على الرغم من أن المشهد الميداني في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) بات مرتبكاً، نتيجة اضطرابات اندلعت بين قوات الأمن الإثيوبي، ومواطنين من قومية «الأورومو» - أكبر القوميات في البلاد، وخلفت نحو 100 قتيل، إلا أن مصر تتطلع إلى أن تكون جولة المفاوضات حول «سد النهضة»، المُقرر لها غدا، قادرة على حسم النقاط الخلافية بين الطرفين.

Ad

سد النهضة، هو مانع مائي تبنيه إثيوبيا منذ سنوات على ضفاف النيل، تقول القاهرة إنه سيخصم من حصتها في مياه النهر.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتمع بوزيري الخارجية سامح شكري، والري حسام مغازي، أمس، وأوضح الناطق باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، أن الاجتماع جاء تحضيراً للاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري، لكل من مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد، حيث أكد السيسي أهمية التوصل إلى تفاهم بين الدول الثلاث، والأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة للشعب الإثيوبي في التنمية، وحق الشعب المصري في الحياة، باعتبار نهر النيل المصدر الوحيد للمياه في مصر.

وبينما رجح خبراء أن تُسرع الأوضاع السياسية التي تمر بها الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) في الخروج بنتائج إيجابية، خلال الاجتماع، وخاصة أن الجانب الإثيوبي يُصر على حضور الاجتماعات، رغم الأحداث الداخلية التي تشهدها إثيوبيا، قلل آخرون من احتمالية أن تُؤثر الاحتجاجات الشعبية في إثيوبيا على ملف المفاوضات.

أستاذ النظم الإفريقية في جامعة القاهرة، راوية توفيق، قالت إن الملفات الداخلية التي تواجهها إثيوبيا من الممكن أن تضطرها لعمل توازنات سياسية، وتُقلل من تعنتها مع الجانب المصري، بعد تلميح القاهرة بالتصعيد أمام المجتمع الدولي، وقالت في تصريحات لـ«الجريدة»: «اضطرابات إثيوبيا الداخلية، وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي، كلها ملفات قد تُضعف الموقف الإثيوبي».

بدوره، أوضح وزير الري الأسبق، محمود أبوزيد، أن اضطرابات الداخل الإثيوبي لا علاقة لها بأزمة سد النهضة، مضيفاً لـ«الجريدة»: «إعلان وزير خارجية إثيوبيا حضوره الاجتماعات، يؤكد أن الأزمة الأخيرة لن تُؤثر في جولات المفاوضات».

واستبعد أن تكون هناك بوادر لحل الأزمة في الوقت القريب، الأمر الذي أيَّده رئيس وحدة حوض النيل في مركز «الأهرام» للدراسات، هاني رسلان، حيث قال: «الاحتجاجات لا علاقة لها بمفاوضات سد النهضة، ولا نستطيع التنبؤ بنجاح أو فشل الاجتماع القادم».