خامنئي يصعّد ضد السعودية ويهددها بردٍّ «قاس وعنيف»

نشر في 01-10-2015 | 00:03
آخر تحديث 01-10-2015 | 00:03
No Image Caption
• طهران تستدعي السفير السعودي للمرة الرابعة منذ «التدافع» وتعتبر تصريحات الجبير «خاوية»

• العسيري رداً على نصرالله: استغلال الحادث يعبر عن إفلاس سياسي وحالة ضياع
صعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ضد السعودية على خلفية حادث تدافع منى، مهدداً الرياض برد قاس وعنيف إذا لم تسلم جثامين القتلى الإيرانيين على حد قوله، وذلك على خلفية إرجاء تسليم بعض الجثامين لأسباب إدارية.

توعد المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، أمس برد "عنيف وقاس" إذا لم تعد السعودية جثامين الحجاج الايرانيين الذين لقوا حتفهم في كارثة التدافع في منى على حد زعمه، مهددا بأنه "إذا قررت إيران إبداء رد فعل حول هذه الكارثة فإن أوضاع السلطات السعودية لن تكون محمودة العواقب".

واتهم خامنئي السعودية بأنها "لم تعمل بمسؤوليتها تجاه جرحى الحادث، كما خلقت مشاكل بشأن نقل جثامين القتلى الى البلاد"، قائلا خلال تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الضباط للعلوم البحرية في نوشهر (شمال): "إذا تعرض الحجاج وجثامين ضحايا الكارثة إلى إساءة، فإن رد إيران سيكون قاسيا وعنيفا"، معتبرا أن "المئات من حجاجنا فارقوا الدنيا مظلومين".

وأشار إلى أن "الحج يجب أن يكون مكانا آمنا، فهل من الأمان أن يتم التطاول على حياة الأفراد حين أداء المناسك؟"، مشددا على ضرورة "إجراء التحقيقات حول هذا الحادث"، من قبل خبراء "من العالم الإسلامي ومن بلادنا".

وكان المرشد الأعلى الإيراني طالب المملكة "بالاعتذار إلى الأمة الإسلامية"، كما طلب منها الاعتراف "بمسؤوليتها عن هذا الحادث الرهيب وتنفيذ التزاماتها".

إلى ذلك، استدعت "الخارجية" الإيرانية القائم بالأعمال السعودي للمرة الرابعة منذ وقوع الحادث في 24 الجاري، محذرة من "التأخير واللامبالاة" في إرسال الجثامين والبحث عن المفقودين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.

وأبلغ مدير الشؤون القنصلية في الوزارة، علي جيكني، الدبلوماسي السعودي "عدم موافقة عائلات الضحايا دفن جثث أقاربهم في السعودية. الجميع يطالب بالإسراع في نقل أجساد الضحايا".

كما حذر من "اللامبالاة في ما يتعلق بكشف مصير المفقودين (...) وتمهيد السبل للإسراع بالتعرف على هوية الضحايا ونقل جثامينهم الطاهرة إلى أرض الوطن".

وأرجئت إعادة جثامين قسم من الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في حادث التدافع بمنى قرب مكة المكرمة إلى طهران، بعدما كانت مقررة امس الأول. وأعلن مسؤولون ايرانيون تأخير العودة لأسباب إدارية تتعلق بتصاريح هبوط الطائرات المكلفة ذلك في السعودية.

وإيران هي البلد الذي مني بأكبر خسارة في كارثة التدافع التي أدت إلى سقوط 769 قتيلا و934 جريحا حسب الرياض. وأفادت آخر حصيلة نشرتها لجنة تنظيم الحج الايرانية بأن 228 حاجا إيرانيا قتلوا و27 جرحوا كما لا يزال هناك 246 في عداد المفقودين.

رد على الجبير

في غضون ذلك، انتقد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد نوبخت، تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الأخيرة حول إيران.

وقال نوبخت، حسبما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية: "عندما نقبل بأننا نتحدث مع دولة معادية تكن لنا العداء، فإن مثل هذا الكلام يعتبر سخيفا وخاويا جدا".

وكان الجبير قال أمس الأول إن "إيران آخر من يتحدث عن الاهتمام بالحجاج، ولها تاريخ بإثارة المشاكل بالحج وتصريحاتها تتناقض مع مبدأ السيادة".

العسيري

في السياق، أكد السفير السعودي في لبنان، علي عسيري، في بيان أن "بعض المواقف التي صدرت في لبنان وإيران وصوبت على المملكة العربية السعودية على خلفية حادث التدافع ليست سوى تعبير عن حال الإفلاس السياسي والضياع التي تعيشها الجهات التي أصدرتها، والتي وصلت إلى حد استغلال الدين والحادث المؤسف لتشويه صورة المملكة والكيد لها رداً على فضحها المخططات الهدامة التي تحاك لدول المنطقة".

ويأتي حديث عسيري على خلفية التصريحات التي اطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي اتهم السعودية بالتقصير، ودعا إلى إدارة إسلامية للحج.

وقال العسيري إن "أي مرجع، مهما علا شأنه، لا يستطيع المزايدة على المملكة العربية السعودية التي يتوارث حكامها وأبناؤها شرف خدمة ضيوف الرحمن... إضافة إلى التسهيلات اللامحدودة التي تقدمها لحجاج بيت الله الحرام من كل أصقاع الأرض. والانطباعات الطيبة التي يعود بها الحجاج إلى أوطانهم ومن بينها لبنان، بعد تأدية المناسك بيسر وطمأنينة، هي الرد الأفضل على كيد المغرضين".

كما شدد على أن "طبع المملكة العربية السعودية هو الترفع عن الرد على المهاترات، وعلى الذين يعتمدون لغة الكيد والتشفي، إلا أننا نقول لهم انظروا إلى الأمور نظرة سوية ولا تبرروا أخطاءكم بمحاولات النيل من نجاحات المملكة".

وأضاف أن "سفارات المملكة المنتشرة في كل دول العالم تتجند بدورها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وأن السفارة في بيروت أدت واجبها بنجاح كغيرها من السفارات السعودية، وعملت على مدار الساعة لإصدار التأشيرات المطلوبة للحجاج اللبنانيين، بعد صدور قرار زيادة عددهم كما كانت على تواصل دائم مع رئاسة الحكومة اللبنانية والجهات المسؤولة في المملكة لتسهيل انتقال الحجاج، الذين تأخروا في مطار بيروت نتيجة تعذر وجود حجوزات".

وذكر أن "خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أصدر توجيهاته بتمديد فتح الأجواء استثنائيا أمام الرحلات القادمة من لبنان لتمكين الحجاج اللبنانيين من الالتحاق بأشقائهم وتأدية مناسكهم".

(طهران، بيروت ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top