كيف جاءتك فكرة فيلم {الجيل الرابع}؟

Ad

عرض المؤلف عمرو سمير عاطف الفكرة عليَّ منذ سنوات، لكن لم نستطع تنفيذها آنذاك لأسباب كثيرة منها إنتاجية، وانشغلت أنا بمسلسل {رقم مجهول ثم لعبة إبليس}، وانشغل هو بأعماله الدرامية، ثم عاد وكرر عرض الفكرة. أطلعت المنتج وليد صبري عليها فتحمس لها وبدأنا في التنفيذ.

هل ترى أن تقديم فيلم يعتمد على الوجوه الشابة، مخاطرة؟

أرى أنها تجربة مختلفة وليست مخاطرة، لأن الأخيرة تكون بلا تخطيط ولا هدف، بينما توافرت للعمل عناصر النجاح كافة من نص جيد وإنتاج واعٍ بما يقدمه وممثلين موهوبين ومناسبين لأدوارهم، ما جعل المخاطرة أقل. تبقى هذه التجارب وتعيش في تاريخ السينما، وتم تقديم تجارب مماثلة لها في مصر، وفي العالم كله أكثر من مرة.

كيف كان التحضير واختيار الأبطال؟

استغرقت عملية اختيار الأبطال أربعة أشهر بين تجارب واختبار أداء وبحث، خصوصاً أننا نفتش عن تفاصيل معينة في وجوه جديدة تملك القدرة على تجسيد الشخصيات وتقمصها. بحثنا في الجامعات، والنوادي ومعهد الفنون المسرحية، حتى عثرنا على الشخصيات الثلاث الرئيسة في الفيلم بخلاف أحمد مالك، الذي اخترناه في وقت سابق، ويعد الفيلم مفاجأة للجمهور، فأنا أراهن على الشباب الذين قدموا أداء تمثيلياً متميزاً خلال تجربتهم الأولى على الشاشة الكبيرة.

كيف ترى الاستعانة بعدد كبير من ضيوف الشرف؟

أضافوا إلى العمل وكل منهم كان نجم مشهده، وأثروا الشاشة بحضورهم وخبرتهم، وكان الهدف مساندة الشباب في هذه التجربة الجديدة، وأعتقد أنها كانت فكرة جيدة ولم تضر بالعمل.

كيف ترى المنافسة مع أفلام الموسم؟

بالتأكيد، ثمة أفلام هدفها الأساسي الشباك، والإيرادات، لكن هذه الأفلام تعتمد على موسم العيد والجمهور الخاص الذي يدخل السينما في هذه الأيام، وهو جمهور ذو طبيعة خاصة لا يناسبه فيلمنا. رهاني الأول والأخير على استمرارية الفيلم لأن الموسم السينمائي ليس أيام العيد فقط و،بعدها تهبط إيرادات هذه الأفلام وتزيد إيرادات {الجيل الرابع}. وكما قلت، عناصر الفيلم الناجح متوافرة ويبقى توفيق الله، ثم رأي الجمهور الذي أثق في اختياره دائماً.

ما سبب تغيير اسم الفيلم من {عيال سيس} إلى {الجيل الرابع}؟

طرحنا الفيلم إعلامياً باسم {عيال سيس}، ولكنه لم يكن الاسم الأساسي، حتى قمنا باستفتاء حول الاسم في عدد من الأوساط الخاصة بالشباب والكبار، ووجدنا رفضاً له فغيرناه، ولا صحة لما أشيع من اعتراض الرقابة على اسم الفيلم وخذفها بعض الألفاظ فيه. على العكس، صنَّفته للعرض العام.

التعامل مع الوجوه الشابة أصعب أم النجوم الكبار؟

بالتأكيد العمل مع وجوه شابة وفي بداية مشوارها أصعب بكثير، لأنها تفتقد الخبرة التي تسهل من دخول الشخصية وتجسيدها، وبالتالي توجيهات أقل من المخرج، لكن مع وجه جديد تكون التهيئة والشرح أصعب وأكثر من النجم صاحب الخبرة.

ما بين النجاح الجماهيري والنجاح الفني مسافة كبيرة، ما السبب وبما تهتم؟

وجود أفلام تهتم بالإيرادات فقط وأخرى بالقيمة الفنية ظاهرة موجودة من بداية السينما وفي كل مكان وليس مصر فقط. ثمة أيضانوع ثالث وهو تقديم عمل فني جيد، ولكن قريب من الجمهور ويهتم بالطبع بالإيرادات، وهو ما أحاول أن أقدمه منذ بدأت العمل بالسينما، وهو كذلك النوع الذي ينتمي إليه فيلم {الجيل الرابع}.

لماذا لم تحقق السينما المستقلة النجاح الكافي؟  

لأننا نعمل بشكل فردي ومن دون تخطيط أو رعاية من أية مؤسسة. كل صناعة السينما قائمة على المجهود الفردي والاجتهاد الشخصي وهذا غير كاف لقيام صناعة كبيرة مثل السينما وأيضاً نجاحها، هذه النوعية من الأفلام موجودة منذ زمن بعيد ولم تظهر أخيراً ولكن نتيجة انحسار السينما بعد 25 يناير وخروج كثير من المنتجين لم يبق سوى النوع التجاري السائد الذي لا يهتم إلا بالإيرادات دون قيمة الفن، وما ظهر من أفلام مستقلة كانت محاولات فردية للحفاظ على الصناعة وتقديم سينما جادة وجيدة.

معنى ذلك أنك تطالب بتدخل الدولة؟

تدخل الدولة أو أي كيان من أي جهة، المهم أن تتوافر مؤسسة مهمتها حماية الصناعة وتنظيم العمل بها وحل مشاكلها ومحاربة الاحتكار والقرصنة وغير ذلك من مشاكل تواجه السينما والعاملين بها. في أميركا مثلا نقابة السينمائيين هي المختصة بهذه المهمة، المهم تواجد من يحمي الصناعة ويُنظمها، لأن العشوائية التي تحكمنا وتُسيطر على الصناعة لن تجعلنا نقدم سينما جيدة ولا صناعة ناجحة، سنظل في المكان نفسه، محاولات فردية ومنافسة غير متكافئة بين أفلام تجارية وأخرى تحاول تقديم سينما جيدة على شباك الإيرادات.

ما جديدك من أعمال بعد {الجيل الرابع}؟

ثمة عمل درامي لموسم رمضان 2016، لكن في مرحلة التحضير والكتابة، وأيضا ثمة عمل سينمائي مع عمرو سمير عاطف ويوسف الشريف، ما زال في مرحلة الكتابة.