ومن الفتوى ما جهل
أجاب خطيب الجمعة بعد خطبته عن سؤال جاءه من وافد يعمل في محل لبيع الزهور عن السؤال التالي: "ما حكم بيع الورد الأحمر في عيد الحب أو يوم الفالنتاين؟". فأجاب الخطيب: "لا يجوز بيع الورد الأحمر في يوم الفالنتاين وعليك الامتناع عن بيعه، وإذا أرغمك صاحب المحل فقدّم استقالتك وابحث عن عمل آخر". صراحة دهشت من إجابة الخطيب ونصحه للسائل بأن يقدم استقالته بسبب بيعه وردة حمراء! وهل بيع الورد الأحمر حرام يا شيخنا الفاضل؟ ثم لنفترض أن البائع أخذ بكلام الخطيب واستقال من عمله، ولم يجد عملاً آخر يقتات منه، فكيف ينفق على نفسه وأسرته ويدفع إيجار شقته ومصاريف المواصلات والأكل والشرب والملابس والمعيشة... إلخ؟صراحة لم أقتنع بإجابة الخطيب، ولم يرتح لها قلبي، وتذكرت حديث الرجل الذي قتل 99 نفساً ثم ذهب إلى عابد من عبّاد بني إسرائيل ليسأله: هل له من توبة؟ فقال العابد: لا... فقتله، فأكمل به مئة، ثم سأل رجلاً عالماً، فقال إنه قتل مئة نفس فهل له من توبة؟ فقال العالم: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ من خلال الحديث نفهم أن الفتوى لها أهلها، وليس كل من عَبَدَ الله والتزم بشرعه أصبح مفتياً.
وإلى خطيب الجمعة أقول: لا تفتِ على هواك وتضلل الناس بفتواك، عليك سؤال أهل الذكر إن كنت لا تعلم، فلا حياء في العلم، أو قل "الله أعلم".آخر المقال:يقول الحق، تبارك وتعالى، في كتابه الكريم: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".