بدأ السياح البريطانيون العالقون في مدينة شرم الشيخ منذ سقوط طائرة الإيرباص الروسية في سيناء، السبت الماضي، مغادرتها أمس، في وقت يزداد الحديث عن فرضية انفجار قنبلة في الطائرة التي قتل فيها 224 شخصا.

Ad

وأقلعت بعد ظهر أمس طائرتان تقلان 320 راكبا بريطانيا، وتوافد إلى مطار شرم الشيخ عشرات السياح الآخرين باحثين عن رحلات وعدت بها حكومتهم لإعادتهم إلى بلادهم، وساد التوتر أجواء المطار، بعد تكدس آلاف البريطانيين أثناء مغادرتهم.

وكانت بريطانيا ـ ولديها نحو 20 ألف سائح في شرم ـ تنوي تسيير 29 رحلة بين المدينة المصرية ولندن، بعد تطبيق إجراءات أمن إضافية تسمح للركاب بحمل حقائب اليد فقط، إلا أن خططها واجهات صعوبات.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا تحاول إعادة السائحين إلى وطنهم بسرعة وبأمان، لكنه وصف الموقف في شرم الشيخ بأنه "صعب ومائع".

حقائب ومخاوف

وكانت وزارة الطيران المدني المصرية أعلنت صباحا أن 29 رحلة لشركات طيران بريطانية ستغادر شرم الشيخ الجمعة ضمن خطة لإجلاء آلاف الرعايا البريطانيين من المنتجع، إلا أن وزير الطيران حسام كمال عاد وأعلن في وقت لاحق أن 8 رحلات فقط ستنقل السياح البريطانيين، مشيرا إلى أن السبب هو رفض شركات الطيران "نقل حقائب الركاب العائدين إلى بريطانيا" في مقصورة الأمتعة.

وقال الوزير المصري: "تقرر تشغيل 8 رحلات فقط من شرم الشيخ اليوم، مع توفير طائرة بضائع لنقل حقائب الرحلات المقلعة في اليوم نفسه، حتى لا يحدث تكدس للحقائب بالمطار، ما يؤثر على تشغيل بقية الرحلات الدولية والداخلية".

وأضاف: "يستحيل تخزين أكثر من 120 طنا من الحقائب بصالات مطار شرم الشيخ".

ورفضت شركات الطيران نقل الأمتعة مع ازدياد التقارير حول احتمال حصول تفجير داخل الطائرة التي انفجرت في الجو قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة على اقلاعها.

وكانت شركات الطيران البريطانية وغيرها أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ، لكن، بموجب خطة للحكومة البريطانية، تقرر إرسال طائرات فارغة اليوم لإعادة رعاياها العالقين في المنتجع البحري.

وأوضحت وزارة الطيران المدني المصرية أن وفدا بريطانيا وصل إلى شرم، وتفقد الإجراءات الأمنية بالمطار، بدءا من دخول ساحات الانتظار وحتى الصعود إلى الطائرة.

وانتقلت مخاوف نقل الحقائب من مطار شرم الشيخ إلى مطار القاهرة، حيث شرعت الخطوط الجوية الهولندية، أمس، في تنفيذ إجراءات أمنية جديدة على رحلاتها منه إلى أمستردام تقضي بعدم شحن حقائب الركاب الكبيرة، والاكتفاء بحقيبة يد صغيرة يصطحبها الراكب على الطائرة.

ويعد هذا الحادث الأول من نوعه في مطار القاهرة، بسبب تداعيات سقوط الطائرة الروسية وانتشار تقارير بأن الحادث نجم عن انفجار عبوة متفجرة تم دسها وسط أمتعة الركاب.

تشديد أمني

في غضون ذلك، وفي حين أرسل الجيش المصري قوات خاصة (كوماندوز) إلى مطار شرم الشيخ لتعزيز أمن السياح، كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن الوفد الأمني البريطاني اجتمع مع ثلاث جهات أمنية مصرية في الساعات الأولى من صباح أمس، ووضع قواعد لمغادرة البريطانيين وافقت عليها مصر، لتسهيل عمليات المغادرة، وعلى رأسها أن يقوم الوفد البريطاني بعمليات تمشيط الطائرة قبل الإقلاع، إضافة إلى نقل أمتعة وحقائب البريطانيين في طائرة منفصلة عن طائرات الركاب.

وأضاف المصدر أن القاهرة بدأت في التنسيق أمنيا بشكل كامل مع بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا، في إطار تحرك مصري لتأكيد أن المطارات المصرية مؤمنة بشكل كامل، على أن تتم مراجعة إجراءات تأمين المطارات مع هذه الدول، فضلا عن سفر وفد مصري إلى الخارج لمشاهدة إجراءات تأمين عدد من المطارات المختلفة، وأشار إلى أنه تقرر زيادة إجراءات التأمين في مطار القاهرة الدولي، عبر الدفع بعناصر تأمين إضافية، مع زيادة عدد كاميرات المراقبة.

انقلاب روسي

وفي تغير لافت، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، على توصية جهاز الأمن الفدرالي الروسي بتعليق الرحلات الجوية إلى مصر، في انقلاب للموقف الروسي المعلن باستمرار تسيير الرحلات إلى مصر.

وطالب بوتين حكومته بالتنسيق مع السلطات المصرية لنقل رعايا روسيا من مصر والمقدر عددهم بـ45 ألف سائح.

وقال متحدث باسم الكرملين، أمس، إن قرار روسيا تعليق الرحلات الجوية إلى مصر لا يعني أن تحطم الطائرة الروسية ناجم عن هجوم إرهابي، مضيفاً أن الرحلات ستتوقف لحين الوصول إلى مستوى السلامة المطلوب مع القاهرة.

من جانب آخر، غادرت طائرة روسية أمس، على متنها ما تبقى من رفات ضحايا الطائرة المنكوبة.

زيارة لندن

وفي حين توجهت الأنظار إلى مطار شرم الشيخ لمتابعة مغادرة آلاف السائحين البريطانيين، أنهى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته إلى لندن، أمس، عائدا إلى بلاده، بعدما التقى رئيس الحكومة البريطانية، ووزير الدفاع مايكل فالون، وسيطرت على المباحثات بين السيسي وكاميرون أمس الأول، حادث سقوط الطائرة الروسية، بالتزامن مع قرار لندن وقف تسيير رحلاتها إلى المدينة المصرية.

ورغم التصريحات الإيجابية بين السيسي والمسؤولين البريطانيين، فإنها لم تنجح في تبديد التوتر الحاصل بين القاهرة ولندن على خلفية الترجيحات البريطانية بوقوف جماعة "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" وراء تحطم الطائرة الروسية.

وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي أكد خلال لقائه مع وزير الدفاع البريطاني، أن مصر تقدر علاقاتها مع بريطانيا وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، مشيرا إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف.

وأشار السيسي إلى أن الرؤية المصرية تقدر أهمية تعزيز جهود مواجهة التنظيمات المتطرفة ووقف الانتشار السريع لتلك الجماعات في الشرق الأوسط، إضافة إلى أهمية تقديم جميع أشكال الدعم الممكنة لإنجاح خيارات الشعب الليبي الحرة، وتشجيع الأطراف المختلفة على التوصل إلى توافق يضمن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ودعم قدرات الجيش الليبي الوطني ليتمكن من مكافحة الإرهاب والدفاع عن البلاد.

انفجار الشرقية

في الشأن الداخلي المصري، قال مصدر أمني إن 3 أشخاص قتلوا صباح أمس، إثر انفجار سيارة بمدينة أبوكبير في محافظة الشرقية.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه تم العثور بجوار الجثامين على بطاقتي رقم قومي خاصة بمستقلي السيارة، وهما من الإرهابيين المطلوب ضبطهم وإحضارهم في قضية الانضمام إلى لجان عمليات نوعية لجماعة "الإخوان"، وأن الشخص الثالث ربما يكون عضوا بالتنظيم ذاته.