الموت يغيب فلاح الحجرف... بعد مسيرة وطنية عطرة

نشر في 25-08-2015 | 00:05
آخر تحديث 25-08-2015 | 00:05
الغانم: مثال للسياسي الخلوق والبرلماني الذي يجمع ولا يفرق ويضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار
غيب الموت أمس النائب السابق فلاح الحجرف، أحد أبرز رجالات الكويت الذين عرفوا بشغف حب الوطن.

شيعت الكويت، أمس، النائب السابق فلاح مبارك هيف الحجرف، الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر يناهز 93 عاما، بعد مسيرة وطنية عطرة حافلة بالعديد من الإنجازات.  

واحتضن ثرى الكويت جثمان الفقيد، الذي شيع إلى مثواه في مقبرة الجهراء، وسط حضور حاشد تقدمه الشيوخ والشخصيات النيابية والحكومية والشعبية وكثير من محبيه.

والفقيد من مواليد منطقة الجهراء عام 1922، حفلت مسيرته الوطنية العطرة بعدد من الإسهامات في نهضة الكويت منذ النصف الأول من القرن الماضي على أكثر من صعيد، ولاسيما الصعيد النيابي، فحاز الراحل عضوية مجلس الأمة 6 فصول تشريعية متتالية، منذ الفصل الأول الى السادس (1963، 1967، 1971، 1975، 1981، 1985)، أربعة فصول منها كانت في الدائرة الثالثة (الشويخ والجهراء)، والأخيران كانا عن الدائرة 20 (الجهراء).

وعاصر الفقيد أول أزمة سياسية تشهدها الكويت في بدايات الممارسة البرلمانية والديمقراطية، بعد أن امتنع عدد من أعضاء مجلس الأمة الأول (1963) عن منح الحكومة ثقتهم، استنادا إلى المادة 131 من الدستور التي تمنع الوزراء من الاشتغال بالعمل التجاري، مما تسبب في حدوث أزمة دستورية احتواها الشيخ عبدالله السالم، أمير الكويت آنذاك، بحل الحكومة وإعادة التشكيل الوزاري.

تدرج الفقيد في حياته بعدد من الوظائف العامة، وكان أحد أبرز رجالات الدولة الذين عرفوا بشغف حب الوطن، فقد كان أحد مؤسسي «نادي الشهداء الرياضي» (نادي الجهراء حاليا)، وعضوا في مؤتمر جدة الشعبي، فضلا عن أنه كان مؤسسا لمجلس حي «الجهراء»، وفي وقت لاحق حظي برئاسة مجلس محافظة الجهراء، وكان عضوا في المجلس الأعلى للمحافظات.

عاش الراحل أهم محطات التاريخ السياسي والاجتماعي التي مرت بالبلاد، حتى صار واحدا ممن صنعوا تاريخ الوطن بإسهاماته ومشاركاته المتنوعة.

انضم الفقيد الى مدرسة الملا في منطقة «الصالحية» وهو في سن الثامنة، وتعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة والقرآن الكريم، والتحق بعدها بمدرسة منصور البناق بمنطقة الجهراء، وأتم فيها حفظ القرآن الكريم.

حب الدفاع عن أرض، جعل الفقيد «أبومبارك» من أوائل من هبوا من أهل الكويت للرباط على الحدود الشمالية، عندما ادعى حاكم العراق آنذاك، عبدالكريم قاسم، سيادته على الكويت وطالب بضمها بعد استقلالها عام 1961، ليعود الفقيد للمشاركة ثانية دفاعا عن أرض وطنه، وذلك في حادثة «الصامتة» مع العراق عام 1973.

يذكر أن والد الفقيد هو شهيد الوطن مبارك بن هيف الحجرف، الذي استشهد في معركة الرقعي عام 1928، وسبقت استشهاده مشاركته في معارك «الصريف» و«حمض» و«الجهراء»، فتكرر نذر الأنفس من الأب والابن في الدفاع بدمائهم عن تراب وطن أرادوا له البقاء.

من جهته، نعى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم النائب السابق فلاح الحجرف الذي توفي في وقت سابق أمس.

وقال الغانم في برقية تعزية بعث بها إلى ذوي الراحل: «لقد طويت برحيل العم فلاح الحجرف عن دنيانا الفانية صفحة أخرى من تاريخ البرلمانيين المخضرمين، الذين حملوا أمانة تمثيل الأمة فأحسنوا حمل الأمانة».

وأضاف: «كان العم فلاح الحجرف عبر ستة فصول تشريعية مثالا للسياسي الخلوق والبرلماني الذي يجمع ولا يفرق ويضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار».

وتابع: «أعزي أهل الكويت جميعا برحيل العم فلاح الحجرف، داعيا المولى العزيز ان يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان انه سميع مجيب».

back to top