بينما تشن حركة «حماس» هجوماً هو الأعنف منذ الانقسام على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية وصلت إلى حد التهديد باستهدافها، سمحت لقيادي في الجماعات السلفية بعرض مبادرة للوساطة معها.

Ad

واحتد الحراب بين حركتي «فتح» و»حماس» على خلفية اتهام الأخيرة للسلطة بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصرها، إذ لم تحترم الحركتان الحاكمتان خصوصية شهر الصوم الفضيل، ومشاعر الفلسطينيين، ووقف مسلسل الاتهامات والتخوين الذي اشتعل أخيراً بين الجانبين.

وشارك المئات مساء أمس الأول في مسيرة دعت لها «حماس»، احتجاجاً على الاعتقالات، حمل المشاركون فيها شعارات «السلطة والاحتلال وجهان لعملة واحدة كفاكم خيانة»، و»الاعتقالات السياسية وصمة عار على جبين السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس». وقال القيادي في حماس مشير المصري، إن «هذه الاعتقالات محاولة فاشلة من عباس لاستئصال المقاومة الفلسطينية والنيل من قوتها التي بدأت تتنامى في الضفة المحتلة من خلال عملياتها ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه».

وكشف الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري عن إحباط تحضيرات لخلية مكونة من 40 عنصراً ضبطت قبل عدة أيام في شمال الضفة، اعترفت بصورة أولية بأنها خططت للاعتداء على المؤسسة الأمنية وأفرادها.

ويقول المتحدث باسم «فتح» أحمد عساف، إن استمرار «حماس» في خطابها التخويني والتكفيري يبرر إفشالها لحكومة الوفاق الوطني، ورفضها المشاركة في حكومة الوحدة، وان لديها مشروعا انفصاليا تحت ما يسمى هدنة طويلة الأمد لإقامة (إمارة غزة) على حساب القدس والضفة من خلال مفاوضاتها الجارية مع حكومة اليمين المتطرف، بحسب تعبيره.

بدوره، قال موسى أبومرزوق القيادي في «حماس» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إن «الأجهزة التي تحاول فرض الأمن وصولا إلى الهدوء والاستقرار تحت سيطرة الاحتلال، إنما هي بذلك تخدم كيان العدو وسياساته، وعلى المستوى المتوسط ستكون هذه الأجهزة أبرز الخاسرين، لأنها تعمل كإحدى أدواته في قمع الشعب ومقاومته، وتقبل ما يقوم به الاحتلال من تهويد القدس والضفة الغربية، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت».

في المقابل، بعد أن هدد تنظيم «داعش» قبل نحو أسبوع في شريط مسجل بإسقاط «حماس» في غزة، أطلق قيادي سلفي وأحد المقربين من جماعة «جيش الإسلام» في غزة، الشيخ عصام صالح «أبوخالد»، أمس الأول مبادرة لحل الأزمة بين السلفيين الحركة التي تدير القطاع.