اللافت أن القيمين على مسابقات برامج المواهب يتعاملون مع الذين قطعوا شوطاً لا بأس به في مسيرتهم الفنية بنفس تعاملهم مع الوجوه التي تظهر للمرة الأولى على المسرح، وهو ما برز في The Voice الذي نال الكم الأكبر من هذه المواهب، آخرهم المتسابق علي الألفي الذي قدم حفلات غنائية وظهر في مرحلة {الصوت وبس} وتأهل إلى المرحلة التالية، علماً بأن متابعيه عبر {فيسبوك} انتقدوا ظهوره في البرنامج باعتباره ليس وجهاً جديداً يطل للمرة الأولى على الجمهور.

Ad

فرصة واسعة

هذه الظاهرة تتكرر في البرامج، فضلاً عن تكرار ظهور الموهبة نفسها في أكثر من برنامج، وهو ما حدث مع المتسابقة زينب، فبعدما استبعدت من برنامج «إكس فاكتر»، وصلت إلى المرحلة النهائية في برنامج «ستار أكاديمي»، رغم مرور وقت قصير على استبعادها من البرنامج الأول، عندها أصدرت إدارة «أم بي سي» قراراً بعدم قبول متسابق ظهر في برنامج آخر قبل مرور وقت كاف على ظهوره الأول، حتى يكون طوّر مهاراته ويضيف إلى البرنامج ولا يكرر نفسه فيه.

رغم أنها مطربة معروفة بدار الأوبرا المصرية وتحيي حفلات بانتظام إلا أن شهرة مروى ناجي الحقيقية اكتسبتها عبر اشتراكها في The Voice، واستمرت حتى المرحلة قبل النهائية في الموسم الماضي، فمنحها فرصة التمثيل وإصدار أغانٍ خاصة بها بعيداً عن اقتصارها على تقديم أغاني التراث.

نجاح مروى ناجي دفع زميلتها أميرة أبو زيد إلى التقدم إلى البرنامج رغم اشتراكها بالغناء في دار الأوبرا المصرية وعملها كمطربة، وفاجأت الحضور بأنها كانت زميلة شيرين عبد الوهاب في بداياتها الفنية عندما التحقت بالأوبرا.

لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى المطربة الشابة ياسمينا التي تغني في الأوبرا وتحيي حفلات من وقت إلى آخر بعدما حققت شهرة، لدى وصولها إلى المرحلة النهائية في برنامج Arabs Got Talent  ، رغم قوة المنافسة في مجالات مختلفة، علماً بأن جدلا أثير حول صوتها وطبيعة موهبتها لم يتوقف حتى الآن.

شهرة وجماهيرية

تؤكد مروى ناجي أن اشتراكها في The Voice أفادها وحقق لها شهرة في الوطن العربي نظراً إلى الجماهيرية التي يتمتع بها البرنامج، لافتة إلى أنها لم تشعر بأن ثمة مشكلة في اشتراكها، وأنها تقدمت إلى الاختبارات وقبلتها لجنة الاختيار الأولية قبل أن تظهر في البرنامج وتبدأ مسيرتها.

تضيف أن الغناء في الأوبرا شرف لأي فنان، لكن جماهيرية البرنامج وعرضه على قناة شهيرة يتيحان لها فرصة أكبر للانتشار، مؤكدة أن تجربة البرنامج أفادتها في مسيرتها وحملتها مسؤولية في خياراتها بعدما فتحت أمامها فرصة الحضور الفني في العالم العربي.

أما ياسمينا فتعتبر مشاركتها في Arabs Got Talent  بمثابة فرصة عمرها لأنها وقفت أمام لجنة تحكيم تضم فنانين كباراً، بالإضافة إلى الجماهيرية التي حققتها، وتعرّف الجمهور إلى صوتها، معتبرة أن ثمة مكاسب أهم من الفوز بلقب برامج المسابقات.

تتابع أنها لا تفكر في الاشتراك بأي برنامج غنائي آخر لأنها حصلت على ما تريد، من تقديم نفسها للجمهور، والأهم بالنسبة إليها في الفترة المقبلة تنمية مهاراتها لتكون قادرة على النجاح في المستقبل.

ويشارك الفنان ماهر سليم، الرئيس السابق لـ «البيت الفني للمسرح»، في برنامج اكتشاف المواهب التمثيلية Arab Casting وظهر في الحلقات الأولى، علماً بأن سليم يحمل صفة فنان قدير من وزارة الثقافة ويعمل على مسارح الدولة منذ نحو 30 عاماً.

يعزو اشتراكه في البرنامج إلى كسر حاجز الخوف لدى المتسابقين الشباب وليس رغبة في تحقيق شهرة من خلاله، موضحاً أن البرنامج يسعى إلى اكتشاف مواهب حقيقية وكسر حاجز الرهبة لدى الشباب من فكرة التقييم أمام الكاميرا.

يضيف أن التمثيل لا يعترف بالعمر والدليل وجود فنانين ناجحين لم يبدأوا مسيرتهم الفنية إلا وهم في عمر كبير نسبياً، مؤكداً أنه لم يشعر بالخجل من البرنامج لأن اختبارات الكاستنغ تتم للفنانين الكبار في الخارج قبل إسناد أدوار مهمة إليهم لمعرفة مدى مناسبة هذه الأدوار لهم.