في ثاني جلسة لها في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق الذي كان ضحاياه 26 شهيداً و227 مصاباً، قررت محكمة الجنايات أمس برئاسة المستشار محمد الدعيج إخلاء سبيل ١١ متهماً في القضية دون ضمان مع منعهم من السفر، في حين خاطبت جمعية المحامين الكويتية لانتداب محامين للترافع عن تسعة متهمين في القضية ليس لديهم محامون.

Ad

وبينما سمحت المحكمة للمتهمين بالتقاء محاميهم وذويهم في السجن، قررت إرجاء الجلسة إلى الاثنين المقبل الموافق العاشر من أغسطس الجاري لاستكمال المحاكمة.

شهدت جلسة محاكمة المتهمين بتفجير مسجد الإمام الصادق في شهر رمضان الماضي أمس للمتهمين الـ ٢٩ في القضية، والمحبوس منهم فقط ٢٤ بينما يوجد خمسة آخرون خارج البلاد وبعضهم محبوس في السعودية، طلباً من دفاع بعض ضحايا مسجد الإمام الصادق المحامي عبدالمحسن القطان بمحاسبة وزارة الداخلية والإدارة العامة للجمارك عن واقعة إهمال إدخال الحزام الناسف للبلاد، والمطالبة بالتعويض لأسر الضحايا الموكل عنهم ضد وزارة الداخلية والجمارك، وكذلك ضد المتهمين والزامهم بالتعويض لمصلحة الضحايا.

وتخلل الجلسة طلبات من بعض المحامين بإخلاء سبيل بعض المتهمين لعدم معرفتهم بواقعة التفجير وعدم صلتهم بها، ورأت المحكمة إخلاء سبيل ١١ متهماً في القضية هم «فهد. ش» و«محمد. خ» و«فهد. س» و«عبدالكريم. س» . «وفرج. ع» و«ضاري. ر» و«عبدالله. ر» و«عبدالله. ع» و«فهد. ف» ووافدة وأخرى من فئة غير محددي الجنسية.

ونبهت المحكمة على كافة المتهمين الذين أمرت بإخلاء سبيلهم من مغبة متابعة وحضور جميع جلسات المحكمة القادمة في حين كلفت نيابة التنفيذ الجنائي والتعاون الدولي مخاطبة الإدارة العامة للمؤسسات الاصلاحية لتمكين كل المتهمين المحبوسين بالقضية من إجراء الاتصالات اللازمة مع ذويهم ومحاميهم فضلاً عن تمكين المتهمين من الالتقاء بدفاعهم.

اعترافات عيدان

وشهدت جلسة أمس اعتراف المتهم الأول في القضية عبدالرحمن صباح عيدان أمام المحكمة بأنه قاد السيارة التي أقلت الانتحاري فهد سليمان القباع إلى مسجد الإمام الصادق لتنفيذ التفجير الإرهابي، وبأن الانتحاري كان يجلس في المقعد الأمامي المجاور للسائق، مضيفاً أن السيارة تعود إلى المتهم السابع بالقضية جراح نمر.

وعُرض خلال المحاكمة تسجيلان الأول صوتي يعود للانتحاري القباع والآخر مرئي يتضمن مقاطع من تسجيلات كاميرات المراقبة لمسجد الإمام الصادق تظهر خلاله السيارة التي أقلت الانتحاري، ولحظة نزوله ودخوله المسجد خلال أداء المصلين لصلاة الجمعة ولحظات التفجير من داخل المسجد وخارجه.

وأكد المتهم الأول أن الشخص الذي ظهر مرتديا الزي الوطني في مقطع الفيديو الذي عرضته المحكمة هو نفسه الانتحاري القباع منفذ التفجير الإرهابي في المسجد.

وعرضت المحكمة مقطع فيديو لواقعة التفجير، وواجهت المتهم الأول عبدالرحمن صباح بهذا المقطع وطرحت عليه عدة أسئلة وهي:

وقائع المحاكمة

• مالذي يمسكه المتهم في يده الواضحة بالصورة عندما كان جالساً معك في السيارة؟

- قرآن.

• من هو الشخص الظاهر أمامك في الشاشة؟

- فهد.

• ولمن يعود الصوت الظاهر بالتسجيل ؟

- فهد.

• كيف ومتى تم تصوير هذا المشهد؟

- أنا صورته عندما كان معي بالسيارة بواسطة هاتفه

• القاضي : متى صورته؟

- أثناء التوجه إلى مسجد الصادق

• لماذا كان يرتدي فهد القباع العقال؟

- حتى لايكون منظره لافتاً، ويكون كعامة الناس

• ماذا كان يقرأ؟

- سورة الكهف

• لماذا بالتحديد سورة الكهف؟

- لأن العملية ستنفذ يوم الجمعة

• لماذا قمت بتسجيل صوته وتصويره؟

- هو طلب مني تصويره بهاتفه

• ماسبب تصويره ؟

- لا أعلم

• هل قام بإرسال صورته لأحد؟

- نعم، ولكن لا أعرف من هو هذا الشخص

• ماذا بشأن الصورة الأخرى التي ظهر فيها ملتحياً؟

- لا أعلم عنها

• مالذي أراد فهد إيضاحه بذلك التسجيل؟

- لا أعلم

• بعد مطالعة واستماع التسجيل بدأ فهد القباع يوجه تهديداً إلى من أسماهم الروافض وهددهم بالقتل، ولم يتطرق بشيء عن مسجد الصادق؟

- هو ذكر لي أنه يريد تخريب المسجد

• لمن تعود السيارة التي ظهرت بالمشهد؟

- سيارة جراح

• ماسبب استدارة ذات السيارة على المسجد لأكثر من مرة؟

- المتهم : حتى يمضي الوقت وتخرج الناس

• كم تستغرق مكوثكم بالسيارة؟

- دقيقتان

• أين أنزلت فهد القباع؟

- عند المحول

• كم يبعد عن المسجد؟

- 10 دقائق تقريباً مشياً

• هل شاهدت المصلين يغادرون المسجد؟

- لم أشاهد خروجهم ، ولكن توقعت خروجهم لأن الساعة كانت 12 ونصف ظهراً تقريباً.

• هل يكفي هذا الوقت باعتقادك لمغادرة آخر إنسان من المسجد؟

- توقعت أنهم خرجوا

• ماهو تعليقك بما ذكرته أمام المحكمة من أن هناك «زرارين» لتفجير الحزام؟

- تم إجباري على هذا الكلام وأنا ليس لدي معلومات عن الحزام وشاهدته يوم الواقعة.

• هل سمعت أثناء وجودك حول المسجد صوت المكبرات وهم يصلون؟

- لا

• ماقولك بما ذكرته في النيابة من أن التعليمات كانت واضحة من أن يكون التفجير أثناء الصلاة لضمان وقوع أكثر عدد من الوفيات؟

- هذا الكلام غير صحيح ، وأجبروني عليه في أمن الدولة

• هل أفصحت لوكيل النيابة أنك تعرضت للإكراه من أمن الدولة؟

- لا

• ماهو سبب إفصاحك عن الإكراه أمام المحكمة؟

- لأن القضية معروضة أمام القاضي، وأنا أشعر بالأمان

• ماقولك بما ذكرته أمام قاضي التجديد أنك أصريت على أقوالك أمام النيابة ؟

- كنت أعود بعد ذلك إلى أمن الدولة ، وتعرضت للتهديد

• كيف هددوك؟

- هددوني بالضرب

• لماذا؟

- حتى أعترف بالتفصيل

• اعترافك أمام المحكمة هل أنت مكره عليه؟

- لا.

تكليف محامين عن المتهمين بعد انسحاب وكلائهم

قررت المحكمة إخطار جمعية المحامين الكويتية لتكليفها بتوفير الدفاع المنتدب لعدد من المتهمين، لما أوجبت به المادة 120 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية.

وتنص المادة المذكورة على أن «للمتهم في جناية الحق في أن يوكل من يدافع عنه وعلى المحكمة أن تنتدب من المحامين من يقوم بهذه المهمة إذا لم يوكل المتهم أحدا للمتهم في جنحة ولغيره من الخصوم الحق دائماً في توكيل من يحضر معه».

التفجير والاتهامات

تعرض مسجد الإمام الصادق الكائن في منطقة الصوابر إلى تفجير إرهابي في 26 يونيو الماضي خلال صلاة الجمعة في شهر رمضان المبارك مما أدى الى استشهاد 26 شخصاً وإصابة 227.

ووجهت النيابة العامة في 14 يوليو الماضي الاتهام إلى هؤلاء المتهمين الـ ل29 في حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف المسجد وأحالتهم إلى محكمة الجنايات.