هولاند يواصل جهوده لتشكيل جبهة غربية موحّدة ضد داعش

نشر في 25-11-2015 | 10:52
آخر تحديث 25-11-2015 | 10:52
No Image Caption
غداة زيارة إلى واشنطن أعلن خلالها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن وحدة صف في مواجهة تنظيم داعش، يواصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جهوده الدبلوماسية الأربعاء فيستقبل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قبل أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس في موسكو.

لكن رغم تصميم الغرب على تشكيل جبهة موحدة ضد التنظيم الجهادي الذي تبنى اعتداءات باريس واسقاط الطائرة الروسية في سيناء، يبقى "الائتلاف الكبير" الذي تجري المساعي لتشكيله مرهوناً بموقف روسيا التي لا تزال على خلاف مع الغربيين حول سورية.

وأعلن الرئيس الأميركي بالفرنسية "كلنا فرنسيون" خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند في البيت الأبيض لم يصدر فيه أي إعلان محدد إذ اكتفى الرئيسان بالدعوة إلى تكثيف عمليات تبادل المعلومات.

وأظهرت زيارة هولاند الأولى هذه إلى الخارج منذ اعتداءات 13 نوفمبر التي أوقعت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً في باريس، صعوبة تحريك المواقف بشأن الملف السوري.

ولا تزال مسألة دور الرئيس السوري بشار الأسد في عملية انتقال سياسي تشكل عقدة وأقر مصدر دبلوماسي فرنسي "إننا على الأرجح أكثر ميلاً للتعامل مع بوتين مما هو أوباما في المرحلة الراهنة".

كما أن هذه المساعي الدبلوماسية الماراثونية التي باشرها الرئيس الفرنسي لتنسيق المعركة ضد الجهاديين في شكل أفضل اصطدمت الثلاثاء بتحطم مقاتلة روسية بعدما أسقطتها تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، على الحدود السورية.

وهذا الحادث، وهو الأخطر منذ بدء التدخل الروسي دعماً للأسد، أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبره "طعنة في الظهر" من جانب "شركاء الإرهابيين".

ودعا أوباما وهولاند إلى تفادي "التصعيد"، وأقر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مكالمة هاتفية مع اوباما بـ"أهمية نزع فتيل التوترات"، بحسب ما أفادت الرئاسة التركية.

وإذ شدد هولاند على عزم البلدين على تكثيف الغارات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية وتوسيع نطاقها، أكد أن فرنسا لن تنفذ أي عمليات برية في سورية بل ستواصل "مواكبة القوى المحلية".

وشنت مقاتلات من طراز رافال أقلعت من حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول المتمركزة في شرق المتوسط الثلاثاء غارة على مركز قيادة لتنظيم الدولة الإسلامية في تلعفر على بعد حوالي 45 كلم غرب مدينة الموصل العراقية، بعدما كانت الطائرات الفرنسية باشرت الأثنين غاراتها على الجهاديين في العراق وسورية انطلاقاً من حاملة الطائرات.

وعمدت الأسرة الدولية إلى تحريك عملية دبلوماسية بحثاً عن حل للنزاع في سورية الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ 2011 وشرد ملايين السوريين، غير أن موسكو تختلف مع الدول الغربية الكبرى حول مصير الأسد.

ودعا الرئيس الفرنسي بوتين إلى إعادة النظر في دعمه للأسد مؤكداً قبل أن يلتقي نظيره الروسي الخميس أن الرئيس السوري "لا مكان" له في عملية انتقال سياسي مضيفاً أنه "بما أنه كان المشكلة فلا يمكن أن يكون الحل".

من جهته، حذّر أوباما بوضوح بأن التعاون مع بوتين سيكون "في غاية الصعوبة" طالما أنه ليس هناك "تغيير استراتيجي" في موقفه من هذا الموضوع.

وقال "إذا كانت أولويتهم مهاجمة المعارضة المعتدلة التي يمكن أن تكون جزءاً من حكومة سورية مقبلة، فإن روسيا لن تحظى بدعم تحالفنا".

وكان هولاند أعلن في 16 نوفمبر أمام البرلمان الفرنسي المنعقد في اجتماع طارئ بمجلسيه في قصر فرساي عزمه على تشكيل "ائتلاف كبير وموحد" ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.

وفي بروكسل حيث لا تزال الملاحقات جارية للعثور على أحد المشتبه بهم الأساسيين في اعتداءات باريس، أبقت السلطات على حال التأهب القصوى الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي مع الإعلان عن إعادة فتح شبكة المترو والمدارس وبعض المتاحف تدريجياً قريباً.

وأصدرت الولايات المتحدة "انذاراً عالمياً" تحض مواطنيها بموجبه على توخي الحذر في رحلاتهم إلى الخارج لكن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أوضح مساء الثلاثاء أنه ليس هناك "حالياً تهديد محدد ذو صدقية" من تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي الأميركية.

ولا تزال الملاحقات جارية بصورة حثيثة في بلجيكا بحثاً عن المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبدالسلام حيث تتوالى عمليات الدهم منذ بضعة أيام، وفيما لا يزال الفرنسي البالغ من العمر 26 عاماً متوارياً، وجه القضاء التهمة رسمياً إلى أربعة أشخاص وأودعهم الحبس على ارتباط بالتحقيق.

ويشتبه بأن اثنين منهم ساعدا صلاح عبدالسلام على مغادرة باريس من خلال التوجه في سيارة إلى العاصمة الفرنسية لنقله منها بعد ساعات على المجزرة، وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن أحد المتهمين استقبله لدى وصوله إلى بروكسل.

وشارك صلاح عبدالسلام شقيق أحد انتحاريي 13 نوفمبر، على الأقل في الإعداد للاعتداءات ولو أن دوره يوم التنفيذ لم يتضح بعد، ولا يزال السؤال مطروحاً عمّا إذا كان من المقرر أن يفجر نفسه هو أيضاً.

وما زال الغموض يلف الدور الذي لعبه الجهادي البلجيكي المغربي عبد الحميد أبا عود الذي قُتِلَ في 18 نوفمبر خلال دهم شقة في سان دوني شمال باريس مع قريبته حسناء آيت بولحسن ورجل ثالث ما زالت سيرته وهويته غامضتين.

والثلاثاء، أعلن القضاء الفرنسي أن الجهادي البالغ من العمر 28 عاماً كان يعتزم تفجير نفسه بمساعدة شريك في الأسبوع الذي أعقب اعتداءات باريس في حي لاديفانس للأعمال غرب باريس حيث يعمل 180 ألف شخص.

وعُثِرَ الأثنين على "ما يشبه حزاماً ناسفاً" في حاوية للنفايات في مونروج قرب باريس.

back to top