طلبة الجامعة لـ الجريدة•: ظاهرة الأساتذة الخصوصيين تهدر جهود الموارد البشرية وتضيع الأموال

نشر في 09-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 09-01-2016 | 00:01
اعتبروها من الظواهر السلبية التي انتشرت بين الدارسين مؤخراً خارج أسوار الجامعة

أكد عدد من طلبة جامعة الكويت خطورة انتشار ظاهرة "الأساتذة الخصوصيين"، لافتين إلى أنها تعرقل مسيرة الطلاب في المستقبل، نظراً لعدم اهتمامهم بما يقدمه أساتذة الجامعة من شرح علمي وافٍ.
«قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا»، لا شك أن ما كان الشاعر يعنيه بهذا البيت الشعري هو الحرص على إعطاء المعلم الحق الوافي من التقدير والتبجيل، لأنه لا غنى عنه في اكتساب العلم والمعرفة، ولكن مع اختلاف أسس الحياة العلمية والتعليمية بدأت ظاهرة الاستغناء عن المعلم في الفصول الدراسية في جامعة الكويت تزداد شيئا فشيئا.

 فأصبح الطلاب يحضرون إلى القاعات الدراسية لا لطلب العلم والاستزادة منه، بل لأسباب أخرى، كالحصول على درجة الحضور والبعد عن الغياب المتكرر حتى لا يقعوا في «فخ» الإنذارات التي تقرها عمادة كل كلية في الجامعة.

 وبينما يحرص بعض الطلبة على الحضور لفهم المقررات ومعرفة الموضوعات التي يجب دراستها، والتي يحددها الأساتذة في الجامعة، يلجأ العديد منهم إلى الاعتماد على «الأساتذة الخصوصيين» الذين يبدأ التفاعل معهم في نهاية كل فصل دراسي قبيل الاختبارات النهائية، حيث يحدد الأساتذة عددا من الساعات يتراوح بين 2 و3 ساعات يومياً، ليدفع الطالب مبلغا قد يفوق الـ50 دينارا لمجرد المراجعة فقط، وتوضيح بعض المسائل العلمية.

 وحول ظاهرة اعتماد الطلبة على «الأساتذة الخصوصيين» خلال الفترة التي تسبق الاختبارات النهائية، جالت «الجريدة» في الحرم الجامعي والتقت العديد من الطلبة الذين عبروا عن رأيهم في هذه الظاهرة، وأكدوا أنها بدأت في الظهور مجدداً في الآوانة الأخيرة، وفيما يلي التفاصيل:

غياب العقل

في البداية، قال الطالب محمد التركماني، ان ظاهرة الاعتماد على «الاساتذة الخصوصيين» في جامعة الكويت بدأت في الظهور مجددا نظرا لعدم اهتمام الطلبة بالحضور للمحاضرات الدراسية وعدم الانتباه أثناء شرح المقرر الدراسي الذي يقدمه عضو هيئة التدريس، بل إن الطالب يحضر ليسجل حضوره فقط، في حين «عقله غائب» عن المحاضرة وما يحدث فيها.

 وأضاف التركماني أن العديد من طلبة الجامعة في نهاية الفصل الدراسي ومع اقتراب اختبارات «الفاينل» يلجأ إلى الاساتذة الخصوصيين ويدفع المبلغ الذي يحدده الاستاذ.

ضياع الأموال

ومن جانبه، قال الطالب عبدالله العنزي، ان المتعارف عليه في الجامعة أن لكل طالب مقيد بها مكافأة طلابية تصل إلى 200 دينار شهريا، تقدم على شكل «إعانة اجتماعية» للطالب خلال مسيرته الجامعية، مستغربا سلوك بعض الطلبة الذين لا يبالون بالمحاضرات الدراسية ولا ينتبهون مع الاساتذة خلالها، ما يؤدي إلى لجوء الطالب إلى الاساتذة الخصوصيين، وهم من جنسيات عربية مختلفة، لشرح المسائل والمقررات المهمة، ما يعد هدرا وضياعا للكثير من الأموال.

  وأوضح العنزي أن «العديد من الاساتذة في جامعة الكويت يحددون أوقاتا للساعات المكتبية، ونجد أن بعض الطلبة يستغني عنها، وذلك لخوفه من اللوم وتحمل مسؤولية عدم الفهم».

هدر الجهود

ومن جهته، أكد الطالب علي محمد، أن من الظواهر السلبية التي ظهرت في الآونة الاخيرة من طلبة الجامعة هي الاعتماد على الاساتذة الخصوصيين وعدم حرصهم على الانتباه مع الأساتذة الذين يوفرون كل أوقاتهم وجهودهم الاكاديمية لمصلحة الطلبة الأكاديمية، مضيفا أن «بعض الطلبة، ولا أقول جميعهم، لا يراعون تلك الجهود، ويهدرون كل الجهود التي تقدمها الموارد البشرية التي توفرها الجامعة من طاقم تعليمي وأكاديمي، وذلك بلجوئهم إلى الاساتذة الخصوصيين خارج أسوار الجامعة».

back to top