بالعربي المشرمح: أنت فاسد فاجعل كل من حولك فاسداً!
هو شعار تبناه القائمون على (مؤسسة الفساد)، ليستشري الفساد في مختلف مناحي الحياة، وليصبح سمة غالبة في المجتمع إلى درجة يعتاد الجميع ثقافة الفساد، وينخر كالسوس مؤسسات الدولة، لتتمكن تلك المؤسسة من السيطرة على مقدرات الأمة وأموالها.فالفساد بات جزءاً من حياتنا، يتحكم في قواعدنا ومبادئنا، بل أصبح منظومة لها قواعدها وقوانينها لا يمكن الخروج عليها، ومن يفعل ذلك سيكون غريباً ومنبوذاً، بل مغضوباً عليه، وقد يكون مصيره السجن كما حدث للبعض ممن حاول أن يحارب منظومة الفساد وقواعدها.
لقد تعمدت تلك المؤسسة نشر الفساد وثقافته عن طريق أذرعها المنتشرة في كل مكان، حتى أصبح لكل منها كيانه المستقل بذاته، ومتحكماً هنا أو هناك، وتلك الأذرع ممتدة في معظم المؤسسات بفروع تدين لها بالولاء والإخلاص لتضمن بقاءها، فتعمل وفقاً للقواعد والقوانين التي ترسمها لها (مؤسسة الفساد)، فتفسد هي الأخرى وتتغاضى عن الفساد الذي بتنا نراه علناً وبصورة مخيفة منتشراً دون رادع أو خوف من عقاب. لقد نجحت منظومة الفساد في جعل الشعب يخضع لشعارها، فإما أن يقبل واقعها الذي فرضته ويحمد الله على ما توفره له من سبل حياة، حتى إن كان في أعماقه رافضاً لها، بل بلغ الأمر لدى بعضهم أنه كفر بمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ عندما رأى ما يحدث لبعض أخوته العرب الذين ثاروا من أجل تحقيق أحلامهم متمثلة في تلك المفاهيم، ويشكر ذلك البعض الله تعالى على "نعمة الفساد دون غيرها من كوارث"، دون أن يعي أن ما حصل لهؤلاء كان بسبب الفساد والمفسدين.يعني بالعربي المشرمح:تهيأت كل السبل لـ(مؤسسة الفساد)، أن تنتشر وتشرع قوانينها، وتعتمد سياسة وشعار "أنت فاسد فاجعل كل من حولك فاسداً" في كل مكان، فلا عقاب ولا حساب، وهو ما يغفل الجميع عن إدراك خطورته وجهل مصير النفق المظلم الذي يسيرون به، أو الاتعاظ مما حدث في السنوات الأخيرة أي ما يسمى "الربيع العربي"، الذي خرج لنا فجأة بسبب انتشار الفساد وسيطرة مؤسساته على الدول ومقدرات الشعوب، فهل من حكيم مدرك لذلك؟!