الأندية تندد بقرار «فيفا»... وتعلن عدم وقوفها مكتوفة الأيدي

نشر في 28-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-10-2015 | 00:01
رفضت تعديل القوانين وطالبت الحكومة بعدم الخضوع للابتزاز الخارجي والداخلي
بعد أن رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) طلبها برفع تعليق نشاط الكرة على المستوى الخارجي، نددت الأندية بالقرار واعتبرته مزيداً من التعنت والترصد من الاتحاد الدولي صوب الكرة الكويتية، لا سيما ان الكتاب الذي أرسله 11 ناديا إضافة إلى كتب أندية القادسية وخيطان والعيون وسلوى التي أرسلت منفردة تعد تعبيرا عن موقف الجمعية العمومية ولسانها حالها، والتي أكدت استقلاليتها وعدم التدخل الحكومي في شؤونها باستثناء المراقبة المالية فقط، خصوصا أن الحكومة تدعمها بشكل تام، معربة عن تضامنها واحترامها للقوانين الوطنية.

الغريب في الأمر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم طالب من قبل بأن تكون الجمعية العمومية للاتحاد سيدة قرارها، وأن يكون لها الكلمة الحاسمة في جميع المواقف بدون استثناء، لكن مسؤولي "فيفا"، الذين يتضح موقفهم التآمري في هذه الأزمة المفتعلة، لم يعيروا العمومية أدنى اهتمام، واكتفوا بالقول إنهم اطلعوا على الكتاب وهو تناقض شديد، والتمسك بتعديل القوانين كي تتماشى مع الأنظمة الأساسية،

ويبدو الموقف داخل الأندية أمس ضبابيا، حيث لم تتضح الصورة فيما يخص الخطوة المقبلة التي ستتبعها من أجل رفع تعليق النشاط، لكن المؤكد أن هذه الأندية لن تنحني للضغوط الخارجية والداخلية بتعديل القوانين.

الدبوس: «فيفا» فاسد

 أكد رئيس مجلس إدارة نادي الفحيحيل حمد الدبوس أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "ينخر" فيها الفساد، وبات القاصي والداني في كل دول العالم على معرفة كاملة به، ومع ذلك قرر مسؤولوه تعليق النشاط بغير حق، ودون أن يستندوا إلى أدلة وبراهين دامغة، وموقفهم المتعنت واضح ولا يحتاج إلى تفسير، إذ إن هدفهم الأساسي هو تعديل القوانين.

وأضاف الدبوس أن "الأندية حاليا لا حول لها ولا قوة، فالأزمة باتت محصورة بين الحكومة الكويتية وفيفا، والأندية لم ولن تتأخر في دعم ومساندة الحكومة، وكذلك تأكيد احترامها للقوانين الوطنية".

وتابع "للأسف الشديد سحب المعركة خارج الكويت كانت بداية الفشل، ومن يحدد ساحة الحرب سيكون النصر حليفه، لذلك كان يتعين علينا عدم الذهاب إلى اللجنة الأولمبية الدولية وغيرها من الهيئات بما فيها (فيفا) في مقرها، وكان يجب أن تكون المواجهات تباعا في الكويت لا خارجها، وذلك منذ اندلاع الأزمة".

وطالب الدبوس أبناء الكويت الذين يتقلدون مناصب رفيعة في الهيئات الرياضية القارية والدولية بدعم الحكومة، واحترام القوانين الوطنية، والتدخل بفاعلية من أجل رفع تعليق نشاط الكرة، وكذلك الاجهاز على تهديدات الأولمبية الدولية بتعليق نشاط الرياضة".

واختتم الدبوس كلامه مشددا على ان الكويت تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية وهو أمر رائع، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب القوانين الوطنية، خصوصا أنه إذا تمت مقارنة هذه القوانين مع قوانين دول المنطقة فستصب النتيجة في مصلحة قوانين الكويت.

المرزوق: اللجوء إلى «كاس»

بدوره، أعرب رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق عن دهشته من رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم لطلب أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، مشددا على أنه لا بد أن يرضخ "فيفا" لرغبة العمومية برفع تعليق النشاط، خصوصاً أنها، حسب ادعاءات مسؤوليه، هي صاحبة القرار.

وأكد المرزوق أن نادي الكويت لجأ إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) ضد "فيفا" بعد تضرره من قرار تعليق النشاط على المستوى الخارجي، الأمر الذي تسبب في استبعاد الأبيض من الدور نصف النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوية، مطالبا جميع الأندية باللجوء إلى "كاس"، والأمر نفسه بالنسبة للحكومة، من أجل الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة قوانينها الوطنية، ورد اعتبار الكرة الكويتية.

وشدد على أنه يتعين على الأندية محاسبة الاتحادات المتخاذلة التي أوصلت الرياضة بصفة عامة والكرة بصفة خاصة إلى هذه الأزمة، وذلك وفقا للقوانين والأنظمة الأساسية، على أن تكون أولى الخطوات طرح الثقة في هذه الاتحادات.

وأشار إلى أن على الحكومة عدم الخضوع لابتزازات الاتحاد الدولي لكرة القدم أو اللجنة الأولمبية الدولية، والحفاظ على هيبة الدولة وسيادة قوانينها مهما كانت التضحيات، وذلك من أجل تلافي مثل هذه الأمور مستقبلا.

بوسكندر: توقعت القرار

من جانبه، أوضح أمين سر نادي كاظمة يوسف بوسكندر أنه كان يتوقع رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم لطلب الأندية برفع تعليق النشاط، لذلك فالقرار لا يمثل أدنى مفاجأة بنسبة له، مضيفا أن القرار خير دليل على أن "فيفا" مؤسسة أبعد ما تكون عن الشفافية في التعامل.

وتساءل بوسكندر: "ماذا يريد فيفا؟ وكيف يرفض طلب لجمعية عمومية ردت على مزاعمه ورفضت قراره وطالبت بالعدول عنه؟"، وأردف "الإجابة عن هذه الأسئلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القرار كان قد تم التخطيط له سلفا، بدعم ومساندة من بعض أبناء الكويت للأسف الشديد".

ولفت إلى أن اتحاد الكرة أطلع الجميع على الكتاب الذي وصل إليه من "فيفا" القاضي برفض طلب أعضاء الجمعية العمومية، لكن ما يثير الريبة هو إرساله كتاب الأندية في سرية تامة ودون اطلاع أحد على فحوى الكتاب بعيدا عما طالبت به الأندية!

وأكد بوسكندر أن الأندية لن تقف مكتوفة الأيدي فهي خسرت جولة مع سبق الإصرار والترصد وبفعل فاعل، لكن هناك جولات كثيرة مقبلة ستكون لها فيها كلمة الحسم، مبينا أنه سيتم الاتفاق على عقد اجتماع خلال اليومين المقبلين لتحديد سبل الرد على قرار "فيفا"، وقرار اللجنة الأولمبية الدولية في حال تفعيل تهديداتها بتعليق النشاط.

المضف: قوانيننا مثالية

وبدوره، قال أمين سر النادي العربي عبدالرزاق المضف، إن احترام القوانين الوطنية أمر لا مفر منه، لا سيما أن هذه القوانين مثالية ولا تخالف الميثاق الأولمبي الدولي أو غيره من الأنظمة الأساسية للهيئات الرياضة القارية والدولية، لذلك على الجميع التمسك بموقفهم بمن فيهم الحكومة برفض إجراء تعديلات على قوانين لا يوجد لها مثيل في المنطقة.

ولفت المضف إلى أن وكالات الأنباء تداولت مؤخرا خبر تشكيل مجلس إدارة نادي الظفرة الإماراتي بالتعيين، وذلك من مجلس أبوظبي الوطني، وهو مخالفة واضحة للميثاق الأولمبي الدولي، لكن لم تتدخل اللجنة الأولمبية الدولية ولا تجرؤ على مناقشة الأمر مع المسؤولين الإماراتيين!

وأضاف "ستدرس الأندية كيفية الرد على قرار فيفا وعلى أي قرار ظالم تتعرض لها الرياضة الكويتية، وعلى الحكومة رفع الدعم عن الاتحادات والأندية المارقة التي تسعى بقوة إلى تغيير القوانين الوطنية من أجل مصالحها الشخصية وبناء على تعليمات داخلية".

وأوضح أنه في حال لجوء الأندية إلى "كاس" فهي التي ستختار المحامي الدولي الذي سيتولى أمر القضية، ولن يفرضه أحد عليها، ولن تلجأ الأندية إلى المحكمة تحت مظلة أي جهة رياضية كانت!.

الحسيني: عدم الالتفات إلى الخارج

وأكد أمين السر المساعد لنادي الجهراء فارس الحسيني أن الصراع الذي تشهده الساحة الرياضية حاليا بات سخيفا جدا وغير مقبول بالمرة، مؤكدا أن ناديه لن يشارك في أي بطولة خارجية إلا تحت علم الكويت.

وقال الحسيني إن "قرار فيفا غريب جدا، فالطلب جاء من أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، لكن التحريض على القوانين الوطنية من البعض، دفع فيفا إلى رفض طلب الأندية".

وأشار إلى أن "الكلام عن عدم توافق القوانين الوطنية مع الميثاق الأولمبي الدولي بات مستهلكا ولا قيمة له، خصوصا أن قوانين الكويت هي الأفضل في المنطقة العربية، وعلى من يشكك في كلامي اللجوء إلى المتخصصين في القوانين".

وطالب الحسيني الحكومة بعدم الالتفات إلى الهيئات الرياضية الخارجية، والالتفات إلى أشخاص داخل الكويت معروفين بالاسم، مبينا أن هؤلاء الأشخاص هم الذين يوجهون هذه الهيئات.

عناد: نوافق على كتاب جديد

في المقابل، شدد أمين سر نادي الصليبيخات سعد عناد على أن قرار طرح الثقة في اتحاد الكرة أمر مرفوض تماما بالنسبة لناديه، مبينا أنه لا يعلم الأسباب الحقيقية التي دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى رفض طلب الأندية بتعليق النشاط.

وأشار عناد إلى أنه متى طلب من نادي الصليبيخات إرسال كتاب جديد إلى "فيفا" لرفع تعليق النشاط، فالنادي سيوافق على الأمر دون نقاش، خصوصا أن تعليق نشاط الكرة على المستوى الخارجي أمر مرفوض من الجميع دون استثناء.

back to top