مفاوضات رباعية في اسلام اباد لتحريك عملية السلام في أفغانستان

نشر في 11-01-2016 | 13:50
آخر تحديث 11-01-2016 | 13:50
No Image Caption
بدأت الأثنين في اسلام اباد الجولة الأولى من الحوار الرباعي الرامي إلى تحريك عملية السلام في أفغانستان بالرغم من الهجمات غير مسبوقة بكثافتها بالنسبة إلى فصل الشتاء التي يشنها متمردو حركة طالبان.

ويأمل بعض المراقبين أن تساهم مشاركة الصين والولايات المتحدة في الحوار في تبديد الريبة القائمة بين أفغانستان وباكستان التي تعتبر القوة الوحيدة القادرة على إعادة طالبان إلى طاولة المفاوضات مع حكومة كابول.

ولا ينتظر حضور أي ممثل عن المتمردين إلى لقاء الأثنين ولا يُعرف ما إذا كانوا سيبدون استعداداً لاستئناف المفاوضات.

وبدأ الاجتماع قرابة الساعة 10,00 (5,00 ت غ) وافتتح بكلمة لمستشار وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز.

وقال عزيز «آمل أن يسمح هذا الاجتماع بايجاد سبيل إلى سلام دائم في أفغانستان من خلال اتفاق يتم التفاوض بشانه بسلام»، رافضاً أي شرط مسبق للحوار وأي تهديد بعمل عسكري ضد رافضيه.

وتدور المفاوضات حول خارطة طريق يُفترض أن ترسي الأسس الضرورية لقيام حوار بين كابول وحركة طالبان التي انخرطت في حركة تمرد دام متواصل منذ سقوط نظامها قبل أكثر من 14 عاماً.

وأكد جواد فيصل، المتحدث باسم رئيس الوزراء الأفغاني عبدالله عبدالله، أن باكستان ستكشف خلال جلسة المفاوضات الأثنين عن لائحة بأسماء قادة طالبان المستعدين للمشاركة في مفاوضات سلام، وأسماء قادة طالبان الذين لا يرغبون في اجراء حوار مع الحكومة الأفغانية.

وكانت باكستان واحدة من الدول الثلاث التي اعترفت بنظام طالبان الذي حكم بين 1996 و2001، وتتهم كابول الدولة المجاورة برعاية المتمردين ولا سيما من خلال تأمين ملاذات لهم.

صراع

وجرت أول محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في يوليو قرب اسلام اباد لكن سرعان ما تعثرت بعد الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر، مؤسس الحركة.

وأثارت مسألة خلافته صراعاً بين قادة الحركة، ولم يتمكن الزعيم الجديد الملا اختر منصور من الحصول على تاييد بالاجماع.

وظهرت الخلافات إلى العلن عندما انشق فصيل يقوده الملا محمد رسول أواخر العام الماضي، وفي ديسمبر، أصيب الملا منصور بجروح خلال تبادل إطلاق نار نجم عن خلاف بين قادة في باكستان.

لكن هذه الخلافات لم تمنع الحركة من تكثيف عملياتها في كل أنحاء أفغانستان، وتمكنت في أواخر سبتمبر من السيطرة لثلاثة أيام على مدينة قندوز الكبرى في الشمال، وكانت هذه المرة الأولى التي ينجح فيها المتمردون في السيطرة على عاصمة ولاية منذ 2001.

وضاعف عناصر طالبان في الأسابيع الأخيرة الهجمات على رموز الوجود الأجنبي في البلاد واستولوا على أجزاء واسعة من منطقة سانجين، مركز زراعة الأفيون، في ولاية هلمند التي تعتبر معقلاً لطالبان في الجنوب.

ويرى المراقبون أن تكثيف المعارك على ارتباط بسعي المتمردين للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المناطق قبل بدء المفاوضات، من أجل أن يحصلوا على أكبر قدر ممكن من التنازلات.

وقال قيادي من فصيل الملا منصور لوكالة فرانس برس أن باكستان كانت على اتصال مع قادة متمردين، غير أن مجموعته تنتظر لترى إن كان فصيل الملا رسول سيشارك في المفاوضات.

وقال «أن قادة طالبان على استعداد على حد علمي لأي اجتماع من هذا النوع في المستقبل لكننا سنرى أيضاً أي مجموعات أفغانية أو فصائل أخرى من طالبان ستُدعى إلى مفاوضات السلام المقررة».

واعتبر الخبير في مسائل طالبان رحيم الله يوسفزاي أن الاجتماع الرباعي يشكل «تقدماً هاماً»، معتبراً أن مشاركة الصين والولايات المتحدة فيها تعطيها زخماً.

لكنه حذّر من أن «طالبان لم تثبت بعد نيتها في التحاور، وقالت أن أولويتها الأولى هي وضع حد لخلافاتها الداخلية، برأيي، أن فصيل رسول سيحضر، لكن مشاركة مجموعة منصور مهمة جداً، وبالتالي، علينا أن ننتظر لنرى ما سيكون رد فعلهم».

back to top