«الفيل كبر يا ناس»

نشر في 08-12-2015
آخر تحديث 08-12-2015 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي في عام 2014 أجرت الإدارة العامة للإحصاء التعداد العام للسكان، حيث جاءت النتائج كالآتي: العدد الإجمالي للسكان: 4.000.052 نسمة، وعدد المواطنين الكويتيين: 1.000.264 نسمة، وعدد الوافدين: 2.789.300 نسمة، وإذا ما قارنا عدد الوافدين عام 2014 مع عددهم في إحصاء عام 2006، حيث كان عددهم: 1.860.000 نسمة، نجد أن عددهم قد زاد بما يقارب "المليون"، وذلك خلال سبع سنوات فقط، وفي مقابل هذا العدد الهائل نجد أن جميع الخدمات العامة في الدولة بقيت على ما هي عليه، وربما زادت سوءا، بمعنى أن هذا العدد الهائل أصبح مجالا خصبا لتجارة الإقامات وتكديس الأعداد في العمارات والأبراج في غرف تنافس علب السردين؛ مما يؤدي بالضرورة إلى فقدان النظافة ونقل الأوبئة والأمراض، أضف إلى ذلك العبء الهائل على البنية التحتية والازدحام المروري، ثم تلك العمالة التي يطلق عليها العمالة السائبة. ترى من كفيلها؟ وكيف دخلت إلى البلاد؟ وكيف تعيش؟ وأين تعمل؟ وكيف تعول نفسها وعائلاتها؟

ولعل أخطر تلك الظواهر قيام بعضهم بتأسيس خلايا نائمة تنتمي إلى جماعات إرهابية تمارس القتل والتدمير في كل أنحاء الدنيا، فمن منا لم يساوره الخوف والهلع عندما قامت وزارة الداخلية مشكورة بإصدار بيان مهم يتضمن قيامها بتفكيك خلية إرهابية تنتمي إلى تنظيم "داعش"؟ وكم هالنا أن أغلب أفراد تلك الخلية من الوافدين ومن مختلف الجنسيات، عاشوا بيننا معززين مكرمين آمنين في وطن احتضنهم وأكرمهم، فكان جزاؤه منهم الغدر والخيانة، كالحية الرقطاء ما كادت تشعر بالدفء حتى قامت بلدغ من آواها، وللأسف أن بعضهم يتربى في أحضان بعض وزارات الدولة، فقد روى لي أحد الأعزاء أنه منذ أسابيع أدى صلاة الجمعة في أحد مساجد البلاد، وقد فؤجئ كحال الحضور بأن الخطيب يطالب المصلين بعدم التعاطف مع فرنسا في التفجيرات المأساوية التي حدثت في باريس وهزت العالم وراح ضحيتها مئات الأبرياء، ففرنسا هي من احتلت الجزائر وقتلت ما يزيد على "مليون شهيد"، يتحدث ذلك الخطيب من منبر أحد مساجد دولة الكويت التي أعلنت رسميا تعاطفها ودعمها لملاحقة القتلة من الإرهابيين.

لسنا ممن يقطع الأرزاق ولكن من المؤكد أنه لا مكان للمجاملة أو العواطف عندما يتعلق الأمر بالوطن وأمنه وسلامة أهله والمقيمين على أرضه، ولعله تساؤل مشروع: ألا يمكن أن يكون من بين هذا العدد الهائل نسبة تضمر الشر لهذا البلد الطيب؟ ولنا أن نتخيل مقدار هذا الخطر الذي تشكله هذه النسبة، ومقدار ذلك الجهد المطلوب الذي تبذله وزارة الداخلية بكل إداراتها، والذي يستدعي تعاون كل وزارات الدولة ومؤسساتها، بل كل مواطن ومقيم لمواجهة هذا الخطر، ونكرر "الفيل كبر يا ناس قام يكسر في بيتي".

دعاؤنا للمولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

شكر وتقدير

لكل فرد في وزارة الداخلية، وعلى رأسها معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح مع التهنئة لمعاليه على حصوله على ثقة القيادة السياسية العليا والشعب الكويتي، والشكر موصول للأخ العزيز الفريق سليمان الفهد وكيل وزارة الداخلية، فقد ألقى القدر على أكتافكم أمانة تنوء عن حملها الجبال، فكنتم على قدر المسؤولية بقدرة واقتدار، فغدت الكويت دار أمن وأمان "بلدة طيبة ورب غفور".

back to top