في أحدث مكاسب لها في محافظة حماة، استعادت كتائب المعارضة السورية قرية عطشان والمناطق المحيطة بها في غرب البلاد، رغم تواصل حملة قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه بدعم من الضربات الجوية الروسية، التي أوقعت عشرات القتلى في الرقة وطالت المدينة الأثرية بتدمر للمرة الثانية.

Ad

عززت كتائب المعارضة السورية تقدمها في ريف حماة الشمالي، مع سيطرة حركة «أحرار الشام» وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة، صباح أمس، على قرية عطشان؛ لتفقد قوات الرئيس بشار الأسد بذلك آخر مناطق استعادتها خلال عملية برية واسعة تنفذها في المنطقة منذ شهر.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وبعد اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف روسي وحكومي على مناطق الاشتباك، فقدت قوات النظام آخر عدة بلدات سيطرت عليها منذ إطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي في السابع من أكتوبر ومنها عطشان في العاشر من أكتوبر الماضي بدعم جوي روسي.

وأشار المرصد إلى أن الفصائل سيطرت أيضاً على قرى قريبة من عطشان من بينها أم الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها، موضحاً أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل «16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل».

وقبل ساعات خسرت قوات النظام بلدتي مورك الواقعة على طريق حلب- دمشق الدولي وتل سكيك في ريف حماة الشمالي لمصلحة فصائل المعارضة وعلى رأسها «جند الأقصى» و»أجناد الشام» ويتبعان الجيش الحر.

ضربات روسية

من جهة ثانية، كشف المرصد عن مقتل 27 مدنياً و15 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على الأقل في سلسلة من الضربات استهدفت مدينة الرقة الثلاثاء.

وكان المرصد أفاد وقتها بمقتل عشرة مدنيين و13 عنصراً من التنظيم، الذي سيطر على الرقة في يناير 2014 بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة الذين استولوا عليها من قوات النظام في مارس 2013.

وفي حمص، أعلن الجيش الروسي، أمس الأول، أنه شن غارات جوية في منطقة تدمر للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، موضحاً أنها استهدفت أماكن بعيدة عن المدينة الأثرية و»دمرت قاعدة محصنة مهمة لتنظيم «داعش» تضم خصوصاً مدفعاً مضاداً للطائرات ودبابة.

تقرير ديميستورا

سياسياً، قال دبلوماسيون، أمس الأول، إن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا سيقدم الثلاثاء المقبل أمام مجلس الأمن عرضاً عن المباحثات التي أجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الأزمة السورية.

وقبل جولة مباحثات ثالثة في فيينا تجمع إيران وروسيا والسعودية والولايات المتحدة، التقى ديميستورا الفاعلين الرئيسيين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير في الأزمة. وقال الإربعاء في موسكو إن الأمم المتحدة مستعدة لأن تستضيف «بأسرع ما يمكن» في جنيف مباحثات بين الحكومة السورية والمعارضة لإنهاء حرب مستمرة منذ أربع سنوات ونصف السنة.

روسيا وتركيا

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو بمبادرة من الأخير مسألة التسوية السياسية للأزمة السورية.

وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته، أمس، إن المكالمة تناولت مناقشة جدول الاتصالات الثنائية المقبلة بين الطرفين، وبحث جهود التسوية السياسية للأزمة السورية.

(دمشق، موسكو، نيويورك-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

تحركات العائدين من سورية تربك الغرب

شدد خبراء استخبارات على ضرورة أن تعزز أجهزة الأمن الغربية قدراتها على التحليل وتقييم الخطر الذي يمكن أن يمثله كل من الجهاديين العائدين من سورية، حتى لا ينهكها عدد هؤلاء الذين يمكن أن يشن بعضهم هجمات في بلدانهم.

وإذا كان معظم الذين يعودون يكونون تائبين ومصدومين ومشمئزين مما رأوه، أو قرروا استئناف حياة طبيعية، فقد تنزلق أقلية منهم إلى أعمال العنف، لذلك يدعو الخبراء الى تأمين الوسائل لأجهزة الاستخبارات، من أجل الكشف عنهم ومراقبتهم وربما تصفيتهم.

وقال الرئيس السابق لدائرة مكافحة الإرهاب في أجهزة الاستخبارات البريطانية ريتشارد باريت، لوكالة فرانس لوكالة فرانس برس، «يتعين فهمهم قبل كل شيء، ومعرفة دوافعهم». وأضاف باريت، الذي ترأس بعد ذلك لجنة الأمم المتحدة للعقوبات على حركة طالبان، «يتعذر وضعهم جميعاً تحت المراقبة، فعددهم يفترض أن يتراوح بين خمسة أو ستة آلاف».

وقال المسؤول السابق في أجهزة الاستخبارات الفرنسية ايف تروتينيون، إن «الشخص الذي يعود من سورية ويقول سنقتلكم جميعا ايها المرتزقة هو شخص سهل، لأننا نعتقله ونحاكمه ونزج به في السجن. بذلك تحل المشكلة ولو لبعض الوقت»، مضيفاً: «لكن الذي يتصرف تصرفا طبيعيا، فإنه يدفع الى التساؤل حو ما اذا كان طبيعيا فعلا أو أنه ارتكب حماقة لن يكررها، أو يخفي شيئا ما».