بعد أشهر من هجوم باردو، قتل 27 شخصا أمس بينهم أجانب، في هجوم إرهابي استهدف فندقا في سوسة تبناه تنظيم "داعش".

Ad

شهدت تونس أمس يوما داميا مع إقدام مسلحين على مهاجمة منتجع سياحي بولاية سوسة، الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل نحو 27 شخصا في حصيلة هي الأكبر في تاريخ البلاد.

وبينما أفاد التلفزيون الرسمي التونسي بسقوط عدد من الضحايا بينهم نزلاء غربيون في تبادل لإطلاق النار، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد العروي أن إرهابيا أو أكثر تسللوا إلى فندق "أمبريال مرحبا" بمنتجع القنطاوي السياحي من الجهة الخلفية، وفتحوا النار على السياح الموجودين على الشاطئ، مؤكدا أن الوحدات الأمنية تدخلت على الفور وقضت على عنصر إرهابي واعتقلت آخر.

وبينما لم يؤكد ما إذا كان الهجوم تقف وراءه جماعة مسلحة، أشار العروي إلى أن قوات الأمن بدأت عمليات تفتيش وبحث واسعة للبحث عن شركاء محتملين.

وأكدت المسؤولة في وزارة الصحة هندة الشابي، لإذاعة "موزاييك إف إم" حصيلة الهجوم، مبينة أن "12 جريحاً وصلوا إلى مستشفيات" ولاية سوسة.

وبينما توجه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس وزرائه الحبيب الصيد لتفقد المنطقة السياحية بسوسة، توالت على الفور ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الدامي، في حين أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية وقوفها "إلى جانب تونس حكومة وشعبا في مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية"، مجددة موقفها "الثابت بضرورة تضامن المجتمع الدولي في محاربة هذه الظاهرة القبيحة التي تستهدف الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم".

كما أدان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الهجوم الإرهابي، داعيا إلى تضافر الجهود العربية والدولية لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة ودول العالم.

وفي 18 مارس الماضي، هاجم جهاديان يرتديان زيا عسكريا متحف باردو وسط تونس، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 17 سائحا ومدني تونسي وأحد أفراد الشرطة التونسية، إضافة إلى المهاجمين، بحسب وزارة الداخلية، التي أكدت أنها منعت مجزرة بتمكنها من إجلاء 92 سائحا من جنسيات عدة كانوا داخل المتحف.

وجاء هجوم متحف باردو الملاصق لمبنى البرلمان بمنزلة "عملية نوعية" تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتمكن من خلالها من نقل عملياته الإرهابية من الجبال الغربية والمناطق الحدودية إلى قلب العاصمة، موجها ضربة قاسية للأمن والاستقرار الداخلي، في ظل حكومة رفعت شعار القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن، في حملتها الانتخابية.

وقبل شهر، فتح جندي في الجيش النار على زملائه في ثكنه عسكرية بقاعدة بوشوشة وسط العاصمة، ما أسفر عن مقتل 7 عسكريين قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلا.

(تونس - أ ف ب، رويترز، د ب أ)