واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما حملته التسويقية للاتفاق النووي الشامل الموقع مع إيران، وذلك في إطار جهوده لإقناع الديمقراطيين والجمهوريين بهذا الاتفاق قبل تصويت الكونغرس المتوقع في سبتمبر المقبل على تمرير هذه الصفقة التاريخية أو عرقلتها.   

Ad

حرب العراق

وفي خطاب سيلقيه أوباما في الجامعة الأميركية بواشنطن، سيدافع الرئيس الأميركي عن «اتفاق جنيف» على اعتبار أنه أهم قرار اتخذته الولايات المتحدة بشأن سياستها الخارجية منذ غزو العراق.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما سيؤكد أن قرار المشرعين سيكون «الأهم» منذ دعم الكونغرس في عام 2002 لسلفه جورج بوش في غزو العراق.

ولطالما اعتبر الرئيس الديمقراطي أن التصويت لمصلحة غزو العراق كان خطأ فادحاً أدخل الولايات المتحدة في حرب عبثية استمرت 8 سنوات وسفك فيها الكثير من الدماء.

وقال المسؤول في البيت الأبيض إن أوباما «سيشير الى أن الأشخاص ذاتهم الذين دعموا حرب العراق يعارضون اليوم الدبلوماسية مع إيران، وإن تفويت هذه الفرصة سيكون خطأ تاريخياً».

وإذا كان الرئيس الأميركي سيستخدم حرب العراق للتدليل على الخيار الواجب اتباعه في مسألة الاتفاق مع طهران، فهو لن يتوانى كذلك في الاستشهاد بجهود الرئيس الراحل جون كينيدي للحد من التجارب النووية. وفي خطاب بعام 1963 في الجامعة ذاتها، وقبل بضعة أشهر من اغتياله، دعا كينيدي الى السلام مع الاتحاد السوفياتي في مواجهة المخاوف من اندلاع حرب نووية.

وأعلن كينيدي وقتها عن جهود دبلوماسية لمراجعة «واحد من اكثر المخاطر التي تواجهها البشرية في عام 1963، وهي استمرار انتشار السلاح النووي».

الا أن مراقبين اعتبروا أن هذه المقارنة بين أوباما وكينيدي خاطئة بشكل فادح، مشيرين الى أن الولايات المتحدة كانت في صراع مع دولة منافسة في إطار نظام عالمي عرف باسم نظام القطبين، بينما إيران مجرد دولة متواضعة الإمكانات إذا ما قيست على صعيد إقليمي.    

ويصر أوباما على القول إن البديل عن الاتفاق الحالي مع طهران هو عمل عسكري ضدها، الأمر الذي ندد به معارضوه، على اعتبار انه معادلة غير صحيحة، معتبرين أن البديل هو اتفاق أفضل من لا ينص فقط على تفتيش مواقعها وتحديد قدرتها على التخصيب، بل يفكك تماما برنامجها النووي.

الكونغرس

ويواجه أوباما معارضة شديدة من الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس (الشيوخ والنواب). ولكن المعارضة لا تقتصر على الجهوريين بل هناك ديمقراطيون متشككون بالاتفاق. ويحتاج أوباما الى دعم الديمقراطيين الكامل لتفادي الإطاحة بالاتفاق في الكونغرس.

صواريخ «حزب الله»

وكان أوباما التقى أمس الأول مجموعة من قادة المجتمع اليهودي الأميركي لإقناعهم بأن الاتفاق الموقع أخذ بالاعتبار المصالح الإسرائيلية. ونقل أحد زعماء اليهود الذين التقاهم أوباما في البيت الأبيض العضو في «المجلس الوطني اليهودي الديمقراطي» غريغ روزينباوم عن أوباما قوله خلال الاجتماع إن الصواريخ كانت ستسقط على تل أبيب لو أن الاتفاق النووي مع إيران تعثر وأعقب ذلك عمل عسكري.

وأوضح أوباما حسب ما نُقل عنه «قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري يستهدف منشآت إيران النووية لن يدفعها إلى الدخول في حرب شاملة مع الولايات المتحدة... بل سترون المزيد من الدعم للإرهاب. سترون صواريخ حزب الله تسقط على تل أبيب».

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المعارض للاتفاق، تحدث أمس الأول عبر الانترنت مع جماعات يهودية أميركية، وحثهم على أن يفعلوا ما في وسعهم للضغط على أعضاء الكونغرس لعدم تمرير الاتفاق.

(واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

6 إلى 9 أشهر قبل رفع العقوبات

قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمعلومات المتعلقة بالتمويل آدم زوبين أمس، إن «ملاحقة نشاطات ايران المشبوهة ستستمر بعد الاتفاق النووي».

وأوضح زوبين في إفادة أدلى بها أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ أن إيران ستستغرق ما بين ستة إلى تسعة أشهر على الأقل لتنفيذ الشروط اللازمة من أجل رفع مبدئي للعقوبات.

وأضاف أن إيران إذا انتهكت التزاماتها بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع العالم في يوليو الماضي فسيعاد فرض العقوبات الأميركية «في غضون أيام».