أكد عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الكويت د. أحمد سعيد، أن كل «أسطورة» تختلف عن الأخرى اختلافاً جذرياً، وفقاً لمتطلبات الحياة، وتلبية لمطالب الشعوب وثقافاتها، إلا أن الباحثين في مجال الأساطير القديمة دائماً ما يبحثون عن نقاط التشابه والاختلاف، لاسيما في موضوعات الأسطورة مثل موضوع الخلق، والطوفان، والموت، والخلود وغيرها.

Ad

وذكر سعيد خلال ورقة عمل «أسطورتا جلجاميش وأوزوريس دراسة مقارنة بين فكرين» في مؤتمر «الأسطورة والتاريخ»، الذي أقيم في كلية الآداب، «ان الأسطورتين اللتين بين أيدينا بطلاهما كان طبقاً لقصة حاكمين أسطوريين على بلديهما، الأول بدا حاكماً ظالماً ثم اعتدل، وأصبح يحارب الشر، ألا وهو «جلجاميش»، والثاني كان حاكما علّم الناس كل شيء طيب وأحب شعبه، إلى أن أتى الشر إليه متمثلا في أخيه المدعو «ست»، فحاكى له المؤامرات لقتله»، لافتا إلى أن «كلتا الأسطورتين تعبر عن طور الأدب الملحمي في العالم القديم، المؤلف من روايات بطولية وضعت في صيغ أدبية وربما شعرية، سارت عليه بعد ذلك الملاحم اليونانية كالإليادة والأودسة».

وبيّن سعيد أن ملحمة سومرية بابلية مكتوبة بخط مسماري على ١٢ لوحة طينية اكتشفت لأول مرة عام ١٨٥٣ في موقع المكتبة الشخصية للملك الآشوري «اشوربانيبال» في نينوى بالعراق، ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني، والألواح المكتوبة باللغة الاكادية، وتحمل في نهايتها توقيعاً لشخص اسمه «شين اونيني»، الذي يتصور البعض انه كاتب الملحمة.

من جانبه، قال عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بالكلية د. مجدي الحافظ، «نحن في الأسطورة تقسيم يحمل حكايات من لغة غير مباشرة ورموز تخفي وراءها عدداً من الحقائق، وان الطفرة جاءت لفهم اللغة، وهي ترجع للعقلانية الكلاسيكية، ولم تعد الأسطورة وسيلة علمية للبحث عن العلم، وان وظيفتها الكشف عن أبعاد الحقيقة العلمية».