب الكلام الطائفي الذي يطلقه "التيار الوطني الحر" في موازاة استعدادته للتحرك الشعبي تحت عنوان "الحفاظ على حقوق المسيحيين".وقالت مصادر مقربة من "التيار الوطني الحر" أن "التحرك يهدف إلى رفع الصوت في موضوع مخالفة الميثاق الوطني والدستور اللبناني، وخصوصاً صلاحيات رئيس الجمهورية"، لافتة إلى أن "التكتل في صدد إجراء الاتصالات واللقاءات لتحديد الإطار الحضاري والديمقراطي للتحرك الذي سيشمل قطاعات عدة ولن يكون تقليدياً".وأضافت أن "التحرك يهدف إلى إيصال صوت كل الرافضين لتهميش المكون الأساسي في الحكومة والذي يضرب صيغة العيش المشترك ويهدد شرعية الحكومة"، وقالت: "نحن نعتبر أنه في حال تجاهل المكون المسيحي تكون الحكومة في حال انتزاع للصفة الشرعية الميثاقية التي تكتسبها من الدستور، من هنا التحرك لا يأتي ضمن خانة ردة الفعل إنما هو نوع من الضغط بشكل ديمقراطي وحضاري لوقف مخالفة الدستور".وحملت مصادر مقربة من قوى "14 آذار" حزب الله "مسؤولية تحرك عون". وقالت إن "عون يستخدم كأداة في يد الحزب لإذكاء نار الفتنة بين المسيحيين والسنة في لبنان دون أن يتدخل بشكل مباشر". ولفتت المصادر إلى أن "الفوضى لا تخدم سوى حزب الله في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة".وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أكد أن "النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه لأنهم لا يطبّقونه ولا يقبلوننا فيه". وقال في حوار مع صحيفة "الأخبار" نشر أمس: "عندما تضعني بين خيارين سأختار ما يبقيني حياً. وإذا أرادوا حشرنا للاختيار بين دورنا ووجودنا وكرامتنا وبين الفيدرالية سنكون معها بالطبع".وشدد على أن اختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء "مسألة حياة أو موت بالنسبة الينا"، محذراً من أن "تيار المستقبل يريد أخذ البلد الى قواعد جديدة للعبة وهناك من يدفعه الى هذا الخطأ المميت". ويبدو لافتا موقف زعماء مسيحيي "14 آذار" الذين يلتزمون الصمت تجاه تصعيد عون، باستثناء موقف خجول لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس الذي طمأن الى أن "وضع المسيحيين في لبنان جيد وليس في تراجع كما يهول البعض"، مشيرا الى أن "وضع المسيحيين في الشرق لاسيما في سورية والعراق مشابه لوضع باقي مكونات هذه البلدان إذ يسري عليهم ما يسري على كل أبناء هذه المنطقة من حروب واضطهادات".ولفت الى أن "مستقبل المسيحيين في لبنان والشرق متوقف على ما تفعله أيديهم، فإذا عملوا بجهد وكد وصمود سيكون لهم مستقبل آمن، مستقر وزاهر في هذا الشرق، فإلى العمل بدلا من تضييع الوقت بالبكاء والنحيب والوقوف على الأطلال".كما أكد الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري مساء أمس الأول أن "الحل لأزمتنا يكون باحتكامنا لدستورنا، بدل التلهي ببدع دستورية تزيد أزمتنا أزمة والحل بتمسكنا بالاجماع الوطني، بدل التفرد بالقرارات التي يدفع اللبنانيون ثمنها دما وويلات"، مضيفاً: "الحل بإصلاح الشراكة الوطنية التي أصابها البعض بشظايا سلاحه، وبجنون التورط بالحرب السورية، والاستكبار بأوهام الامبراطورية الايرانية".وشدد على أن "الحل لن يكون، باستنساخ البعض تجربة الحشد الشعبي بلبنان، مرة بحجة مواجهة الارهاب الذي يأتون به الى أرضنا عبر قتالهم في سورية، ومرة أخرى بذريعة الحرص على رئاسة الجمهورية التي يعطلونها بتعطيل كل الجلسات لانتخاب الرئيس، وبتحريض اللبنانيين على بعضهم بعضا وتخويف الطوائف والمذاهب من بعضها، والتهويل على الناس أن هناك من يريد القضاء عليهم".بين سعيد وسعيد... درسٌ لن يُنسىبعد تصريح منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، النائب السابق فارس سعيد، الذي اعتبر فيه أن "أي مغامرة تذهب في اتجاه قطع الطرقات، ستجعلنا نواجه (العماد ميشال) عون بالطريقة نفسها التي واجهناه بها في 23 كانون الثاني 2007، وأي تعبير سلمي من دون قطع طرقات هو حق ديمقراطي"، رد رئيس لجنة الشباب في "التيار"، أنطون سعيد، على صفحته الخاصة بموقع "فيسبوك" قائلا إن "نزول شباب التيار الى الشارع سيكون سلميا وحضاريا، ولكن إذا أراد فارس سعيد تجربتنا وتكرار ما اقترفه في السابق فسيلقنه شبابنا درسا لن ينساه".وأخذ رد انطون ضجة مضاعفة نظرا لانتمائه إلى عائلة منسق الأمانة العامة ذاتها، وإلى المنطقة نفسها.