ما الفكرة التي يدور حولها فيلم {الزيارة}؟ وما  الصعوبات التي واجهتك؟

Ad

«الزيارة» فيلم روائي قصير مدته 15 دقيقة، يعرض حالة خاصة تدور حول زيارة ابن لأبيه بعد انقطاع دام أعوام ليحاول الاثنان التواصل، ولكن يصطدم الماضي بمجريات الحاضر. البطولة للفنانين أحمد كمال وعاطف يوسف.  

أما عن أصعب التحديات فتتلخص في تكوين فريق عمل مصري محترف وتصوير الفيلم والانتهاء من المونتاج وعمل الموسيقى، وتصحيح الألوان والمكساج في أقل من شهر بل في 25 يوماً فقط، ثم العودة إلى التشيك لعرض الفيلم وتحكيمه من أساتذة مدرسة براغ للأفلام، لأن العمل مشروع تخرجي في أكاديمية براغ للأفلام، وفعلاً واجهنا صعوبات للحصول على موافقه للتصوير في مصر، لأن ذلك مخالف لقوانين الأكاديمية.  

 

كيف جاءت مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة؟

يشارك «الزيارة» في القاهرة الدولي بعد عروض عدة في براغ ولوس أنجيلس ودبلن ولندن وريو دي جانيرو ومومباي ونيويورك وتينيريف ومدريد، وقد حصد بعض الجوائز والتنويهات الخاصة، وجاءت المشاركة والعرض الأول في مصر في مسابقة سينما الغد الدولية لأفلام معاهد ومدارس السينما، ما أسعدني بالتأكيد لأن هذا هو العرض الأول لي في مصر بلدي.

أشرت إلى صعوبة تصويرك في مصر، فما هي دوافعك لذلك، خصوصاً أن مشكلة تواصل الأجيال موجودة في كثير من البلدان؟

دافعان رئيسان أولهما طبيعة موضوع الفيلم والتي تتناسب أكثر مع مصر ويرجع هذا إلى اختلاف تركيبة الأسرة العربية عموماً عن الأوروبية. ثانيهما تصوير الفيلم بطاقم عمل مصري محترف ساهم كله للوصول بصورة الفيلم النهائية، ما يؤكد للخارج إمكاناتنا، حيث يسهم الكل بالدفع بالعملية الإنتاجية. أذكر هنا أن البعض عمل دون أجر وخفض البعض الآخر أجره، ويرجع هذا إلى وجود أصدقاء محبين قبل أن يكونوا محترفين وجميعهم لم يقتصدوا أي جهد لدفع الفيلم إلى الأمام ومساعدتي في إنجازه.

 كيف كانت مشاركة «الزيارة» في مهرجان لوس أنجليس وما هي أوجه الاختلاف بين القاهرة ولوس أنجليس؟

يهتم مهرجان لوس أنجليس «ليفت أوف» بالأفلام المستقلة، وقدم الفيلم من خلال عرضه الأول داخل الولايات المتحدة ليحظى بإعجاب البعض وليحصل على التنويه الخاص. أما الفارق بين المهرجانين فكبير: القاهرة أكبر من ليفت أوف، والأخير عرض نحو ٣٠ فيلماً قصيراً مستقلاً. أما القاهرة فحدث ولا حرج عن الأفلام الطويلة والمسابقات الموازية. مما لا شك فيه أن تمثيل مصر في مهرجان القاهرة إحساس رائع وخطوة مهمة في أول طريقي العملي المحترف، خصوصاً أن «الزيارة» أول أفلامي.

كيف دعمك عملك كمساعد مخرج مع بعض المخرجين الكبار أمثال يسري نصر الله؟

مساعد المخرج هي بكل تأكيد مهنة مؤثرة على الصعيدين العملي والشخصي. عملياً، كنت محظوظاً لأعمل مع عدد لا بأس به من المخرجين الأجانب والمخرجين الأقوى في مصر مثل الأستاذ يسري نصر الله والذي تعلمت منه على المستوى الإنساني قبل السينمائي الكثير فهو عبقري في التعامل مع الممثل وأحد أفضل من يستخدمون الأدوات التكنيكية المتاحة وتوظيفها لابتكار عالم بصري فريد من نوعه.

كيف ترى الأفلام المستقلة وتواجدها بالتوازي مع الفيلم التجاري، وهل سيساعد هذا على الارتقاء بالسينما المصرية؟

سوق الأفلام المستقلة بمثابة منجم من الذهب غير المكتشف بأكمله والذي نتمنى أن يلقى عليه الضوء حين تتواجد آلية حقيقية لعرض الأفلام المستقلة، ما يهدف إلى إرثاء قواعد وجذور قوية وحقيقية لسوق متكامل يسع أنواع الأفلام كافة.

تمر السينما المصرية في الفترة الأخيرة بصعوبات إنتاجية كبيرة. ما هو الحل لتجاوزها؟

بداية تقييم الأعمال رقابياً عن طريق التصنيف العمري، ما سيؤدي إلى إنسيابية ومرونة داخل السوق السينمائي، والقضاء على ظاهرة القرصنة وتغليظ العقوبات على قراصنة الأفلام، مع إفساح المجال أمام المخرجين الشباب وتشجيع المنتجين لهم ودعم أعمالهم، وإيجاد آلية حقيقية لعرض الأفلام المستقلة تهدف إلى إرثاء قواعد وجذور قوية وحقيقية لسوق متكامل يسع أنواع الأفلام كافة، مع عدم إقصاء أي منتج سينمائي وترك الحكم للمشاهد والسوق مفتوحاً للجميع لتوسيع دائرة الاختيار، وتخلي بعض المنتجين عن إنتاج المسلسلات سنوياً والتنويع في أشكال الإنتاج بين التلفزيون والسينما.

ما العمل الذي تحلم به؟

أسعى إلى تقديم أكثر من نوع ما بين الحركة والتشويق والدراما والكوميديا بأنواعها: السوداء والرومانسية والاختلاف البصري المناسب والموائم للتقدم التكنولوجي السريع ورفع الجودة بين الفيلم والآخر، وتقديم منتج بصري يبهر المشاهد على الصعيد الإنساني قبل أي شيء.

ولكن ما أحلم به فعلاً هو أن تأتي المرحلة التي تطرح الأفلام المصرية للمصريين لرؤيتها بكل حرية سواء عن طريق نقد عنيف صادم أو بأسلوب ساخر من دون حجر من المشاهد أو من جهات حكومية، فالسينما مرآة للمجتمع وتساعد في كشف أخطر أمراضه وأكثرها حساسية.

ما هو جديدك؟

على مشارف الانتهاء من كتابة فيلمي الطويل الأول لتبدأ مرحلة إعادة الكتابة، ولكن في جعبتي أكثر من سيناريو روائي قصير أسعى إلى تنفيذها خلال العامين المقبلين.