يستلهم العرض المسرحي «العرس» مضمونه من حكايات التراث الكويتية التي عاشها أفراد المجتمع قديماً.
في أول عروض الدورة السادسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي في مسرح الدسمة، وبحضور عملاق الكوميديا الخليجية الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية مسرحية "العرس" من تأليف فلول الفيلكاوي، وإخراج هاني النصار، وبطولة كل من يوسف الحربي، وهاني الهزاع، وإبراهيم نيروز، وإبراهيم الببراوي، ومحمد عاشور، ومشعل العبدان، وعبدالعزيز التركي، وعبدالله الدرزي، وجراح مال الله، وسالي فراج، ونور الغندور، وروان الصايغ، وآلاء الهندي، وإيمان الفيصل.من التراث انطلقت فكرة مؤلفة النص فلول الفيلكاوي التي حلقت بفكرها من واقع وصميم المجتمع الخليجي وتحرير صوت المرأة من خلف قضبان الظلم والقهر الذي كان سائدا، فمن خلال ثلاث قضايا لثلاث فتيات مغلفة في إطار من الرومانسية لقصص حب باتت فاشلة لنهايات محزنة تحت سيطرة وطيغان السلطة والمال والفوارق الطبقية، التي باتت واضحة في ثلاث قوى مختلفة حتى استطاعت المؤلفة أن تحرر المرأة التي بداخلها رافضة تلك القيود، والتي تكررت مؤكدة الفشل المحتوم وسيطرة المال. رؤية المخرجأما بالنسبة للرؤية الإخراجية التي تصدى لها المخرج هاني النصار، فقد قاد نص المؤلفة ككتلة مسرحية متكاملة العناصر في أجواء من المتعة البصرية التي شارك فيها الجمهور قبل أن ينطلق العرض المسرحي وأول مشهد مع أغنية "هب السعد"، ليؤكد لنا محلية الحدث فوق الخشبة التي كانت غير مستوية الارتفاع ليلقي بإسقاطه على الاحوال والاحداث غير السوية في المجتمع، وكان ضحية لها جيل الشباب من خلال سيطرة وفساد كل من النوخذة والطواش وكبير التجار، إلا ان المشهد الذي جمع هؤلاء الثلاثة في حالة من السكر كانت مبالغة الى حد ما وأوجدت حالة من الانفصال عن القضية وحالة الشجن التي يعيشها الابطال.من جهة أخرى، وُفق النصار في توظيف الاغاني التي استُخدمت في العرض والتي كانت من صميم التراث الكويتي، وفي الموسيقى الحية والغناء العذب الذي قدمه بعض الممثلين مثل شخصية الأم.أما السينوغرافيا التي صممها فهد المذن فجاءت موفقة في لوحات العرض من حيث استخدام الضفائر التي علقت في عمق المسرح، والتي أكدت الهوية التي يتحدث عنها العمل وحالة التناغم مع الفضاء المسرحي والإضاءة التي أعطت دلالات من القسوة والمعاناة التي تسيطر على الأحداث.أداء الممثلينالأداء التمثيلي للممثلين المشاركين في العرض المسرحي كان متفاوتاً من حيث طبقة الصوت وعدم التلوين، ولكن هذا أمر لا يحاسبون عليه لوقوفهم للوهلة الأولى على خشبة مسرح المهرجانات، ولا ننسى أن نشير الى دور الممثلة الأم آلاء الهندي أداء وغناء، وإلى خفيفة الظل إيمان فيصل التي كانت الوحيدة مختلفة شكلا ومضمونا. وبشكل عام، جاء عرض "العرس" محملا بعبق التراث بإسقاط اجتماعي بروح من الكوميديا التي طبعت بأداء شبابي مسرحي.الحارثي: «الطمبور» لا تناسب المهرجانضمن أنشطة المركز الإعلامي القائم على فعاليات الدورة السادسة عشر لمهرجان الكويت المسرحي، أقيم صباح أمس الأول مؤتمر صحافي للوفد السعودي بحضور د. سامي الجمعان، وفهد الحارثي مدير الهيئة الدولية للمسرح في السعودية، ورئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل، وإبراهيم عسيري.في البداية، انتقد الحارثي تقديم المسرحية الجماهيرية "الطمبور" ضمن مهرجان مسرحي، معتبراً أن المسرح السعودي المناضل الأكبر وسط المسارح العربية، فهو يحفر وسط صخر وماء وهواء ﻹثبات وجودهمن جانبه، تحدث أحمد الهذيل عن قلة دور العرض المسرحية المناسبة في السعودية، ونقص الدعم المادي الذي يبرزها محلياً وخارجياً.من جهته، أشار د. سامي الجمعان إلى التغيرات الجذرية التي طرأت على المجتمع السعودي وساهمت في إخراجه من عباءة المسرح السعودي التقليدي، لافتاً إلى أن السعودية الأكثر إنتاجاً بين دول الخليج بالفنون، في حين لا يسمح للمرأة باعتلاء خشبة المسرح بسبب العرف الاجتماعي.وبدوره، طالب عسيري تقديم عروض خاصة تتفق مع هوية المهرجان.
توابل - مسك و عنبر
«العرس» عرض هارموني متناغم نصاً وإخراجاً
04-12-2015