في ظل أجواء سلبية وتعنت من قبل المتمردين، أكدت مصادر مطلعة على سير محادثات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا أمس، أن المحادثات تواجه عثرات بعد تمسك حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بإطلاق سراح مسؤولين كبار تحتجزهم قوات الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران.

Ad

وأفادت المصادر بأن المحادثات المباشرة بين الجانبين علقت منذ مساء أمس، بعدما رفض الحوثيون مطلب الإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي، وناصر شقيق الرئيس هادي.

ويحتجز الحوثيون الرجلين منذ مارس الماضي. وكان ناصر مسؤولا عن عمليات المخابرات في محافظات عدن ولحج وأبين.

وأضافت المصادر أن الحوثيين يقولون إنهم على استعداد للإفراج عن كل السجناء بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

ولفتت إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يتنقل بين وفدي الحكومة والمتمردين، في محاولة لحل الخلافات بدلاً من عقد محادثات مباشرة.

وبدأت محادثات السلام الثلاثاء الماضي بعيداً عن كاميرات التلفزيون في سويسرا، في محاولة لإنهاء الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من ستة آلاف شخص وشردت ملايين.

اشتباكات

وجاء تعثر مفاوضات السلام في وقت تجدد فيه القتال بين المتمردين والقوات الموالية لحكومة هادي.

واندلع قتال عنيف في مأرب شرقي العاصمة صنعاء ليل الأربعاء- الخميس أسفر عن مقتل 15 شخصا من الطرفين.

وأفادت تقارير بسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معسكر ماس التابع لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح، بعد أن حولته الميليشيات إلى أكبر ثكنة عسكرية لها في شمال مأرب.

وتمكنت القوات الموالية للشرعية من بسط سيطرتها على ثلاث نقاط على خط صنعاء مأرب، منها نقطة حلحلان والجمندر. واقتربت من مفرق الجوف البوابة الرئيسية التي تربط صنعاء ومأرب والجوف وكذا حضرموت.

وشنت قوات التحالف العربي غارات جوية في محافظة حجة اليمنية قرب الحدود مع السعودية، كما قصفت زوارق حربية تابعة للتحالف الذي تقوده الرياض ميناء ميدي الواقع على البحر الأحمر والتابع لحجة، رداً على خرق ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح على الهدنة.

وفي تعز، قتل ثمانية مدنيين وأصيب 17 من جراء قصف الحوثيين وقوات صالح مناطق سكنية في المدينة، في خرق متواصل لإعلان وقف إطلاق النار الذي بدأ بالتزامن مع انطلاق مباحثات سويسرا.

واشتدت المواجهات بين المقاومة والحوثيين عند أطراف مدينة تعز والمناطق الريفية الغربية سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.

انهيار الهدنة

من جهته، حذر المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري، في تصريحات تلفزيونية، أمس الأول، من أن الهدنة المعلنة في اليمن "قد تنهار في أي وقت من جراء الانتهاكات المتكررة من جانب المتمردين لوقف إطلاق النار".

وقال عسيري في تصريحاته لقناة "الإخبارية" السعودية، إن انتهاكات وقف إطلاق "بلغت نحو 150 انتهاكا، وهذا لا يعبر عن نية صادقة" من قبل الحوثيين وأنصارهم.

وأضاف: "نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات، وقد تنهار الهدنة في أي وقت".

وفي تصريح آخر، أكد عسيري ضرورة بناء أجهزة الدولة اليمنية والتخلص من الإرهابيين، وقال إن الميليشيات الحوثية استخدمت طائرات مقاتلة لأول مرة ضد القوات الموالية للشرعية.

تبادل أسرى

إلى ذلك، تمت صفقة تبادل أسرى بين الحوثيين والمقاومة الجنوبية كان يفترض أن تتم أمس الأول، إلا أنها تأجلت حتى صباح أمس، بعد أن قطع مسلحون قبليون من محافظة البيضاء الطريق المؤدي للمبنى الذي كان مقرراً أن يستضيف عملية التبادل، وطالبوا بأن يطلق الحوثيون سراح أقاربهم في إطار الصفقة.

وقال مسؤولون من الجانبين إن 360 سجينا من الحوثيين محتجزون في عدن، و265 سجينا من المدنيين والمقاتلين الجنوبيين تمت مبادلتهم على الحدود بين محافظتي يافع والبيضاء عند الظهر.

وأغلبية السجناء الحوثيين أعمارهم بين 13 و16 عاما احتجزوا لدى استعادة الجنوبيين السيطرة على عدن في يوليو الماضي.