كيف يمر حديث لمسؤول رفيع عن التخطيط بأن الخطط السابقة الخاصة بالتنمية لم تكن حقيقية؟ ولماذا تم حذف 1100 مشروع وهمي من أصل 1200 والإبقاء على 100 مشروع فعلي فقط؟ ولماذا ترك موظفون صغار لكتابة أي شيء وتم التوقيع على ما كتبوه من وزرائهم على أنه تنمية؟

Ad

أول العمود:

 مفهوم الخلايا النائمة يعني في كثير من الأحيان أن المنوط به الحفاظ على الأمن نائم.

***

حديث هاشم الرفاعي، أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، المنشور يوم الأحد الفائت حول عدم وجود خطة تنمية طوال 8 سنوات ماضية– رغم نفيه بطريقة دبلوماسية بعد يوم- يعني وفقا لمرئيات جهود مكافحة الفساد (ولدينا هيئة مستقلة متخصصة بهذا) أن بعض الوزراء والمسؤولين عن إعداد الخطط المزعومة قد خدعوا الناس وغرروا بهم، وشاركهم في ذلك أعضاء مجلس الأمة الذين مثلوا الشعب طوال السنوات الماضية وإلى الآن.

السيد الرفاعي يقول عن الخطة إنها قص ولزق، ومشاريع وضعها موظفون في أدنى السلم الوظيفي، ومن دون معرفة مسؤوليهم الكبار (الوزراء) وكان إجماليها 1200 مشروع تم إلغاء 1100 منها وإبقاء 100 مشروع فقط.

بالطبع كل وزير في كل وزارة طوال السنوات الثماني الماضية مع قياديي وزارته مسؤولون عن هذا التغييب، وإلا بالله عليكم كيف يمكن اعتبار إنشاء حمام سباحة في قطاع التربية والتعليم على أنه مشروع تنمية؟ وكيف يمكن اعتبار منح قروض اجتماعية من بنك الائتمان على أنه تنمية؟ وإنشاء مطبخ مركزي في الحرس الوطني على أنه تنمية؟! أليس هذا ضحكاً على الناس؟!

في حسبة مالية قدمها وزير التخطيط السابق د.محمد الدويهيس في مقالة له عقب حديث الرفاعي أكد أن كل سنة من سنوات "تنمية القص واللزق" رصد لها 19 مليار دينار، وبإجمالي 152 مليارا، فأين ذهبت هذه المبالغ؟

ماذا يجري في هذا البلد؟ أين محاسبة وزراء التخطيط السابقين من هذا؟ وهل ما يقدمة المسؤولون الحاليون عن الخطة صحيح أم سيأتي من يعقبهم ويقول: من سبقني كلامه غير دقيق؟!

أتساءل هنا: إن كان المغردون الذين دخلوا السجون لكلام قالوه، فلماذا يبقى طليقا من باع الناس وهماً؟ لماذا الصمت يا نواب الأمة، ومؤسسات المجتمع المدني؟ بل لماذا لا يتخذ مجلس الوزراء مبادرة لوقف هذا العبث الذي كشفه مسؤول رفيع؟

أعتقد أنه لو حدث مثل الذي أعلنه السيد الرفاعي في بلد خليجي كقطر أو الإمارات أو السعودية– لا في السويد- لرأينا رد فعل مختلفاً تماماً عما حدث في الكويت، وهو الصمت؛ صمت الجميع!!

شكرا للسيد الرفاعي على صراحته، وعلى نفيه الدبلوماسي الذي رسخ المعلومة الأولى، وليسمح لي بالقول إن الخطة الحالية ما هي إلا تجميع أيضاً؛ لأن القيادات ذاتها هي التي وضعتها. وسيؤكد ذلك من سيأتي بعدك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.