لبنان: اللقاءات المسيحية – المسيحية مستمرة والأحدب للحريري: كرامة السُّنة ليست بيدك
قهوجي لتجنب تداول الإعلام ملف استعادة العسكريين المخطوفين
خلط اللقاء الباريسي بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الأوراق بين الفرقاء، ولم يؤدِّ، بحسب متابعين، إلى حصول انشقاقات حتى اليوم في بيتَي 8 و14 آذار، اللذين يجتازان امتحاناً رئاسياً صعباً هذه المرة، منتظرين ما ستحمله تطورات الاتصالات الداخلية والخارجية في الأيام المقبلة، وكيف سيكون شكل جلسة انتخاب الرئيس في 2 ديسمبر المقبل.وفي إطار المشاورات المسيحية– المسيحية، استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في معراب أمس، نائب رئيس حزب «الكتائب» الوزير السابق سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي ألبير كوستانيان.
ووضع الصايغ الزيارة إلى معراب «في إطار سلسلة اللقاءات والمشاورات التي يقوم بها حزب الكتائب إثر المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري لجهة تفعيل ملف رئاسة الجمهورية».وأضاف: «لقد تداولنا مع جعجع استحقاق الانتخابات النيابية وقانون الانتخابات، بحيث نقوم بعمل مشترك لتنسيق المواقف، ومن دون أدنى شك موقفنا واضح بالنسبة لقانون الستين، إذ لا يمكن أن نقبل بهذا القانون مجددا، باعتبار أننا نتطلع إلى قانون عصري يؤمّن الشراكة الحقيقية للمسيحيين في هذه الدولة، انطلاقا من التشاور وتعميق الشراكة الوطنية الإسلامية- المسيحية». وعن إمكانية انتخاب نواب حزب «الكتائب» للنائب فرنجية في حال أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، قال الصايغ: «هذا سؤال مبكر، لأننا مازلنا نتكلم عن المبادئ والثوابت والطرح السياسي، باعتبار أن العملية ليست عملية أشخاص أبدا، ونحن، حزب الكتائب، ليس لدينا عقدة شخص، إنما نتمسك بالطرح السياسي، ونريد أن نعرف رئيس جمهورية لبنان المقبل ماذا يريد أن يفعل؟».إلى ذلك، رأى رئيس «لقاء الاعتدال المدني» النائب السابق مصباح الأحدب أن «الشعب اللبناني انتفض في أكبر عملية ديمقراطية شعبية شهدها الشرق ليُخرج بشار الأسد وجيشه ونظامه الأمني من لبنان، وعانى ما عاناه على مدى عشر سنوات من تفجيرات واغتيالات وضرب للاقتصاد والإنماء والاستقرار، وصبر وأعطى الشيخ سعد الحريري ابن الشهيد الكبير رفيق الحريري ثقته في كل الاستحقاقات الانتخابية، وتجسد فيه حجم الظلم الذي عانيناه من النظام الأمني السوري وأدواته اللبنانية، وها نحن اليوم نسمع عن تسوية تأتي بالوزير فرنجية إلى سدة الرئاسة». وقال الأحدب، خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته أمس في طرابلس: «يا دولة الرئيس سعد الحريري أنت حر بالتنازل عن كرامتك الشخصية والقفز فوق إهانات الوزير فرنجية لك، وسبق أن زرت المجرم بشار الأسد وصافحته ومكثت ليلة في قصره قافزا فوق دماء أبيك شهيد كل الوطن، وذلك بذريعة المصلحة الوطنية العليا كما ادعيت، ورأينا النتائج الكارثية لاحقا. ولكن اعلم يا دولة الرئيس أن كرامة السُّنة الذين يشكلون ثلث أبناء الوطن وثلث أبناء المؤسسة العسكرية وهم همزة الوصل بين لبنان والعالمين العربي والإسلامي، وهم عامل أساس في استقرار لبنان، اعلم أن كرامتهم ليست بيدك لتبيعها، وتفرض علينا مقابلها رئيساً للجمهورية يجاهر بأنه شقيق المجرم بشار الأسد، والداعم القوي لسياسة تحالف الأقليات التي تعتبر أن حماية المسيحيين تقوم على ضرب السنة، وكل ذلك مقابل مركز رئاسة الحكومة».في موازاة ذلك، لا تزال أخبار نضوج المفاوضات مع «جبهة النصرة» ووصولها إلى خواتيمها قيد التداول، إذ من المنتظر أن يتمّ الإفراج عن العسكريين المخطوفين خلال الأيام المقبلة وفق ما يتوقع مطلعون على الملف.وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد ظهر أمس: «اننا نواكب كل التطورات المتعلقة بتحرير العسكريين أولاً بأول ونعطي هذه القضية أولوية قصوى وأملنا كبير في أن تكلَّل بالنجاح التام وأن تمهد لتحرير جميع العسكريين وعودتهم سالمين إلى الوطن وعائلاتهم، ولذا أتمنى على كل وسائل الإعلام تجنب كل تداول متسرع لهذا الملف الشديد الحساسية والأهمية، مساهمة منها أيضاً بهذه الجهود المبذولة لإنجاح العملية».