مساعٍ مصرية لطمأنة الخليج واستثمارات سعودية بـ 30 مليار ريال
• السيسي يحضر القمة الإفريقية في أديس أبابا نهاية يناير • إجراءات مشددة لتأمين عيد الميلاد القبطي
حدّدت القاهرة مع موسكو، نقاطاً قالت إنها لتهدئة الوضع في الخليج وضمان أمنه، ومن المقرر أن تعرض روسيا النقاط على طهران، في حين عقد المجلس «التنسيقي المصري - السعودي» جلسته، أمس، في الرياض، واتفق الجانبان على استثمارات سعودية في مصر بقيمة 30 مليار ريال.
دخلت القاهرة مباشرة على خط الأزمة المُتصاعدة بين "الرياض وطهران"، على خلفية اقتحام إيرانيين سفارة السعودية احتجاجاً على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في المملكة.الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، قال إن الوزير سامح شكري عقد اجتماعاً في الرياض مع مسؤولين سعوديين، شدد خلاله على حرص مصر على أمن منطقة الخليج، وأن بلاده طرحت نقاطاً لتهدئة الوضع، والحد من التدخل الإيراني في الشؤون العربية.مصادر مطلعة، قالت إن مصر دشنت تحركات دولية موسعة خلال الساعات الماضية لتهدئة الوضع وضمان أمن وسلامة الخليج، وأن تحركات القاهرة شملت مشاورات مع "روسيا وفرنسا" في السياق ذاته، موضحة لـ"الجريدة" أن التحركات المصرية تعتمد على روسيا في الضغط على إيران لتقديم اعتذار للمملكة، مع منع التحريض ضدها والتعهد بحماية منشآتها الدبلوماسية.وحددت المصادر النقاط التي بدأت موسكو عرضها على طهران أمس، كما هو متفق بين مصر وروسيا، منها وقف التصعيد الإعلامي الإيراني ضد المملكة، وفرض رقابة دولية على سواحل اليمن لمنع إمداد إيران ميليشيا الحوثي بالسلاح والرجال، لافتاً إلى أن مصر أشرفت على الانتهاء من تقديم مُسودة لمجلس الأمن تشمل فرض عقوبات دولية على كل من يمد ميليشيا الحوثي بالسلاح.أستاذ العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، قال إن الراعين للمبادرة (مصر وروسيا) لهما نفوذ عند كلا البلدين، (السعودية وإيران)، مُرجّحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن تنجح القاهرة وموسكو في تهدئة الأوضاع بين البلدين، خصوصاً أن كل الأطراف لها مصلحة في هدوء الأوضاع. ولفت اللاوندي إلى أن "الموقف الأميركي يعكس رغبتها في اشتعال الأزمة بين البلدين".المجلس التنسيقيعلى صعيد ذي صلة، أكد "المجلس التنسيقي المصري السعودي" الذي عقد جلسته، أمس، في الرياض، أهمية إنجاز المُهمات التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، على أن يتم الاجتماع مجدداً في القاهرة، خلال الفترة المقبلة.وبينما نقلت وكالات أنباء دولية أن السعودية وافقت على منح مصر قرضاً بقيمة 3 مليارات دولار، لدعم اقتصادها، لم تؤكد مصادر مصرية أو تنفي صحة الخبر.وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان، قال إن الجانب السعودي اختار قطاعات مُحددة للاستثمار فيها بقيمة 30 مليار ريال، هي الإسكان والسياحة والزراعة والطاقة على مدى 5 سنوات.ولفت إلى أن السعودية أمدت مصر باحتياجاتها من البترول لمدة 3 أشهر، وقال: "الاجتماع المقبل سيشهد توقيع مذكرات تفاهم بين مصر والسعودية لإمداد مصر باحتياجاتها من المحروقات لمدة 5 سنوات". القمة الإفريقيةإفريقياً، وبينما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي عدم المشاركة بنفسه في فعاليات منتدى "دافوس" الاقتصادي في سويسرا، خلال الفترة من 20 إلى 23 يناير الجاري، قال مصدر مطلع لـ"الجريدة"، إن الرئيس سيكون مرتبطاً وقتها بزيارة الرئيس الصيني للقاهرة، التي تبدأ 20 يناير الجاري.وأوضح المصدر أن حرص الرئيس على التواجد مع قادة وزعماء إفريقيا، في القمة المُقررة نهاية يناير الجاري، دفعه إلى إبداء حرصه على المشاركة في اجتماعات القمة الإفريقية الرابعة والعشرين في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" والمقرر لها 29 يناير الجاري، حيث من المقرر أن يُلقي السيسي كلمة.على صعيد آخر، بدأ وفد فني مصري زيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، لحضور أول اجتماع يناقش الهواجس المصرية بشأن سد النهضة الإثيوبي، تنفيذاً لوثيقة الخرطوم.قداس الميلادداخلياً، وبينما يُقيم الأقباط صلاة قداس "عيد الميلاد" منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، وسط إجراءات أمنية مشددة، في المقر الباباوي "الكاتدرائية" في العباسية، وسط القاهرة، رجّح مراقبون حضور الرئيس السيسي صلاة القداس، على غرار زيارته للمقر في صلاة قداس عيد الميلاد مطلع 2015.وكيل المقر الباباوي سرجيوس سرجيوس، قال لـ"الجريدة": "سلمنا الرئاسة دعوة لحضور الرئيس، صلاة القداس، لتحقيق آمال الأقباط في زيارة الرئيس للكاتدرائية مجدداً"، ولفت إلى أن الكنيسة سلمت 8000 دعوة شملت الرئاسة والوزارات وكل القيادات التنفيذية والإدارية والسفارات الأجنبية بخلاف الشخصيات العامة.«دعم مصر»برلمانياً، يعقد ائتلاف "دعم مصر" البرلماني، اجتماعاً موسعاً لأعضائه، السبت المقبل، لحسم اختيارات النواب المتقدمين لمناصب رئيس البرلمان ووكيليه، يعقبها مؤتمر صحافي للإعلان عن الأسماء التي يدفع بها التحالف لهذه المناصب، وسط إجماع داخل الائتلاف، على تنصيب الفقيه القانوني علي عبدالعال، رئيساً للبرلمان.إلى ذلك، رجّح مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة أزمة بين القوى السياسية والائتلافات الممثلة في البرلمان على منصب وكيل المجلس، فبينما، عول النائب عن ائتلاف "دعم مصر"، طارق الخولي، على اجتماع السبت المقبل في حسم اسم المرشح لرئاسة المجلس ومنصب الوكيل ورؤساء اللجان النوعية، يرى حزب "المصريين الأحرار" أنه الأحق بالمنصب لأنه يُمثل الأكثرية البرلمانية بالنسبة للأحزاب.