بدأ الاسبان الأحد التصويت في انتخابات تشريعية تمثل قفزة كبيرة نحو المجهول، بعد حكم اليمين لفترة طويلة وظهور حزبي كيودادانوس وبوديموس اللذين يطالبان بمزيد من الديموقراطية.

Ad

يقول أنصار بوديموس اليساري الراديكالي وكيودادانوس الليبرالي "لقد فزنا سلفاً".

ويبدو الجميع على ثقة، فغداة الانتخابات التي انطلقت الأحد عند الساعة الساعة 09,00 (08,00 ت غ) وتستمر حتى الساعة 20,00 (19,00 ت غ)، يُفترض أن تستمع الأحزاب التقليدية إلى المطالبات بالتجديد الديموقراطي والشفافية والنزاهة بعد سنوات من الأزمة وفضائح الفساد.

وعنونت صحيفة "ال باييس" (يسار وسط) الأوسع انتشاراً في البلاد أن "الإسبان يحددون اليوم ملامح المرحلة السياسية الجديدة".

وفي صفحاتها الداخلية، أشارت صحيفة "إل موندو" إلى الحضور غير المسبوق منذ العام 1977 لأربعة أحزاب يرجح أن تحصل على أكثر من 15 في المئة من الأصوات.

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن الحزب الشعبي اليميني، وهو حزب رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي الذي فاز بالغالبية في انتخابات العام 2011 بـ 45 في المئة من الأصوات (186 نائباً من أصل 350)، لن يتقدم إلا بشكل طفيف على الأحزاب الثلاثة ولكن من دون تخطي عتبة الـ 30 في المئة.

ومع هذا التقسيم للبرلمان، فسيكون صعباً على الفائز تشكيل حكومة.

وبعيداً عن الحزب الشعبي، لم يعد الحزب الاشتراكي واثقاً من الحفاظ على المرتبة الثانية، إذ يسعى جاهداً لتجاوز عتبة الـ 20 في المئة ملاحقاً من حزبي بوديموس وكيودادانوس اللذين ظهرا خلال الانتخابات الإقليمية والبلدية في مايو الماضي.

والعلاقة بين الأحمر والأزرق، الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المتناوبين في السلطة حتى الآن، ودية نسبياً.

فبعدما أفشلت المملكة الإسبانية محاولة انقلاب في العام 1981، عاشت 21 عاماً في كنف الاشتراكية من العام 1982 حتى 1996 مع فيليبي غونزاليز، ثم مع خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو بين العامين 2004 و2011، و12 عاماً في ظل اليمين مع خوسيه ماريا ازنار من العام 1996 حتى 2004، وماريانو راخوي منذ العام 2011.

لكن انفجار أزمة المساكن، وسياسات التقشف، وارتفاع نسبة البطالة إلى 27 في المئة بداية العام 2013، بالإضافة إلى فضائح الفساد التي طالت المؤسسة الحاكمة بينها طفلة للملك السابق خوان كارلوس، شكلت جميعها قنبلة موقوتة.

وهتف المتظاهرون "الغاضبون" من الطبقة السياسية منذ العام 2011 "إنهم لا يمثلونا".

ومنذ ذلك الحين، انحسرت معدلات البطالة، لكنها ما زالت متواجدة في شخص من أصل خمسة، واستؤنف النمو مجدداً، لكن لم يشعر به الجميع خصوصاً بين الشباب، إذ أن أكثر من نصف الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً عاطلون عن العمل.

غضب

لكن غضب مئات آلاف المتظاهرين في عامي 2011 و2012 وجد صوتاً سياسياً متمثلاً بحزب بوديموس الجديد المناهض للتقشف بقيادة بابلو إيغليسياس البالغ من العمر 37 عاماً.

وبعدما تأسس مطلع العام 2014، أظهر الصعود السريع للحزب أن هناك مجالاً للون سياسي جديد، اللون البنفسجي لبوديموس.

وفي وقت لاحق، ظهر اللون البرتقالي لحزب كيودادانوس الذي يقوده منذ العام 2006 ثلاثيني آخر هو المحامي ألبرت ريفيرا، الذي يركز على محاربة الفساد والدفاع عن وحدة إسبانيا التي تواجه محاولات استقلالية في إقليم كاتالونيا.

وقالت فانيسا غونزاليز (30 عاماً) المؤيدة المتحمسة لكيودادانوس الجمعة خلال الجلسة الختامية للحزب في مدريد إن "الفساد كان موجوداً دائماً، لكن أحداً لم يجرؤ على فرض قيود على الأحزاب الكبرى".

وفي مساء اليوم نفسه في فالنسيا، هتف عشرات الآلاف لبابلو إيغليسياس، أستاذ العلوم السياسية صاحب الشعر الطويل وحليف رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.

وقال إيغلاسياس إن "أموراً قليلة حصلت منذ عقود، وأحياناً الأشهر تشبه العقود"، مشيراً إلى تصويت "تاريخي" وداعياً الحكومة إلى التركيز على الدفاع عن الفقراء.

لمواجهة الحزبين الناشئين، يركز راخوي (60 عاماً) على 11 مليون ناخب من الذين تفوق أعمارهم 60 عاماً، أي نحو ثلث الناخبين، ويدعو إلى مواصلة الإدارة المالية السليمة التي تضمن المعاشات التقاعدية، محذراً من أن الناخبين سيرتكبون "خطأ كبيرا" اذا اختاروا "التجارب".

ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية حوالي الساعة 22,30 (21,30 ت غ).