في آخر تصعيد لهم ضد الدولة الأردنية، هدد الإخوان المسلمون، الذين فقدوا شرعيتهم لمصلحة إخوان سابقين بادروا إلى تصحيح أوضاع "الجماعة" لتتلاءم مع قانون الأحزاب الأردني الساري المفعول، بأنهم قد يلجأون إلى حل حزب جبهة العمل الإسلامي الذي هو بالأساس نسخة "كربونية" عنهم، والذي كان يجب إلزامه هو أيضاً بتصحيح أوضاعه لأنه لا يحق لأي حزب أردني أن تكون له صفة دينية، ولا تجوز أن تكون عضويته مزدوجة بينه وبين أي تنظيم أو حزب آخر.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه تم "الترخيص" لهؤلاء، أي الإخوان المسلمين، في عام 1949 على أساس أنهم "فرع من الإخوان في القاهرة"، وأنهم ظلوا يتمسكون بهذا الترخيص، وبهذه التبعية لتنظيم غير أردني، خلافاً للقوانين الأردنية اللاحقة التي تمنع أن تكون لأي حزب أردني تبعية تنظيمية لأي حزب أو تنظيم خارجي سواء كان عربياً أو أجنبياً.لقد طلبت الجهات الرسمية الأردنية من هذه "الجماعة" مرات عدة تصحيح أوضاعها، والتلاؤم مع القوانين المستجدة النافذة، لكنهم بقوا يماطلون ويتهربون ويتمسكون بالترخيص الآنف الذكر الذي حصلوا عليه في عام 1946، والذي من المفترض أن القوانين اللاحقة قد جبَّتهُ وأنهته، وهذا ما جعل بعضاً منهم وعلى مستوى القيادات العليا يلجأ إلى "الانشقاق" والتقدم إلى الجهات المعنية بطلب لترخيصهم باسم جمعية الإخوان المسلمين، وبالتالي اعتبار كل ما يملكه الإخوان المسلمون من عقارات وممتلكات وأموال ملكاً لهم... وهذا هو ما حصل وغدا نافذ المفعول.وهكذا وبعدما أصبحت هناك "جماعة" مرخصة باسم "جمعية الإخوان المسلمين" واعتبارها بعد هذا "الترخيص" على أنها هي جماعة الإخوان المسلمين الرسمية، فإنه بات لا يحق للجماعة القديمة التي على رأسها الشيخ المتشدد همام سعيد أن تحمل الاسم نفسه، وبالتالي عليها أن تبحث عن اسم آخر بإمكانها أن تمارس من خلاله العمل الحزبي والعمل السياسي بصورة شرعية.والسؤال الذي بات مطروحاً بعد كل هذه التطورات، وبعد إعلان رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي التابع للإخوان المسلمين بنسختهم القديمة "وصول قوى المعارضة السياسية إلى طريق مسدود مع النظام"، هو: هل سيلجأ هؤلاء إلى ما بقوا يلوحون ويهددون به سابقاً، وهو النزول تحت الأرض؟ هل يا ترى أنهم سيلجأون إلى ما لجأ إليه إخوانهم في مصر وهو العنف والإرهاب واستهداف الدولة الأردنية كدولة؟!والجواب هو أن الأردن غير مصر، وأن أصحاب الرؤوس الحامية من بين الإخوان الأردنيين ربما قد يفكرون بالنزول تحت الأرض واللجوء إلى العنف لو أن موجة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها لم تنكسر، ولم تتراجع كثيراً قياساً بما كانت عليه قبل عامين، أما وقد حصل ما حصل فإنه من المستبعد جداً أن تكون هناك تجربة أردنية كالتجربة المصرية، إذ الظروف والأوضاع بين البلدين مختلفة، وباتت غالبية الأردنيين، وهي تراقب ما يجري في سيناء، ضد هذه الظاهرة بصورة كلية.
أخر كلام
الأردن: مشكلة الإخوان المسلمين!
13-07-2015