17 دولة تناقش أزمة سورية... وخروج الأسد ليس بنداً جدياً

● اتفاق على رفع طلب التنحي من «فيينا 2»
● الكرملين حدد 38 من المعارضة والأكراد لمحاورة دمشق
● 40 قتيلاً و100 جريح في مجزرة بدوما
● واشنطن تؤكد استهداف الروس لمستشفيات سورية

نشر في 31-10-2015
آخر تحديث 31-10-2015 | 00:01
No Image Caption
غداة اجتماع رباعي هو الثاني من نوعه بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، ظهر جليا أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ارتكب مجزرة مروعة جديدة في ريف دمشق، ليس بنداً جدياً في الاجتماعات الموسعة التي بدأتها 17 دولة في فيينا أمس، للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة المتشعبة.
مع إطلاق روسيا لدعوة جديدة إلى المعارضة السورية والأكراد للاستعداد إلى حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، رجح البعض أن يكون لتضارب التصريحات وتعارضها أحيانا مع الأهداف التي ترغب الإدارة الأميركية في تحقيقها من اجتماع "فيينا 2 الموسع" الذي شمل 17 دولة أمس، وقبله المصغر الذي اقتصر على روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، وظيفة استكشافية أكثر منها محاولة رسم ملامح اتفاق يمكن التوصل اليه بالنسبة إلى مستقبل الأزمة السورية ومصير الرئيس بشار الأسد.

وما بين إعلان المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية توم شانون أن الاجتماع هدفه اكتشاف مدى صدقية روسيا وإيران في تسهيل الاتفاق على مستقبل خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، وتسريبات صحيفة "واشنطن بوست" بأن واشنطن وموسكو اتفقتا على رفع طلب تنحي الأسد من البحث، يمكن القول إن سقف التوقعات محكوم بتوازن للقوى، لم ينجح أي فريق في جعله يميل الى مصلحته.

لا بل هناك من يرى أن استعجال روسيا تسريع البحث في الحل السياسي، يعكس هاجسين تستعد موسكو للتعامل مع تداعياتهما السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة، سواء تم التوصل الى صيغة مؤقتة لتهدئة الصراع أو فشل الاتفاق على أرضية مشتركة. وهو ما قد يؤدي الى إطلاق العنان لموجة جديدة من العمل العسكري، يتجاوز ما انجزته روسيا في هذا المجال وما زجت به من إمكانات عسكرية قد تصل الى مشاركة برية مباشرة.

بيان مبادئ

أوساط أميركية متابعة تتحدث صراحة عن توقعات لا تتجاوز الخروج ببيان مبادئ عامة في فيينا، خصوصا أن احتمالات إقناع روسيا بضرورة التخلي عن الأسد دونها معوقات ليس أقلها كيفية ضبط بوصلة التوازنات مع حليفها الايراني الذي يستشعر ان تطويقا سياسيا في طريقه للتحول قيودا تشمل مختلف الجبهات، من سورية الى العراق الى اليمن ولبنان.

بيان البيت الأبيض الذي صدر امس الأول مجددا التأكيد على ألا تغيير وشيكا في استراتيجيته بشأن سورية، هو وجه آخر من أوجه التعارض مع تصريحات اميركية صدرت بلسان وزير الدفاع آشتون كارتر قبل يومين، تحدث فيها عن احتمالات من هذا النوع، قائلا إن احتمال إرسال وحدات اميركية خاصة الى سورية أمر وارد بعد نجاح تلك الوحدات في قيادة قوات عراقية لإنقاذ سجناء عراقيين في مدينة الحويجة العراقية.

وتضيف تلك الأوساط أن ما يجري في العراق اليوم يتعارض مع "الستاتيكو" الذي حاولت إرساءه ايران في هذا البلد، مع تسريب وسائل إعلام اميركية عدة عن تكثيف في العمليات الاميركية ومحاولة تحقيق مكاسب جديدة توازن مع المكاسب التي حققتها قوات مدعومة من طهران في استرجاع مصفاة بيجي وبعض المدن والقرى في محافظة صلاح الدين.

انقسام شيعي

وكان واضحا أن التحذير الأميركي من مغبة استدعاء موسكو الى العراق، هدفه ليس فقط قطع الطريق على روسيا، بل وتقوية موقع رئيس الوزراء حيدر العبادي، وفرض قيود جدية على الحركة الإيرانية. وهو ما افضى الى ما يمكن اعتباره أول حالة انقسام جدية داخل المكون الشيعي، عبر تهديد 60 نائبا من كتلة دولة القانون سحب ثقتها من العبادي، واحتمال انقسام حزب الدعوة الذي يرأسه نظريا.

وتختم تلك الأوساط بالقول إن اجتماع فيينا قد ينجح في فرض آلية تهدئة مؤقتة للجبهات العسكرية، مقابل اتفاق على تصعيد العمليات ضد تنظيم داعش. فالحشود والتصريحات الصادرة من أوساط المجموعات المقاتلة العربية والكردية تشي بقرب إطلاق عملية عسكرية واسعة في الرقة، وسط تكتم أميركي وصل اخيرا الى حد الامتناع عن تنفيذ أي عملية قصف جوي في سورية!

محادثات الأسد

وغدا اجتماع فيينا الثاني المصغر، الذي جمع وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، نقلت وكالة إنترفاكس، أمس، عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله إن الكرملين يريد أن توافق المعارضة السورية على نهج مشترك، وأن تشكل وفدا للمحادثات مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن روسيا والسعودية تبادلتا قوائم بالشخصيات المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في المحادثات التي ستجرى في فيينا.

وذكر بوغدانوف أن موسكو تريد مشاركة الجيش السوري الحر والأكراد في المحادثات، موضحاً أن القائمة الروسية تضم 38 اسما، لكن موسكو تتحلى بالمرونة ويسعدها توسيع القائمة. وأضاف أن الولايات المتحدة وعدت بتقديم قائمتها.

مجزرة دوما

ميدانياً، قتل 40 شخصاً وجرح أكثر من 100 أمس في قصف صاروخي شنه النظام السوري على سوق في مدينة دوما، أحد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق، وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس، ان "قوات النظام اطلقت اكثر من 12 قذيفة صاروخية على سوق بالمدينة التابعة لغوطة دمشق الشرقية.

وقبل ساعات، قتل 8 جراء غارات مماثلة استهدفت إحداها مستشفى ميدانيا في دوما، التي تخضع منذ نحو عامين لحصار من قوات النظام، ما يتسبب بمعاناة السكان من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية، وفق ما المرصد.

القصف الروسي

وأعلنت واشنطن أمس الأول أن الغارات الأخيرة للطيران الروسي في سورية أسفرت عن "أضرار جانبية"، بما في ذلك إصابة احد المستشفيات، كما سبق أن أكدت منظمات غير حكومية رغم نفي موسكو.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي، "لدينا معلومات عملانية تقودنا الى أن طائرات عسكرية روسية أصابت مستشفى".

وكان كيربي يرد على أسئلة صحافيين حول "ادلة" في حوزة الإدارة الأميركية حول القصف الروسي لمرافق طبية في سورية، مشيرا ايضا إلى "معلومات أخرى تقودنا الى الاعتقاد بأن الأهداف الروسية، ليس فقط لا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بل تؤدي الى أضرار جانبية وإصابات في صفوف المدنيين".

ونفت الدبلوماسية الروسية، الخميس الماضي، بشدة معلومات من المرصد السوري أن غارة جوية موسكو أصابت مستشفى ميدانيا في ادلب وأدت الى مقتل 13 شخصا. وفي اليوم ذاته، اتهمت الجمعية السورية الأميركية الطبية، الطائرات الروسية بشن 9 غارات ضد 5 من المستشفيات والمراكز الطبية في مناطق يسيطر عليها المتمردون، ما أسفر عن مقتل مدنيين وعاملين في المجال الطبي.

back to top