لم يتوصل أطراف النزاع المستمر في جنوب السودان منذ 2013 إلى اتفاق سلام الأثنين في اديس ابابا رغم المهلة التي حددها المجتمع الدولي، ورفضت الحكومة توقيع الوثيقة التي تم التفاوض في شأنها بخلاف المتمردين.

Ad

ووقع أمين عام الحزب الحاكم في جنوب السودان باغان اموم ونائب الرئيس السابق رياك مشار مساء الأثنين الاتفاق، لكن الوسطاء أعلنوا أن اموم لا يمثل الحكومة، وتم التوقيع تحت أنظار الرئيس سلفا كير الذي صافح مشار.

وقال كبير الوسطاء سيوم مسفين "لدى الحكومة تحفظات" وقررت العودة إلى جوبا لإجراء مشاورات، مضيفاً "خلال الأيام الـ 15 المقبلة، سيعود الرئيس إلى اديس ابابا لوضع اللمسات النهائية على اتفاق السلام".

وأضاف في حضور رئيسة الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما ورئيس الوزراء الاثيوبي هيلمريم دوسالين والرئيس الكيني اوهورو كينياتا "نعترف جميعاً بأنه يوم عظيم في عملية السلام في جنوب السودان"، لكنه تدارك إن "حفل التوقيع ليس مكتملاً من دون توقيع الحكومة".

وأكد على أن "الحكومة تعمل من أجل السلام" و"كانت طرفاً رئيسياً في اتفاق السلام هذا".

وأمام الصحافيين، أعرب مشار عن "سروره الكبير" بـ "توقيع هذه الوثيقة"، وقال "لا نقول إنها مثالية، في اتفاق يقوم على تسوية لا يحصل المرء على كل ما يريده" ولكن "كانت فرصة بالنسبة إلينا لوقف الحرب".

وأضاف "آمل بأن يوقع الرئيس كير، لم أكن أعلم بأنه لن يوقع، ليس هناك سبب ليطلب مزيداً من الوقت"، داعياً إياه إلى "العودة عن قراره".

وقد هدد المجتمع الدولي بفرض عقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام الأثنين، بينها حظر للأسلحة منع من السفر وتجميد أصول في الخارج.

وكان رئيس جنوب السودان الذي غادر اديس ابابا من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد مساء الأحد لدى وصوله على أنه "ارغم" على الانضمام إلى المفاوضات بسبب تهديدات بفرض عقوبات.

وحذّر دبلوماسيون من أي فشل في توقيع الاتفاق، متوعدين طرفي النزاع بـ "تداعيات خطيرة".

وسبق أن رفض كير في البداية المشاركة في المباحثات، معتبراً أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق ما دامت صفوف المتمردين تشهد انقاسامات.

لكن مشار أكد مساء الأثنين أن "حركتنا تدعم الاتفاق بالكامل، نريد أن تتوقف الحرب".

وقُتِلَ آلاف الأشخاص في هذه الحرب الأهلية الدائرة منذ 20 شهراً.

وهددت واشنطن عراب استقلال جنوب السودان عام 2011، الرئيس سيلفا كير بسبب عدم توقيعه الأثنين اتفاق السلام الذي من شأنه أن ينهي الحرب الأهلية التي تجتاح هذه الدولة الفتية في شرق أفريقيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن "الولايات المتحدة تعرب عن أسفها العميق لكون حكومة جنوب السودان اختارت عدم توقيع اتفاق يحظى بدعم جميع دول ايغاد (دول شرق افريقيا) والترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج) والصين والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".

وأشاد بالمقابل بتوقيع اتفاق السلام من قبل "زعيم المعارضة (نائب الرئيس السابق) ريك ماشار".

ومن جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة الأثنين أن نحو 200 ألف من المدنيين في جنوب السودان لجأوا إلى مقراتها، وهو العدد الأكبر خلال 20 شهراً من الحرب الأهلية.

وهناك ما مجموعه 199 ألفاً و600 شخص وراء الأسلاك الشائكة في ثماني قواعد لقوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أي بزيادة ثلث خلال أكثر من شهر.

وبدأت الحرب في جنوب السودان في ديسبمر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من جوبا إلى كل أنحاء البلاد واتخذت أحياناً طابعاً أثنياً وشهدت ممارسات وحشية.

وبعد توقيع سبعة اتفاقات لوقف اطلاق النار لم تصمد طويلاً، بدت المفاوضات الأخيرة باشراف وسطاء إقليميين الفرصة الأكثر جدية لانهاء النزاع في جنوب السودان الذي نال استقلاله في يوليو 2011.

واستؤنفت المفاوضات في السادس من أغسطس بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والصين و"الترويكا" المتمثلة ببريطانيا والنروج والولايات المتحدة.

وتلقت ايغاد دعم الرئيس باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لاثيوبيا وحددت 17 أغسطس مهلة للتوصل إلى اتفاق سلام.

ويحتاج أكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان "12 مليون نسمة" إلى مساعدات عاجلة، ونزح نحو 2.2 مليون من منازلهم، وفق الأمم المتحدة التي حذرت من أن بعض المناطق مهددة بالمجاعة.