تتوقع مصادر لبنانية متابعة أن تكون الجلسة المقبلة لحوار «المستقبل - حزب الله» مهمة جداً بعد الأجواء الإيجابية التي أعقبت طرح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله تسوية سياسية شاملة والرد الإيجابي من رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري.

Ad

وقالت مصادر متابعة إن «هاجس الإرهاب سبب دفعا لترطيب الأجواء السياسية وتهدئة النفوس، خوفاً من الانهيار نحو الهاوية»، لافتة إلى أن «الجلسة المقبلة للحوار بين الطرفين من شأنها أن تؤسس إلى خريطة طريق مبدئية للوصول إلى إعلان نيات في ما خص التسوية السياسية الشاملة».

وأضافت المصادر أن «مبادرة نصرالله لم تأت من فراغ، فما قاله له أهمية سياسية شاملة، خصوصا أن الخلافات والاصطفافات الداخلية أرهقت البلد». وعزت المصادر توقيت الطرح إلى «اللامبالاة من المجتمع الدولي غير الملتفت للبنان، ولاسيما بعد الاتفاق النووي، حيث بدأت تتضح ملامح مسار سياسي على مستوى الحل السياسي للأزمة السورية».

وتابعت: «دعوة نصرالله جيدة وإيجابية وتلتقي مع مبادرات عدة قدمها الحريري على مراحل عدة، ولم تلق الآذان الصاغية في وقتها»، لافتة إلى أن «المدخل السليم لكل ذلك هو بالذهاب إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية يفتح بذلك الأبواب المقفلة أمام التسوية العامة».

 برج البراجنة

من جانب آخر، تمكنت المديرية العامة للأمن العام من توقيف كل من اللبناني إبراهيم رايد، والسوري مصطفى الجرف، وبالتحقيق معهما بإشراف النيابة العامة العسكرية، اعترف الأول بمشاركته مع آخرين في التخطيط للعملية الانتحارية الإرهابية التي وقعت في 12 الجاري في برج البراجنة، حيث قام بنقل أحد الانتحاريين من الأراضي السورية إلى شمال لبنان، ومن ثم الى منطقة بيروت وتسليمه المتفجرات التي جرى نقل كميات منها إلى داخل لبنان، إضافة إلى صواعق وأسلحة فردية، وكان يتلقى أوامره وتعليماته مباشرة من أحد أمراء تنظيم داعش الأمنيين في الداخل السوري المدعو «س. ش»، ويدير شبكته الإرهابية الموزعة في طرابلس والأشرفية وبرج البراجنة.

واعترف الثاني بإقدامه على تحويل أموال لمصلحة أعضاء الشبكة المشار اليها، وضبط بحوزته كمية كبيرة منها. وأحيل الموقوفان مع المضبوطات إلى النيابة العامة العسكرية. ولاتزال الأجهزة المعنية في الأمن العام، وبإشراف القضاء المختص، تلاحق بقية أفراد الشبكة الارهابية ليصار إلى توقيفهم».

وبات معلوما أن منفذي تفجيري برج البراجنة مكثا في شقة استأجرها شخص سوري في مخيم برج البراجنة، بجوار جامعة آزاد القريبة من مستشفى الرسول الأعظم، حيث كان من المقرر تنفيذ العملية الإرهابية.

في موازاة ذلك، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أمس، «ضرورة تعاون الأجهزة الأمنية وتغطيتها من الناحية السياسية لمواصلة مهامها في حفظ الأمن والاستقرار خلال هذه المرحلة الصعبة».

وإذ أكد أن «أحدا لا يستطيع أن يقفل الباب بوجه الإرهاب»، اعتبر أن «المطلوب لوقف الأعمال الإرهابية في لبنان هو زيادة الإجراءات الأمنية التي أثبتت فعاليتها في الاشهر الماضية».

جعجع

إلى ذلك، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، في تغريدة عبر «تويتر» أمس أنه «من العار ألا تجتمع الحكومة في لبنان بعد أربعة أيام على تفجير الضاحية وسقوط 45 شهيدا لبنانيا».

وأضاف: «تكاثر الحديث بعد أحداث فرنسا الدامية عن زيادة التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين الدول الأوروبية وبينها وبين الولايات المتحدة الأميركية»، مؤكدا أنه «كلها ضرورية، لكنها حبة إسبرين تعطى لمريض حالته ثقيلة، المطلوب حل جذري للوضع في سورية، ماذا وإلا سيبقى المريض يعاني وينزف إلى ما لا نهاية».