اقتربت حصيلة الأفلام المصرية التي أخذت طريقها إلى الشاشات التجارية في عام 2015 من إجمالي الأفلام التي عُرضت في عام 2014، وبلغت 35 فيلماً، لكن لوحظ انخفاض حصيلة الإيرادات التي قُدرت هذا العام بما يقرب من 200 مليون جنيه مصري بينما تجاوزت هذا المبلغ في عام 2014!

Ad

لا يمكن بالطبع أن نصف ما جرى من تراجع بأنه كساد اقتصادي أصاب صناعة السينما المصرية، لكن ثمة مؤشرات تنذر بمخاوف عدة تنتظر هذه الصناعة العريقة، على رأسها ظاهرة إغلاق بعض دور العرض، مثل سينما «ريفولي» في قلب العاصمة المصرية، سينما «فاتن حمامة» في ضاحية المنيل، وسينما «ماجدة» في ضاحية حلوان. بل إن الإغلاق وصل إلى مجمع سينمات «رينسانس»، الذي شهدت مع كوكبة من النقاد والصحافيين والإعلاميين افتتاحه بمدينة أسيوط – جنوب مصر – بدعوة من رجل الأعمال نجيب ساويرس. وكما هو معروف يلجأ الملاك الجدد إلى هدم الصالات واستبدال بها أبراج سكنية أو محال تجارية من دون مراعاة القانون الذي يُلزمهم ببناء دار عرض بدلا من التي هُدمت، خصوصاً أن غرامة مخالفة القانون لا تتجاوز الخمسين ألف جنيه، غير أن  ظاهرة إغلاق دور العرض لم تكن الملمح الوحيد في سينما 2015، فثمة  قرار التصنيف العمري، الذي بدأ تطبيقه للحد من تغول الرقابة على المبدعين والمصنفات الفنية معاً. لكن التطبيق على أرض الواقع أظهر خللا خطيراً في الالتزام بالقرار، وافتقاراً صارخاً للوعي لدى مديري صالات العرض والجمهور المصري على حد سواء، الأمر الذي كان سبباً في مشاكل كثيرة، كالتي حدثت مع فيلمي «ولاد رزق» و{سكر مُر» جراء لافتة «تحت الإشراف العائلي»، التي اختارتها الرقابة، ولم ترق للكثيرين ممن رأوا في الفيلمين خروجاً على الآداب العامة، وطالبوا بلافتة  «للكبار فقط»، بما يعني أن الرقابة كانت أكثر رحمة وشفقة على الفيلمين من الجمهور العادي والنخبة معاً!  بالطبع استحوذ «الأخوان السبكي» على الأضواء، بسبب حملات مقاطعة أفلامهما التي تزعمها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وباءت بفشل ذريع، وأيضاً المداخلات والحوارات الفضائية التي كانا طرفاً فيها واعتبرها البعض مسيئة وصادمة، إلا أن الكثيرين باتوا ينظرون إليهما بوصفهما «رمانة الميزان» التي لا غنى عنها للساحة الإنتاجية السينمائية في غياب أو انسحاب عدد غير قليل من الشركات الإنتاجية العملاقة، وخوف أصحابها المبالغ فيه من المغامرة في ظل الأجواء السياسية والاقتصادية الراهنة!

شهدت سينما 2015 عودة الكاتب الكبير وحيد حامد إلى الساحة الفنية بفيلم «قط وفأر» والمخرج الموهوب طارق العريان بفيلمي «أسوار القمر» و»ولاد رزق» والمخرج المخضرم داود عبد السيد بفيلم «قدرات غير عادية»، بينما تمثلت المفاجأة في إنجاز المخرج هاني خليفة لفيلمه الروائي الطويل الثاني «سكر مُر» بعد اثني عشر عاماً من فيلمه الأول «سهر الليالي» بينما استعاد المخرج الشاب أمير رمسيس توازنه، ووضع قدميه على الطريق الصحيح بفيلم «بتوقيت القاهرة»، الذي شجع نجاحه وجوائزه منتجه سامح العجمي على التعاون معه مُجدداً في فيلم «خانة اليك»،الذي استقبلته قاعات السينما منذ أسبوع،وبعيداً عن العنوان الرخيص لفيلم «زنقة ستات» نجح المخرج {الشاب خالد الحلفاوي}، وهو بالمناسبة نجل الفنان القدير نبيل الحلفاوي، في أن يلفت الأنظار إلى موهبته، وهو ما فعله المخرج تامر محسن في فيلمه الأول «قط وفأر» وتكرر من المخرج حسين المنباوي في فيلمه الأول «شد أجزاء» بعكس المخرج شادي علي، الذي شهدت تجربته في فيلم «حياتي مبهدلة» إخفاقاً كبيراً، وطاول الفشل المخرج محمود سليم في فيلم «عيال حريفة» والمخرج محمد جمال في فيلم  «4 كوتشينة»، ولم يحالف التوفيق المخرج محمد أبو سيف في فيلم «هز وسط البلد»، والمخرج عادل أديب في فيلم «سعيكم مشكور يا برو»، والمخرج أحمد البدري في «جمهورية إمبابة» والمخرج إسماعيل فاروق في «الخلبوص» بعكس المخرج أحمد نادر جلال، الذي حقق نقلة كبيرة، على صعيدي اللغة السينمائية والرؤية الفكرية، في فيلم «الجيل الرابع»!

المفارقة التي تقودنا إليها هذه القراءة أنه باستثناء نجاح الفيلم الكوميدي «كابتن مصر» في تحقيق إيرادات اقتربت من 19 مليون جنيه فإن الموسم شهد تراجعاً ملحوظاً في إيرادات الأفلام الكوميدية، حيث لم تتجاوز إيرادات فيلم «يوم مالوش لازمة» لمحمد هنيدي 11 مليون جنيه وحصد «حياتي مبهدلة» لمحمد سعد 9 ملايين جنيه واقتربت إيرادات «الخلبوص» محمد رجب من 4 ملايين و100 ألف بينما اكتفى هاني رمزي بمليون و300 ألف في «نوم التلات».