تتجه أنظار العالم اليوم إلى مدينة الإسماعيلية المصرية، التي تشهد افتتاح أكبر توسعة في تاريخ قناة السويس، بحفل عالمي يشارك فيه عشرات القادة، وعلى رأسهم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسط مشاهد فرحة شعبية جارفة لدى المصريين بالإنجاز، رغم استمرار الجدل حول جدواه الاقتصادية.

Ad

والمشروع الذي تم الانتهاء منه في سنة واحدة - بدلاً من ثلاث سنوات كما كان مقرراً - يتضمن شق مجرى ملاحي جديد مواز لقناة السويس بطول 35 كيلومتراً، إضافة إلى تعميق مجرى بالمسافة نفسها وسط البحيرات، ليسمح بازدواج الملاحة البحرية خلال 70 كيلومتراً من 190 كيلومتراً، تمثل طول القناة الرئيسة، ما يؤدي إلى اختصار زمن عبور السفن لأكثر من 8 ساعات.

وتسود شوارع المدن المصرية منذ أيام مشاهد ابتهاج عارمة بالانتهاء من مشروع «قناة السويس الجديدة»، كما يطلق عليه رسمياً، حيث يرفع الكثيرون الأعلام على شرفات منازلهم وفوق سياراتهم، وتزينت مدينة الإسماعيلية (90 كيلومتراً شرق القاهرة) لاستقبال الضيوف القادمين من مختلف دول العالم، كما تشهد بقية المحافظات احتفالات شعبية صاخبة نظمها مواطنون بعفوية من دون ترتيب مسبق.

وكان ملايين المصريين ساهموا بمدخراتهم في تغطية الاكتتاب الذي دعا إليه الرئيس السيسي العام الماضي، لجمع 60 مليار جنيه (نحو 8 مليارات دولار)، واصطفوا لساعات في طوابير طويلة لسداد أموالهم من أجل إنجاز المشروع، الذي أثار لديهم مشاعر زهو وطني تذكّر ببناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي.

ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال في الثالثة عصراً باستقبال السيسي للملوك والأمراء والرؤساء وكبار الضيوف المشاركين، ثم يلقي رئيس هيئة قناة السويس كلمة قصيرة، بعدها يتحدث الرئيس المصري ثم يوقع وثيقة الافتتاح، ويعطي الإذن لسفينتين بالعبور المتقاطع، وفي المساء يحضر المشاركون عرضاً فنياً يتضمن فصلاً من أوبرا عايدة، التي وضعها الموسيقار الإيطالي فيردي في القرن التاسع عشر، لتعرض في حفل افتتاح القناة.

ويعتبر مؤيدو الرئيس المصري أن حفر المجرى الملاحي الجديد يمثل إنجازه الأهم خلال العام الأول لحكمه، وهو ما دفع معارضيه إلى إطلاق حملات التشكيك في الجدوى الاقتصادية للمشروع، والترويج لأرقام ودراسات تؤكد أن عائداته المالية لن تغطي ما تم إنفاقه، إلا أن صدور تقارير دولية تشيد بالإنجاز وحجم المشاركة الواسعة في حفل تدشينه وتأكيدات هيئة القناة التي تحظى بسمعة عالمية رفيعة قللت تأثير هذه الشكوك شعبياً.

ومن المنتظر أن يعلن السيسي خلال كلمته خططه المستقبلية التي تتضمن مشروعات عملاقة لاستصلاح أراضي الصحراء، وبناء عاصمة جديدة لمصر، وتدشين مشروعات تنموية أخرى.