وسط إجراءات أمنية مشددة، شيع السعوديون، أمس، قتلى التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها جنوب المملكة، بينما توالت المواقف المدينة والمتضامنة مع السعودية، بعد الهجوم النوعي الذي استهدف للمرة الأولى مذ سنوات قوات الأمن.

Ad

شيعت السعودية ومدينة أبها خصوصا، عصر أمس، ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجدا لقوات الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية في معسكر في مدينة أبها عاصمة إمارة عسير جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن.

وأفادت قناة «سكاي نيوز» العربية بأن التشييع تم وسط استنفار أمني ساد في مدينة أبها. وأسفر التفجير عن مقتل 12 عنصرا من قوات الطوارئ، بالإضافة إلى 3 أشخاص من العاملين في الموقع. وتبنى تنظيم «داعش» المتطرف التفجير، وقال إن منفذه هو «أبوسنان النجدي».

وروى الشاهد ناصر السبيعي، أحد الطلبة العسكريين الذين يتدربون في مبنى قوات الطوارئ في أبها، والذي أصيب بسبب الحادثة، في حديث تلفزيوني: «كنا موجودين في المسجد أثناء صلاة الظهر بعد الأذان، وكنا نقرأ القرآن، وقبل أن تقام الصلاة دخل علينا شخص غريب يرتدي لبس قوات الطوارئ القديم، وأخذ المصحف، لكنه لم يقرأ». وأضاف: «كان هذا الشخص مثيرا للشك، بسبب نظراته المريبة، والتفاته على كل شخص يدخل المسجد، وأثناء تأديتنا للصلاة وعند الركعة الثالثة وقع التفجير».

ردود أفعال

الى ذلك، توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتفجير الإرهابي، حيث دانت دول الخليج العربي التفجير ووصفته بالجبان، وأعلنت تضامنها مع المملكة وتأييدها للإجراءات السعودية ضد الإرهاب، وفق بيان صادر عن مجلس التعاون الخليجي.

بدورها، دانت وزارة الخارجية الأميركية التفجير ووصفته بالعمل الإجرامي. واستنكرت جامعة الدول العربية التفجير، ودعت إلى مواجهة الإرهاب من خلال توثيق التعاون.

من ناحيته، دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجوم الإرهابي. وأكد أعضاء المجلس ضرورة هزيمة التعصب والعنف والكراهية، وأهمية تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهابية إلى العدالة. كما حث المجلس جميع الدول على التعاون بنشاط مع السلطات السعودية في هذا الصدد.

المفتي

وقد دان مفتي السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، التفجير، وقال في بيان: «هذه الأحداث لن تبعدنا عن مبادئنا، بل سنكون أشد قوة وتكاتفا وتعاونا على الخير والتقوى، واعلم أيها الأخ المسلم أن هذه الفئة الضالة خارجة عن دين الإسلام، فئة حاقدة مجرمة تعبر عن خبثها، وعلى المسلمين الانتباه والحذر من شرهم، ولكن ولله الحمد سيزيدنا ذلك قوة وثباتا واجتماع كلمة».

وتابع: قال الله تعالى «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم»، هذا عمل إجرامي وعمل مشين وعمل قبيح لا يقبله إنسان ولا دين، ويدل على عدم الإيمان عند هؤلاء الذين يقتلون المصلين المطمئنين الذين يؤدون فريضة الإسلام ويفجرونهم تفجيراً سيئاً، وهذا دليل على فكر سيئ والحقد العظيم، ولا يزيدنا هذا إلا تلاحماً وقوة واجتماعا وتآلفا إن شاء الله وترابطاً بيننا وبين قائدنا».

إمام الحرم المكي

من جهته، قال الشيخ سعود الشريم، إمام الحرم المكي، في تغريدة على صفحته بـ«تويتر»: «قتل المصلين غرسة من غراس أبي لؤلؤة المجوسي، يقطف منها الفاعل لعنة قتل النفس المعصومة، ولعنة الغدر، ولعنة اﻹفساد (ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا)، أول من قتل المصلين من خزاعة هم كفار قريش وبنو بكر قبل فتح مكة، فاستنجد عمرو الخزاعي بمحمد صلى الله عليه وسلم».

(الرياض ـ العربية.نت، سكاي نيوز، سي إن إن، واس)