قررت وزارة الداخلية المصرية، مراجعة خطط تأمين المنشآت السياحية والحيوية والمهمة، في حين قال مصدر رفيع، إن مصر ستجري مناورات بحرية وجوية مع روسيا، خلال الفترة المقبلة.     

Ad

بعد ساعات من أحداث "الجمعة الدامية"، التي وقعت في فرنسا، أمس الأول، راجعت القاهرة إجراءات تأمين المنشآت والفنادق السياحية المهمة، فضلاً عن قرار إعادة انتشار الجيش في منتجع شرم الشيخ السياحي، ومحافظة الغردقة، خلال المرحلة المقبلة.

مصدر أمني مطلع، قال لـ"الجريدة"، إن الأجهزة الأمنية راجعت خطط تأمين المنشآت الحكومية والسفارات الأجنبية، وأوضح المصدر ــ الذي طلب عدم ذكر اسمه ــ أنه تقررت زيادة إجراءات تأمين الحدود، وعدم خروج أي وفود سياحية ليلاً إلا في حراسة أمنية مشددة، وزيادة تأمين الرعايا الفرنسيين والروس والألمان.

مناورات مع روسيا

على صعيد آخر، وفي أعقاب قرار روسيا، حظر رحلات شركة مصر للطيران، مؤقتاً، بحجة غياب برنامج سلامة الطيران في رحلات الشركة، قال وزير الطيران المدني حسام كمال، إن سلطة الطيران المصري تجري اتصالات مع الجانب الروسي لمعرفة دوافع القرار الروسي، الذي لم نُبلغ به رسمياً حتى الآن، في حين قال سفير روسيا في القاهرة، سيرغي كيربتشينكو، إن قرار بلاده يدخل ضمن إجراءات أمنية مؤقتة، إلى حين انتهاء التحقيقات الخاصة بتحطم الطائرة الروسية في سيناء الشهر الماضي، والذي أودى بحياة كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصاً.

مساعد وزير الخارجية الأسبق، فتحي الشاذلي، وصف قرار روسيا بوقف رحلات شركة "مصر للطيران" بـ"غير المبرر" و"غير المفهوم"، وقال لـ"الجريدة"، إنه قرار يحتاج إلى توضيح من روسيا، وأكد أنه تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الروسي لفهم موقفه، ورجح أن يكون القرار اتخذ بعد توصل روسيا إلى معلومات مهمة عن أسباب سقوط الطائرة الروسية.

في السياق، نفى مصدر رفيع المستوى، أن يكون القرار الروسي الأخير، يعكس توتراً في العلاقات بين (القاهرة وموسكو) على خلفية سقوط طائرة ركاب روسية نهاية أكتوبر الماضي، وقال لـ"الجريدة": "العلاقات المصرية الروسية تسير في الاتجاه الصحيح والبلدان يُدركان ما يُحاك لهماً دولياً بعد التقارب بينهما، الفترة الماضية".

وكشف عن مناورات عسكرية ستجري بين مصر وروسيا في الفترة المقبلة، وهي مناورات بحرية وجوية بين عدة دول تحت مسمى "الصداقة"، فضلاً عن استمرار جميع الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية بين البلدين.

المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال: "روسيا ستسلم مصر أجهزة تأمين للمطارات المصرية، ومن المقرر وصولها الشهر المقبل"، موضحاً أن روسيا قررت إرسال وفد إلى مصر سيكون مسؤولاً عن نقل تجربة روسيا في تأمين المطارات، كما قررت القاهرة تشكيل لجنة تكون مسؤولة عن مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين وتنفيذ أي مشروعات معطلة بين البلدين، علاوة على أن أن وفداً روسياً رفيعاً زار منطقة الضبعة، المخصصة لإنشاء محطة طاقة نووية لإنتاج الكهرباء".

مقتل 12 إرهابياً

على صعيد آخر، وفي حين قال المتحدث العسكري باسم الجيش، العميد أحمد سمير، إن رئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي، عاد بعد زيارة ناجحة إلى فرنسا، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع مسؤولين فرنسيين، أكد مصدر عسكري مقتل 12 إرهابياً من تنظيم "أنصار بيت المقدس"، خلال عملية دهم في منطقة جهاد أبوطبل، جنوب العريش في محافظة سيناء، وقال المصدر لـ"الجريدة": "عثر بحوزة المسلحين على أسلحة آلية وأجهزة اتصال وقنابل يدوية".

وفي شأن قضائي، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بإعدام الإرهابي عادل حبارة و6 متهمين من مرتكبي مذبحة جنود الأمن المركزي، برفح، أغسطس 2013، المعروفة إعلامياً بـ "مذبحة رفح الثانية"، كما تضمن الحكم مُعاقبة 3 متهمين آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً، ومعاقبة 22 متهماً بالسجن المشدد 15 عاماً، وتبرئة 3 متهمين آخرين، وهو ذات الحكم الذي سبق أن أصدرته محكمة جنايات القاهرة في المحاكمة الأولى للمتهمين.

وباشرت المحكمة إعادة محاكمة الإرهابي عادل حبارة و15 آخرين - ممن صدرت ضدهم الأحكام بصفة حضورية في المحاكمة الأولى لهم - في القضية التي تتضمن أيضاً وقائع الشروع في قتل جنود الأمن المركزي ببلبيس، والتخابر مع تنظيم القاعدة بالعراق.

وجاءت إعادة مُحاكمة المتهمين في القضية في ضوء الحكم الصادر من محكمة النقض في شهر يونيو الماضي، الذي ألغت بمقتضاه الأحكام الصادرة بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد بحق المتهمين في القضية.